في ناس ربك دراهم، بالستر أبدا ما يتعروا، لا مال معاهم دراهم، علي الدوام ما يتعروا" بهذه الكلمات يبدأ العم جابر محمد وشهرته جابر العبد شاعر عامية حديثه عن حاله اليومي وعمله في بيع الخضراوات والأسماك، بجانب الحفاظ علي هوايته التي بدأها منذ سنوات ولأكثر من 30 عاما يكتب فن الواو الإرتجالي وشعر الفصحي ويشارك بهم في الأمسيات والندوات الشعرية بقريته الخطارة ومدينته جنوب محافظة قنا.
يتوسط جابر صاحب الـ 45عاما جلسته بين الخضراوات والأسماك، ليسعي وراء رزقه اليومي الذي يساعده علي قوت يومه والإنفاق علي أسرته وأبنائه الصغار راضيًا بما قسمه الله له، ومستقبلًا زبائنه بقول مربعات من الواو حينما يطلب منه ذلك، كذلك ينشر بعضها علي صفحته الشخصية بالفيس بوك لتلقي تفاعلًا وتشجيعًا من المقربين له.
ويتوقف جابر محمد قليلًا ليتذكر فترات عاشها في صباه ما بين العمل وكتابة الشعر الذي لم يتعلم أساليب كتابته ولكنه مارسه بالفطرة واستمتع إلي شعراء في ذلك الفن، ويتمتم بكلمات في صوت خافت عن معاناته منذ مرحلة الشباب وحتي يومنا هذا وكيف كان حريصًا لكي يحافظ علي موهبته وينمي منها ويوازن ما بين متطلبات الحياة وما يعشقه منذ الصغر، لتختلط موهبته فيما يقوم ببيعه ويروج لمنتجاته علي ألحان ما يكتب ويقول من فن الواو ومربعات الواو حيث كتب للموز والعنب والجوافة وكذلك السمك الذي يفرش به علي ناصية منزله.
قال جابر العبد، شاعر فن الواو، إنه بدأ في كتابة الشعر منذ 30 عاما وهو في مرحلة الصبي حيث عشق القول والكتابة وبدأ في الشعر بالفصحي ثم بسبب عدم استكماله للعمل في مجال السياحة والخارج اتجه إلي الشعر العامي الذي يعبر من خلاله عن نفسه وما يتعرض له من مواقف، كما أنه أحب اللغة العربية وبلاغتها وتعلم كتابة الشعر بموهبة فطرية دون النظر إلي أشعار الآخرين.
وأوضح العبد، أنه عمل في مجال السياحة لمدة 7 سنوات وسافر إلي دولة ليبيا منذ سنوات ثم العودة إلي بلدته للعمل في بيع الخضراوات والأسماك التي تعد المصدر الوحيد له لتوفير قوت يومه والإنفاق علي أسرته مع الحفاظ علي كتابة الشعر في وقت فراغة والذي يبدأ ما بعد الغروب والعشاء لمدة ساعتين يدون فيها خواطره والأشعار ويدخل في مساجلات شعرية مع شعراء عبر صفحات خاصة بالفيس بوك.
وتابع بائع الخضراوات والأسماك، أنه يحضر أمسيات وندوات شعرية في بيوت الثقافة وفي الندوات بمراكز الشباب للقول وإلقاء الشعر علي الحاضرين ومشاركة الشعراء ويحافظ علي الجناس التام والجناس الناقص أثناء الكتابة مع تقديم شعر ارتجالي وليد اللحظة مع الشعراء، مضيفًا أن بيع الخضراوات مؤخرًا ساعده علي الاستمرار في كتابة الشعر والكتابة عن أحواله اليومية وما يقوم به من بيع وتجارب خلال عمله.
وأشار جابر العبد إلي أنه يقوم بكتابة المربع بمهارته وسرعة في الكتابة وكذلك الرد أثناء شعر الارتجال والسجال الذي يكون في لحظته ويفتقد إلي الوزن أحيانًا ولكنه يؤدي إلي نفس معني السجال ويختلف عن الشعر الموزون، مضيفًا أنه كتب أكثر من 50 قصيدة فصحي و2000 مربع للموال وأنواع أخري.
"مش عايز حاجه غير الستر والناس تعرفني" هكذا اختتم جابر العبد حديثه متمنيًا أن يصل أشعاره إلي الجميع ومؤكدًا أنه لا يريد إلا الصحة والستر فيومًا يخسر ويومًا يسكب والحياة تستمر.
جابر العبد بائع السمك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة