اندلعت المظاهرات فى الجامعات المصرية فى نهايات شهر ديسمبر 1972، وبلغت ذروتها بخروج طلاب جامعة القاهرة إلى الشارع يوم 3 يناير 1973، ترفع شعارات فى قضايا الحريات، والعداء لإسرائيل، وفى فجر يوم 4 يناير 1973، وفى جرائد الصباح أعلنت الحكومة إغلاق الجامعات لمدة شهر، حسبما يذكر كمال خليل فى كتابه «حكايات من زمن فات».
فى يوم 31 يناير، مثل هذا اليوم، 1973 ألقى الرئيس السادات خطابه أمام مجلس الشعب، وكانت هذه المظاهرات المحور الرئيسى للخطاب الذى نشرته صحف: «الأهرام، والأخبار، والجمهورية»، فى اليوم التالى، 1 فبراير 1973، وشن فيه هجوما كبيرا على قوى اليسار واليمين، والناصريين، وفى الوقت ذاته، قال محذرا: «الخروج على خط ثورة 23 يوليو الأساسى غير مسموح به، وعلى كل إنسان فى أى موقع من مواقع المسؤولية، وخصوصا المواقع الحساسة فى الدولة، فى إعلام أو أجهزة سياسية أو غيره، غير مقتنع بخط ثورة 23 يوليو الأساسى، تحالف قوى الشعب العامل 50% للعمال والفلاحين يترك مكانه على طول».
ووصف اليساريين بين الطلاب، وفى النقابات المهنية بأنهم «يسار مغامر»، وتعجب من أن ينضم إليهم «يمين حاقد بيفش غله، وحقده، من خلال الظرف الصعب اللى احنا عايشينه»، وأضاف: «فيه عنصر تالت اشترك فى هذه العملية برضه منذ 15 مايو 1971، للأسف، اللى هم بتوع التنظيم الطليعى القديم اللى متصلين بمراكز القوى، لأن فيه فى التنظيم القديم ناس كويسين، يعنى تركوا هذا الموضوع ومشيوا، لكن فيه اللى متصلين بمراكز القوى».
وخص السادات فى هجومه بالحديث عن الطلاب الناصريين فى جامعة عين شمس، قائلا: «فيه موضوع تانى بيستثمر لازم برضه أحطه أمامكم، وقدام الشعب، من 15 مايو 1971، والكلام ماشى برضه، وابتدا يطلع شعار إنه الناصرية والناصريين، والنظام دلوقتى سايب الناصرية لغاية ما جينا فى سبتمبر الماضى 1972، وقالوا لى إن فيه فى جامعة عين شمس هيعقدوا ندوة فى ذكرى وفاة الرئيس جمال عبدالناصر، الله يرحمه، لدراسة فكر عبدالناصر، قلت، خير، ممتاز، وماله، وعقدت الندوة فعلا، برغم إنه واضح عندنا أن عناصر كتيرة من اللى بتدعى لهذا، كانت يا إما بتوع مراكز القوى، واللى متصلين بيهم لغاية النهاردة، أو ناس من اليسار المغامر، وانعقدت الندوة، والحقيقة حضر الندوة طلبة كتير، وزى ما قلت أنا برضه، قاعدتنا الطلابية سليمة فى أساسها، إنما دى بتبقى أعداد كده متجهزة ومرتبة، ومشيت الندوة فى أول يوم وتانى يوم، وبعدين طلع خط غريب، هجوم على النظام تحت شعار، إن النظام مش ناصرى وهم اللى ناصريين، وإن التطبيق اللى ماشى النهارده ضد الناصرية، وابتدوا يتكلموا عن فكر عبدالناصر، الله يرحمه، راح لهم عميد كلية الاقتصاد فى جامعة القاهرة، واتكلم، إداهم محاضرة، لقى المناقشات ماشية على فكر عبدالناصر إنه ماركسى..الله؟! طيب احنا بقى عشان كده يظهر سبنا الناصرية، فوقف وإداهم محاضرة، وقال لهم إذا كنتم عايزين تتكلموا عن فكر عبدالناصر شىء، وتتكلموا عن الماركسية شىء آخر، فكر عبدالناصر لم يكن ماركسيا، الراجل عمل تحالف قوى الشعب العامل، طيب ما كان ممكن إذا كان ماركسى كان عمل ديكتاتورية البروليتاريا، وعبدالناصر كان له من القوة ومن الشجاعة إذا كان بيؤمن بشئ كان قاله، إنما ده اختار تحالف قوى الشعب العامل، نظرية جديدة كاملة تتناسب مع ظروفنا ومع طبيعتنا هنا، وشرح الراجل لهم هذه النظرية، وطبعا هو الكلام ملتوى منهم، لأنهم عارفين إن عبدالناصر مش ماركسى، إنما ده لأنه وسيلة للهجوم على النظام.
وطلع رداء جديد بيخش تحته الجماعة بتوع اليسار المغامر جزء منهم، وبتوع مراكز القوى اللى فاتت تحت اسم الناصرية، طيب بنحط الكلام ده ونقوله كده صراحة قدامنا وأمام الشعب، علشان كل إنسان بعد ذلك يكون مسؤول عن كل كلمة يقولها، وكفاية التسيب اللى فى التلات أشهر اللى فاتت، التلات أشهر دول كان فيهم تسيب كامل، كفى هذ التسيب، وبدءا من هذه اللحظة كل إنسان عليه أن يحاسب فى كلمته تماما، لأنه سيحاسب عن كل شىء بيقوله، ويهدف به إلى أن يهاجم، أو إلى أن يلتوى، أو يعبث بالوحدة الوطنية، وهو الهدف الأساسى اللى كان الاتنين، اليمين واليسار، بيضربوا بيه فى التلات أشهر اللى فاتت».