تعد صناعة العسل الأسود، بأدواتها البسيطة من أشهر الصناعات فى محافظة قنا، والتى امتدت عبر سنوات طويلة لتصبح عصارات العسل، كمال يطلق عليها أماكن شاهدة علي قدم الصناعة وارتباطها بمحصول قصب السكر، وموسم الكسر في كل عام بداية من شهر يناير في كل عام، ليحول إلى المصانع التي تستخرج منه السكر، وكذلك إلى عصارات القصب، والتى تنتج منه العسل الأسود الذى يباع فى الأسواق وتتعاقد علي شرائه شركات أيضًا.
وفى أماكن قريبة من زراعات قصب السكر تتواجد العصارات التي تخبئ داخلها سر الصناعة وتحافظ عليها رغم العقبات التي تواجه الصناع والعاملين فيها والمكاسب المتراجعة مقارنة بالسنوات السابقة وفترات الآباء والأجداد، وبعدد لا يتجاوز الـ 12 شخصا تعتمد العصارات عليهم في الأعمال اليومية منذ الصباح حتى انتهاء فترة العمل في المساء.
"عسل نجع حمادى" الجملة الأشهر لبائعى العسل والعسل الأفضل بين الأنواع المطروحة في الأسواق اليدوية ما يقومون به الصناع ولقدم المهنة التي ورثوها عن الآباء والأجداد وأتقنوا أسرارها وحرفتها للحافظ عليها من الانهيار واستمرار الصناعة مع الاتجاه إلي تطويرها.
تبدأ أولى مراحل العسل فى تجميع القصب من الزراعات، حيث يباع بالطن إلى صاحب العصارة أو بالفدان في حال زيادة الإقبال علي تلك العصارة ويحمل علي طريق الجمال أو السيارات إلي مكان تواجد العصارة وتجميعه وكذلك ينقل سفير القصب من المحاصيل إلى العصارة لكى يستخدم فى إشعال النيران للطهى.
وعقب البدء فى تجميع القصب تبدأ المرحلة الثانية مرحلة عصره عن طريق العصارة ومجموعة من العاملين الذين يحملون القصب من أماكن التجميع إلي العصارة وعصره ورفعه عن طريق مواسير إلى أماكن الطهى ثم تحويله إلى أوانى كبيرة مصنوعة من النحاس وإشعال النار أسفلها بقدر معين وتقليب العصير إلى حين الطهي.
وبعد وقت قليل يأتى دور العامل الذى يسمى الطباخ، ويتأكد من طهي العسل لكى ينقل عبر مواسير إلى مرحلة التصفية والتبريد في أحواض ليكون جاهزا للبيع للأهالى أو التجار، بحسب أسعار السوق اليومية أو الأسبوعية.
وقال جابر أحمد، صاحب عصارة قصب، إن صناعة العسل الأسود تبدأ من العصارة وتكون عبارة عن عصير قصب المحصود من زراعات قصب السكر المجاورة التي يتم شراؤه ثم يعبأ في أحواض ويرفع إلي الأواني النحاسية ومراحل الطهي الأربعة التي تتم قبل الانتاج النهائي له وجمعه في أحواض للتبريد ليصبح جاهزًا للشراء.
وأوضح أحمد، أنه رغم حفاظه علي مهنة الأجداد إلا أن الصناعة تراجعت بسبب تلاعب بعض العصارات في عملية إنتاج العسل التي تستخدم سكر القصب بدلًا من القصب، وذلك يساعدها علي زيادة إنتاجها ولكن بأشياء ليست طبيعية من الممكن أن تضر بصحة الإنسان، لافتًا إلى أنه يجب شراء العسل من الأماكن الموثوق فيها والتي تعمل علي إنتاجه طبيعيًا من قصب السكر نفسه وليست السكر.
وناشد صاحب العصارة، أنه لابد أن يكون هناك رقابة على تلك العصارات ومحاسبتها في حال التأكد من الغش حتي يتم الحفاظ على اسم الصناعة التى تشتهر بها مدينة نجع حمادى، والتى تعد قلعة العسل الأسود فى الصعيد، مضيفًا أن مبيعات العسل تراجعت في الوقت الحالى بسبب كثرت المعروض وقلة البيع في الأسواق، كما أن أفضل أنوا العسل هو الذي يصنع في شهر طوبة وهو الشهر الحالي شهر يناير.
تجميع العسل بعد التأكد من الطهي
تصفية العسل قبل التخزين
عصارات القصب بنجع حمادي
عصارات القصب
مراسل اليوم السابع داخل العصارة
مرحلة عصر القصب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة