يبدو أن بيتسو موسيمانى المدير الفنى للأهلى، مازال مبهورا بالقلعة الحمراء، أعظم ناد فى أفريقيا، ولا يصدق نفسه حتى الآن أنه يجلس على كرسى المدير الفنى لنادى القرن الأفريقى الـ20 وما مر من القرن الـ21، ولذلك انشغل بانبهاره ونسى أن يبهر جمهور الأهلى حتى الآن، ولم يتوصل لتوليفة قوية لفريق الأهلى، تعبر عن شخصيته وكنهه.
المدرب الجنوب أفريقى مازال يبحث عن صيغة معينة، وطريقة مناسبة، يصنع بها الفارق، ويستطيع الجمهور أن يقول حينها أن بصمات موسيمانى ظهرت، وأن المدرب استطاع أن يبلور شخصيته وخبرته ويصل إلى تشكيلة تضم مزيج دقيق من الخبرات والمواهب والكفاءات التى يمتاز بها الفريق الأحمر.
كافة الشواهد تؤكد أن موسيمانى مازال حائرا، لم يصل بعد إلى التركيبة المثلى لفريق قلعة الجزيرة، ولذلك نراه يغير فى تشكيلة الفريق فى كل مباراة عن سابقتها، ولأن كثرة النجوم والبدائل نعمة لأى فريق ومدير فنى، إلا أنها قد تكون نقمة ومحيرة للمدير الفنى الذى لا يستطيع التعامل مع البدائل الكثيرة من النجوم فى الفريق، وهو ما وقع فيه بيتسو.
كثيرة هى الأخطاء التى ارتكبها موسيمانى، وتدل على أنه مازال يبحث عن ذاته، فالفريق لم يصل لقوام ثابت وطريقة لعب ثابتة تعبر عن شخصيته، وما يمتلكه من لاعبين كبار ومتميزين، كما أن المدير الفنى يصر على أن يكون مفتاح لعبه الطرف الشمال عن طريق التونسى على معلول، وكأن الفريق ليس له جانب أيمن، أو حتى الاختراق من العمق لا يلجأ إليه إلا نادرا، وهى الطريقة التى عانى منها الأهلى فى مبارياته الأخيرة، ورغم سيطرته الكاملة على مجريات اللعب فى تلك المباريات إلا أنه فشل فى الخروج فائزا، بسبب حفظ الفرق المنافسة لهذه الطريقة والتدرب على كيفية إبطالها، فغياب الحلول لدى الفريق الأحمر تؤثر بالسلب على حظوظه، رغم أن فريقا كبيرا كالأهلى يجب أن يمتلك الكثير من الحلول والطرق لفك شيفرة أى دفاع يواجهه.
ومن الأخطاء الكبيرة لموسيمانى، قتل الطموح لدى مهاجم واعد كمحمد شريف، حتى وإن لم يكن مهاجما صريحا، فبمجرد التعاقد مع والتر بواليا وضعه المدرب فى التشكيل الأساسى وركن شريف على الدكة، رغم أن بديهيات التدريب تحتم عليه أن يحافظ على محمد شريف الذى كان منحنى أدائه فى صعود كبير، وأن يعطى بواليا ربع ساعة أو أكثر فى عدد من المباريات ليبدأ التأقلم والانسجام مع فريق كبير كالأهلى خاصة أنه قادم من فريق الجونة الذى لا ينافس على بطولات ولا يضع لاعبيه تحت ضغط ضرورة الفوز.
كما ألوم على بيتسو عدم قدرته على قراءة المباريات، وهى الميزة التى تفرق بين مدرب كبير وأخر، وكان يمتاز بها بشكل كبير المدرب الأسطورة مانويل جوزية، فمثلا مباراة الأهلى وبيراميدز أمس كانت من السهولة التى لا يلزم معها الانتظار حتى الدقيقة 55 ليفك طلاسمها ويدرك أن الفريق ليس له أنياب وأن الحذر الكبير والخوف منه ليس له مبرر، ولذلك عندما تخلى الأهلى عن حذره المبالغ فيه، سيطر على المباراة، وضاعت منه فرص كبيرة، ولم يحتسب له الحكم هدفا صحيحا، وضربة جزاء ليست محل شك.
ورغم كل ذلك مازلت أرى أن بيتسو موسيمانى لديه الفرصة لكتابة تاريخ كبير له مع الأهلى، خاصة أنه مدرب محظوظ وعنده فريق مدجج بالنجوم التى تصنع الفارق، ولكنهم فى حاجة للتوجيه الفنى، وعليه أن يخرج من شرنقة الانبهار بالكيان الأحمر، ويبدأ هو فى إبهارنا بأداء راق وقوى للأهلى، وأتعشم أن تكون البداية من كأس العالم للأندية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة