قصة غريبة للمواطن الذي حصل على حكم بالبراءة بعد ارتدائه البدلة الحمراء لمدة عامين في المنيا، لصدور حكم عليه بالإعدام في قضية قتل واغتصاب بمشاركة متهم آخر، إلا أن المتهم حصل في درجات التقاضي اللاحقة على حكم البراءة، وبدلًا من مقابلة "عشماوي" عاد لأسرته وأولاده.
شعور غريب، ومشاعر "متلخطبة" عاشها الرجل الأربعيني، داخل زنزانته ينتظر الموت في كل لحظة، لكن فجأة يأتي الفرج، ويحصل على حكم البراءة ويعود لأسرته، بعدما كان قد أيقن أن الموت يرفرف فوق رأسه.
قبل 12 عاما من الآن، حاورت شخصا عائدا من عنبر الإعدام، كان قد اتهم في قضية قتل، وصدر ضده حكم بالإعدام، وظل يرتدي "البدلة الحمراء" نحو 5 سنوات، وسلم أمره لله، لكن شقيقته لم تفقد الأمل، حاولت جاهدة إثبات براءة شقيقها، حتى نجحت عن طريق محامي في إثبات براءته، وبالفعل نزع "بدلته" الحمراء وعاد للحياة مرة أخرى.
الموت بعد الحياة، ترتيب طبيعي في الدنيا، لكن الحياة بعد الموت هو الشىء الغريب، فقد عاد هؤلاء للحياة مرة أخرى بعدما فقدوا الأمل فيها، فقد كانت كل المؤشرات تشير إلى أنهم قادمون نحو "طبلية عشماوي" لا محالة، لكن فجأة يأتي الفرج.
تخيل إنسان يعيش بين 4 جدران يرتدي بدلة حمراء، ينتظر الموت كل لحظة، يخاف أن يغمض له جفن، فيدخل الحرس لاقتياده لتنفيذ حكم الإعدام عليه، ليفارق الحياة على ذي غفلة، هو شعور صعب وقاسي، يجعلك تفكر ألف مرة، في كل خطوة قبل اتخاذها، فلا شيء يساوي أن تفقد حياتك بسببه.
إذا قادتك الظروف للقاء متهم خلف أسوار السجون، وتحدثت معه عن جريمته، تجده يلعن كل لحظة، استسلم فيها لشيطانه الأشر، فقتل أو سرق أو خطف، أو ارتكب أي جريمة، ولسان حاله يقول:"ليتني لم أفعل كذا، ليتني كنت نسيًا منسيا".