فعلها النجم المصرى، محمد صلاح، مع فريقه الإنجليزى، ليفربول، العام قبل الماضى، فى نفس البطولة، وتحديدا عقب مباراة ليفربول وفلامنجو البرازيلى، معلنا فوز صلاح ورفاقه، ببطولة أندية العالم، عندما أسرع محمد صلاح متوجها إلى شنطته وأخرج منها علم مصر، والتف به، معلنا لكل متابعى كرة القدم فى العالم، مدى اعتزازه وفخره بوطنه، ورايته الخفافة، وكانت رسالة قوية وبالغة الأثر فى نفس كل مصرى وطنى غيور، من قلب العاصمة القطرية، الدوحة.
وكان محمد صلاح، قد أبلغ إدارة ناديه، مخاوفه من توظيف مشاركته فى بطولة كأس العالم للأندية، والتى اقيمت فى قطر، عام 2019 لذلك قررت إدارة ليفربول إصدار بيان قبل انطلاق البطولة، حذرت فيه من محاولة التوظيف السياسى لوجود محمد صلاح فى الدوحة، ومحاولة الزج باسمه فى لقاءات مع شخصيات سياسية، تلقى غضبا وسخطا من الشعب المصرى.
ويخطئ من يتصور أن (لعبة) السياسة بعيدة عن (الألعاب) الرياضية، بشكل عام، و(لعبة) كرة القدم بوجه خاص، مهما ساق المبررون من حجج وأدلة إثبات أن وجهة نظرهم صحيحة، لأننا نرى بوضوح لا لبس فيه، إقحام قطر للسياسة فى ملاعب كرة القدم، ورصدت ميزانيات طائلة، لتأسيس قنوات رياضية تستأثر وتحصل على الحقوق الحصرية لكل البطولات القارية والعالمية، وتتحكم فى (مزاج الشعوب) بجانب شراء أكبر ناد فى فرنسا (باريس سان جيرمان) ورصدت مبالغ طائلة للحصول على حق تنظيم نهائيات كأس العالم 2022 انطلاقا من حقيقة أن الرياضة جزء جوهرى من القوة الناعمة.
ما دشنه «أبومكة» محمد صلاح، منذ عامين، فى قلب الدوحة، من تصرفات وطنية، كانت تأكيدا واضحا، أن بلده فى قلبه، ووجدانه، واسمه محفور على جدران ذاكرته، بإزميل مغلف بالفخر والاعتزاز، وأن تدثره بعلم مصر، ليرفرف أمام كاميرات وسائل الإعلام المختلفة، فى مشهد اقشعرت له أبدان كل الوطنيين الشرفاء، وكان لافتا ومفعما بالولاء والانتماء، للوطن، فعلا، وقولا.
هذا التصرف الوطنى المبهج، يضع على عاتق كل لاعبى وإداري النادى الأهلى المصرى، مسؤولية تكرار المشهد، عن قناعة، فالأهلى مؤسسة رياضية كبرى، تمثل مصر، وترسى المبادئ والقيم الأخلاقية والوطنية؛ ومن ثم، فإنه من الاجدر برجالها أن يكونوا مثالا رائعا يحتذى به فى الانتماء والفخر والاعتزاز بمصر الوطن، وتقديم صورة قوية من قلب قطر، تعبر عن مدى هذا الانتماء، وذلك من خلال أمرين لا ثالث لهما:
الأول: رفض كل محاولات توظيف وجود النادى الأهلى، سياسيا، ورفض لقاءات، أو دعوات، من جهات أو شخصيات سياسية، أو عامة، ومنع تواجد من تدور حوله علامات استفهام وتعجب، ولها انتماءات وانحيازات لجماعات وتنظيمات، تتقاطع مع الانتماء للوطن، ومن باب درءًا للشبهات، وعلى الكابتن محمود الخطيب، رئيس النادى الأهلى، ورئيس البعثة، أن يكون فى كامل يقظته، وفطنته، وألا ينزلق بالبعثة لمكامن التوظيف السياسى، أو السماح بتواجد شخصيات تحمل أجولة من علامات التعجب والاستفهام.
الثانى: ضرورة الاقتداء بما فعله، محمد صلاح، عندما كان يتدثر بعلم مصر طوال تواجده فى الدوحة مع فريقه ليفربول الانجليزى، فى نفس البطولة عام 2019 والظهور أمام الكاميرات رافعين راية مصر عالية خفاقة، لسد الطريق أمام المزايدين، الباحثين عن (لقطة) توظف كرسالة، تعكر صفو الحدث برمته..!!