يعد الأديب المصرى الكبير محمد حسين هيكل، رائد الرواية العربية، فإليه ينسب شرف كتابة أول رواية حقيقية فى الأدب العربى الحديث وهى رواية "زينب" التى تحولت إلى فيلم سينمائي، وقدم "حسين" العديد من الأعمال الأدبية الرائعة من بينها مجموعته "قصص مصرية".
مجموعة "قصص مصرية" والصادرة عام 1969، تضم 11 قصة هي: " كفارة الحب، ميراث، يَد القدَر، الحب أعمى، وفاء، شاهد الملك، لله فى خلقه شئون، بأعمالكم تؤجرون، الأسرة الثانية، الدين والوطن، آباء وأبناء".
قصص مصرية
قام هيكل فى هذه المجموعة من القصص المصرية بمحاكاة بعض الوقائع المختلفة والمتنوعة، ومدى تطور الحياة المصرية الحديثة، وحال لسان هذه القصص الأدبية بوصفها للمجتمع المصرى من الناحية السياسية والثقافية والاقتصادية، ويقلب هيكل الماضى بنا كيفما شاء وينقب بقلمه بالنقد والتمحيص لإيجاد الحق وإحقاقه، فتشعر وكأنك تصاحب هؤلاء وتلمسهم حين يكشف بقلمه عن شعراء وكتباء هذه الأمه فتشعر وكأنهم أنبياء، ثم ما تلبث أن تقع المادة على أيديهم فيجرهم هذا عن طريق الحق.
ويجسد محمد حسين هيكل فى هذه القصص تطور الحياة المصرية الحديثة فى شتى مظاهرها، وكأن تلك الحياة تقوم عنده مقام الفتاة الملهمة التى تعطى الطاقة الإبداعية لوحى قلمه كى ينسج من ملامح الواقع المصرى صورا ونصوا أدبية تنطق بلسانِ حال المجتمع المصرى سياسيًّا، واقتصاديا، وثقافيا، وعقديا فى تلك الفترة، فبالنسبة له شكلت الحياة المصرية خير ملهم لفنان يريدُ أن يرسم صورًا وَطَرائِقَ للأدب القومي.
ومحمد حسين هيكل: أديب وصحافي، وروائى ومؤرخ وسياسى مصرى كبير، صاحب أول رواية عربية باتفاق نُقَّاد الأدب العربى الحديث، كما أنه قدم التاريخ الإسلامى من منظور جديد يجمع بين التحليل العميق، والأسلوب الشائق، وكان أديبًا بارعًا، كما كان له دور حركى كبير فى التاريخ السياسى المصرى الحديث، ولد عام 1888بمحافظة الدقهلية لأسرة ثرية، توجه فى صغره إلى الكتَّاب، ثم التحق بمدرسة الجمالية الابتدائية، وأكمل دراسته بعدها بمدرسة الخديوية الثانوية، ثم قرر الالتحاق بمدرسة الحقوق المصرية عام 1909.
سافر بعد ذلك إلى فرنسا ليحصل من هناك على درجة الدكتوراه، كان يكتب فى الفلسفة والتاريخ والأدب، كما كان رائدًا من رواد العمل السياسى العام فى مصر الحديثة، يكافح من أجل استقلال مصر.