الفراعنة والإغريق والفايكنج والفينيقيون.. ما السر وراء تسمية الحضارات؟

الجمعة، 29 يناير 2021 07:00 م
الفراعنة والإغريق والفايكنج والفينيقيون.. ما السر وراء تسمية الحضارات؟ صورة أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عرف البشر منذ فجر التاريخ العديد من الحضارات والأمم العريقة، التى كانت موجودة فى العالم القديم (أفريقيا وآسيا وأوروبا) وقبل اكتشاف قارة أمريكا أى الحضارة التى تأسست منذ 3,000 سنة قبل الميلاد، وقد شهدت هذه الحضارات توسعا تاريخيا كبيرًا وتطورًا حضاريًا واسعًا فى مجال العلوم والفنون وتطور المجتمعات.
 
وعرفت البشرية حضارات مثل الحضارة المصرية القديمة، والحضارات السومرية والبابلية والفينيقية والإغريقة، وجميعها كانت حضارات عظيمة، لكن من أين جاءت تلك الأسماء، ومن أين حصلت الحضارات القديمة على اسمائها سالفة الذكر.
 

الحضارة الفرعونية

 
 
جرى العرف أن نسمى حضارتنا القديمة باسم الحضارة الفرعونية، وكثيرًا ما نفتخر بماضينا ونلقب أنفسنا بأحفاد الفراعنة، فنجدنا نقول منتخب الفراعنة، والفرعون المصرى، فوصف "الفرعونية" بات الاسم الشائع عن حضارتنا القديمة، إحدى أقدم حضارات الأرض وأكثرها أثرا وأهمية، لكن الكثيرين يرفضون نعت الحضارة المصرية القديمة بالفرعونية بحجة أنه لقبا "توراتى" مدسوس وخاطيء، ولا يوجد دليل على وجود ملوك من مصر القديمة حملوا على هذا اللقب، وأنه مستمد من ذكر فرعون الخروج، فى قصة النبى موسى المذكورة فى الكتاب المقدس والقرآن الكريم.
 
وبحسب مقال سابق للدكتور زاهى حواس نشر تحت عنوان "فرعون.. لقب أم اسم علم؟" "لقد بُحث موضوع اشتقاق كلمة فرعون عن طريق علماء أجلاء على رأسهم أستاذنا العلامة الراحل الدكتور عبد العزيز صالح، الذى يقول بأن لقب فرعون مشتق من «برعا» بمعنى المنزل أو القصر العظيم ثم تحول إلى «فرعو» فى اللغة العبرية، ثم أضيفت إليه النون فى اللغة العربية. وهذا اللقب موجود لدينا منذ الدولة القديمة ضمن ألقاب الموظفين مثل «مفتش القصر العظيم»، و«مدير القصر العظيم»، و«كاتب القصر العظيم»، و«طبيب القصر العظيم» وهكذا فى دلالة على الموظفين الملكيين.
 

الإغريق

 
 
الإغريق هى كلمة أطلقها العرب على سكان اليونان القدماء. وكان لهم حضاراتهم التى تعتبر أم الحضارات فى أوربا كالحضارة الرومانية ولاسيما فى الفنون والفلسفة والآداب ولاسيما فى مدن أثينا وأسبرطة وطيبة اليونانية، ويرجع الباحث الدكتور فراس السواح فى كتابه "لغز عشتار" تسمية البلاد اليونانية (بالاغريق) الى أسطورة قديمة، تقول ان الاله بوصيدون (بو صيدٌ، ابو الصيد) اغرق بلادهم.
 
لكنها ايضا تشير إلى غرق بلاد الاغريق مما حتم اعتبار اسمهم مشتق من فعل (غرق) العربي، وتضفى على تسميتهم صفة العربية الفصحى، وفى التاريخ ادلة كثيرة تدل على ابوة الفينيقيين العرب للإغرق.
 

السومرية

 
 
بحسب معجم "المعانى" هو اسم علم مذكر فى بلاد ما بين النهرين. وهو فى الأصل اسم قوم سكنوا جنوبى ما بين النهرين، ولا تعرف جذورهم ولكنهم أسسوا حضارة، وهم يلفظون السين شيناً، فاسمهم الأصلى "شومر".
 
ويقال كلمة سومر مألفة من كلمتين وهى سوم و أر وسوم تعنى بالتركية الحديثة قوى ويلفظ بالشين كما يلفظها الآن اتراك ا لعراق حيث يقولون شومدو المؤلفة من كلمة شوم وتعنى القوى ودو الملحقة تعنى انه لان التركية لغة الصاقية كما هو معروف والكلمة الثانية من كلمة سومر هي- أر - وتعنى الرجل ولازالت تلك الكلمة تستعمل فى كثير من اللهجات التركية.
 

الفينيقيون

الاسم الذى أطلقه قدماء الإغريق على الإقليم الذى تحتله الآن المناطق الساحلية من سوريا ولبنان وفلسطين المحتلة، ويمثل النَّهر الكبير الحدود الشمالية له، بينما يشكل جبل الكرمل حدوده الجنوبية. كذلك تحده جبال لبنان من الشرق والبحر المتوسط من الغرب.
 
لا يُعرف تحديدًا أصل كلمة فينيقيا؛ ويبدو أنها قد تطورت من كلمة كنعان، التى تعنى بلاد الأرجوان وهو الاسم الذى أُطلق فى البدء على بلاد سوريا وفلسطين. كانت كنعان مصدرًا مهمًا للأرجوان الأحمر. يعتقد بعض الناس أن الإغريق ربما استخدموا لفظة فوينيك التى تعنى الأرجوان الأحمر إشارة إلى المجموعة التى كانت تُتاجر معهم فى هذا الأرجوان لكن هناك من لا يقبل هذا التأويل. وفى النهاية أصبحت لفظة فينيقيا، اسمًا للشريط الساحلى لبلاد كنعان.
 

الفايكنج

 
 
أطلقت تسمية الفايكنج على الشعوب الهمجيين ذوى السمعة السيئة، الذين جاؤوا من اسكندنافيا؛ والتى تتألف اليوم من ثلاث بلدان وهى النرويج والدنمارك والسويد، وعنى كلمة الفايكنج "قرصان" أو "رايدر"، وهى على أى حال مشتقة من كلمة باللغة النوردية القديمة. 
 
الكلمة تعود إلى العصور القديمة المظلمة فى القارة الأوروبيّة، وتظهر فى الرسومات الجدارية التى كانت تصنع من أحجارٍ رونيّة فى عصر الفايكنج، ومع ذلك فقد تغيّر معناها عبر القرون حتى أصبحت اليوم تعنى أشياء مختلفة لأناس مختلفين. وتشير النّقوش الرونيّة إلى أن الفايكنج كانوا رجالاً تركوا أوطنهم للمغامرة والاستكشاف فى الخارج، مما يعنى ضمناً أنّهم خطّطوا للعودة إلى الوطن بثرواتهم وشهرتهم المكتسبة.
 
وقد استخدمت الكلمة فى شكلها كاسم وكفعل لتدل على ما يطلق على السفر والمغامرة وكفعل السّفر من أجل المغامرة؛ وربما تمّ تطبيق الاسم لأنّ أوّل مغيرى الفايكنج كانوا من فيكين، أو ربما لأن المهاجمين انتظروا فى الخلجان المحمية لصد المعتدين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة