عجيب أمر هؤلاء الذين يخرجون علينا، عقب مصالحات الدول، سياسيا، فى حملة ضروس ضد كل من كان يقف فى خندق المدافعين عن الوطن، فى أوقات المعارك ضد الأعداء، وكأن المطلوب أن يجلسون على مقاعد المتفرجين، صامتين، تاركين الميدان للأعداء والخونة ينفذون مخططاتهم، سواء بالسيطرة على مقدرات المصريين، أو النيل من أمنهم واستقرارهم، أو مساندة ودعم جماعات وتنظيمات إرهابية، لتتصدر المشهد، وتقطن قصور السلطة، ويصيروا عرائس ماريونيت، تحركها دول وكيانات، لتنفيذ ما يطلب منهم بدقة متناهية.
وعندما، يرفض شرفاء الوطن، أن يقفوا صامتين، فى أوقات المعارك التى يخوضها الوطن مع الأعداء، مقدمين أرواحهم ودمائهم فداء له، يثير غضب هؤلاء الداعمين والمساندين لجماعات او تنظيمات ارتمت فى أحضان الأعداء، وعندما تجنح الأوطان للسلم، وتعلن التصالح، وفقا لنظرية أنه لا عداء مستمرا للأبد، طالما تلاقت مصالح الشعوب، وفى إطار اتفاقيات واضحة تحترم سيادة الدول، وتمنع التدخل فى الشأن الداخلى، يخرج هؤلاء فى شكل وعباءة الأقزام، فى حملات مكايدة، ومعايرة للشرفاء، مرددين سؤال غبى، تافه، يعبر عن ضحالة أصحابه: ما هو موقفكم بعد تصالح مصر مع الدولة "الفلانية" بعد معركة حامية الوطيس..؟!"
هؤلاء الأقزام، انتُزعت من صدورهم قيم الكرامة والكبرياء والانتماء، يستحلون خيرات الوطن، ويحاولون الاستيلاء على تورتة السلطة، زاعمين إن دعواتهم للثورات المتتالية وإثارة القلاقل، من باب حب مصر، ولكن الحقيقة التى كشفتها الأيام، والشهور والسنوات التى أعقبت ثورة 30 يونيو 2013 أن مشاركتهم فى 25 يناير، والأحداث التالية، بدافع حب "تركيا" و"قطر" وكل كيان يعادى مصر، ويزيدون من الشعر بيتا، بأنهم يثمنون ويقدرون بكل فخر، أن يصلوا لقصور السلطة فى مصر، من فوق الدبابة الأمريكية..!!
ونسأل هؤلاء، الأقزام، أصحاب حملات المكايدة ضد المدافعين عن الوطن فى معاركه، عقب ما تردد عن مصالحة الرباعى العربى مع دويلة قطر: هل كان على المصريين أن يتركوا بلادهم تخوض معركة الكرامة واسترداد الأرض فى أكتوبر 1973 طالما أن هناك اتفاقية سلام ومصالحة "كامب ديفيد" والتى تم توقيعها عام 1979؟!
تفكير عقيم، وبائس، لا ينم إلا عن سطحية وضحالة وجهل هؤلاء، وافتقادهم لأبسط قيم الوطنية والانتماء، والشرف والكبرياء، فالشريف يقف مع وطنه فى معاركه، سواء استمر العداء، أو توقف وحل السلام، فالطبيعى، أن تنتصر لوطنك، وتدافع عن شرفه وعرضه عن قناعة، وإذا ما تم التصالح، فلن ينتقص من الشريف، بل يزيده فروسية وإباء، وإذا كانت مصر قد وقعت اتفاقية السلام مع إسرائيل، فإن الشعب المصرى، طبق القول المآثور، فى تعامله مع الإسرائيليين، القائل: "صباح الخير يا جارى.. أنت فى حالك وأنا فى حالى طالما لا تعتدى على مقدرات وطنى..!!"
اتفاقيات المصالحة، لا تنزع خصال الفروسية، فى الدفاع عن الوطن فى معاركه، وتزيد من احترام وتقدير الشرفاء المدافعين عن بلادهم بدمائهم وأرواحهم، ولا عزاء للإخوان الإرهابيين، وحلفاءهم الأقزام..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة