عبر أهالى محافظة الشرقية، عن غضبهم لإزالة تمثالى مجدى يعقوب والشيخ عبدالحليم محمود وسابقهما بأيام إزالة تمثال الفلاحة المصرية من ميادين مدينة بلبيس، بعد وضعها منذ عدة أشهر دون إزاحة الستار عنها.
فى البداية يقول أحمد عفيفى مصصم التمثالان لـ"اليوم السابع"، وهو فى حالة صدمة كبيرة، كنت بالصدفة فى بلبيس وجدت لجنة تقوم بإزالة تمثال الشيخ عبدالحليم، وبسؤالهم عن السبب قالوا إنه قرار محافظ وعليهم تنفيذه.
وأضاف أن تلك التماثيل نفذوا طبقا للمواصفات الفنية القياسية، وإننا فريق من فنانين بيننا الفنان التشكيلى مصطفى الحادى عضو نقابة التشكيليين، وتحمسنا لهذه الأعمال الفنية لأننا أبناء بلبيس ونفتخر بالعالمان مجدى يعقوب وعبدالحليم محمود، وأن التكليف جاء من رئيس المدينة السابق اللواء سامى علام تحت إشراف الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، والذى كان تابع أول بأول.
وأرسلت الدكتورة صفية القبانى، نقيبة التشكيليين لجنة لمعاينة التمثالان وأكدت مطابقتها للمواصفات، وعلى هذا الأساس وضعوا فى الميادين المخصصة لهم.
وأشار إلى أن مدة العمل استغرقت 4 أشهر فيهم بدون أجر لنا، كنا متطوعين والخامات فقط وفرها لنا كدعم من المجتمع المدنى، بينما جهدنا لم نتقاضى عليه أى أجر، وأن الفريق يضم "إبراهيم عفيفى، ومصطفى الحادى، وفادى صابر"، حيث تم استخدم مادة الفيبر "GRT" ، وهى مقاومة لعوامل الجوية.
"عبث واستمرار للتشوة البصرى وطمث الذوق العام، وإهدار للمال العام"، هكذا علق الفنان التشكيلى الدكتور شحته حسنى، مصمم تمثال الفلاحة المصرية، أحد التماثيل الثلاثة التى تمت إزالتها من ميادين بلبيس قبل إزاحة الستار عنها.
وقال الفنان التشكيلى لـ"اليوم السابع"، إن إزالة التماثيل جاء بقرار لجنة التراث الحضارى بمحافظة الشرقية، وهى لجنة غير متخصصة لا تضم فنانيين تشكيليين، و نقابة التشكيليين هى جهة سبق وعاينت تلك التماثيل قبل وضعها لم ترصد أى مخالفات للمواصفات الفنية.
وأوضح: إن ما يحدث فى التراث الحضارى، إعاقة لإعادة الوجه الحضارى للميادين تعتمد التشوية البصرى، خاصة أنها تغض الطرف عن الميادين السيئة التى نفذها مقاولين فى الزقازيق، لم يتحرك ساكنا أمامها فهى جريمة فى حق الذوق العام، قاصدا "ميدان القومية ، مسلة المقزمة ، حصان المعوج بموقف المنصورة".
وكانت لجنة فنية متخصصة من فنانون تشكليين عاينت التمثالان قبل تركيبة العام الماضى، وأكدت مطابقته للمواصفات والمقاييس الفنية، فأقرت تمثال الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق، ووضع على قاعدة رخامية التى أعدت له، فى ميدان باتا سابقا بعد تغير اسمه ليحمل اسم الإمام تكريما له كأحد علماء المسلمين و ابن للمركز ،و تمثال الدكتور مجدى يعقوب و الذى وضع فى ميدان الحصان بعد تغيره ليحمل اسمه تكريما له كأحد أهم علماء جراحة القلب و تربى فى بلبيس.
فيما قال على الصناديلى رئيس مدينة بلبيس بالشرقية، إن المدنية تخضع لأعمال تطوير وتجميل لإعادة الوجه الحضارى لها، مضيفا لـ"اليوم السابع"، أن إدارة التراث الحضارى بالمحافظة بإشراف رشا حسن، شكلت لجنة متخصصة لمعانية الميادين والتماثيل الموضوعة قبل إزاحة الستار عنها، والتى جاء قرارها بنقل تمثال الدكتور مجدى يعقوب من ميدان الحصان المخصص له لمكان أخر واقترحنا كجهة تنفيذية وضعه شارع المحطة بالقرب من المستشفى العام كرمز للأطباء وأهم عالم طبيب فى حراجة القلب.
وبشأن إزالة تمثالى عبدالحليم محمود والفلاحة المصرية، أشار إلى أن لجنة التراث الحضارى قالت فى تقريرها أنهم بحاجة إلى إعادة تعديلات، وتم إزالتهم لحين تصحيح أوضاعهم.
وقالت الدكتورة رشا حسن مقررة لجنة التراث الحضارى بمحافظة الشرقية، إن إزالة التماثيل الموضوعة فى ميادين بلبيس دون إزاحة الستار عنهم، جاء بناء على قرار لجنة المراجعات الفنية و تجميل الميادين، مضيفة أن اللجان المشكلة التى عاينت التماثيل الموضوعة، هى لجان متخصصة تضم خبراء من جهاز التنسيق الحضارى و أساتذة جامعيين من كليتى التربية النوعية و الهندسة قسم عمارة.
أوضحت لـ"اليوم السابع" ، أن تقرير اللجنة بشأن تمثال الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق، أكدت وجود عدم توافق فى النسب التشريحية و طلبت من الفنان التشكيلى مصممة إعادة تصحيحها، كما أن مكان الموضوع فيه غير ملائم لذلك أزيل من مكانه تمهيدا لإعادة تصحيحة ووضعه فى مكان آخر.
أما تمثال مجدى يعقوب، أكد التقرير أنه مطابق للمواصفات الفنية لكنه وضع فى مكان غير مناسب، لذلك جارى اعداد ميدان له فى شارع المحطة.
وبشأن تمثال الفلاحة المصرية، قالت : إن اللجنة وجدته مصمم على هيئة جسم مانيكان وهو لا يتناسب مع الفراغ للطريق العام و غير مناسب، لذلك جارى اختيار مكان يناسب حجم و شكل التمثال.
لفتت إلى أن التراث الحضارى يعكف على عدد من المشروعات الهامة بهدف إعادة صياغة الوجه الحضارى للمحافظة بينها الميادين .