ايواء الحيوانات التي عانت من ظروف قاسية نتيجة الحروب أو الكوارث الانسانية، أحد المجالات الهامة فى دول أوروبا وامريكا ولكنها قليلة الاهتمام فى منطقة الشرق الأوسط، ولكن وسط هذه المعاناة تشهد الأردن وجود محمية طبيعة تعد هي الأولى من نوعها فى الشرق الاوسط وشمال افريقيا، لإيواء الحيوانات البرية المشردة التي يتم انقاذها من مناطق الحروب.
وتضم محمية الأردن حيوانات تعاني فى المناطق الحدودية أو التي تتعرض لسوء المعاملة فى حدائق الحيوان، وتدخل الحيوانات وسط هذه المحمية الكبيرة لتخضع للعلاج وإعادة التأهيل فى بيئة تحاكي البيئة الطبيعية الأم وسط المساحات الخضراء الواسعة والأشجار والرعاية الصحية.
الحيوانات فى المحمية
وتأسست محمية المأوى فى الأردن عام 2011 فى العاصمة عمان، كشراكة بين مؤسسة الاميرة عالية الحسين ومنظمة "FOUR Paws" النمساوية، وتقوم فى الأساس على حماية المواقع الحيوية بالأصل، وهي من آخر الغابات المتبقية بهذه الكثافة فى البلاد، وفتحت أبوابها للجمهور أواخر 2018.
وتحمل كل قصة ايواء فى محمية الأردن حكاية مؤثرة لـ34 حيوانا بينها 23 أسد و2 من النمور البنغالية، و2 من الضباع، و2 من الدببة الآسيوية، و5 دببة بنية، بينما استقبلت المحمية آخر 13 حيوانا من أصل 230 كانت فى حديقة حلب بعد أن مكثت 45 يوما بدون طعام أو رعاية.
اطفال يزورون المحمية
ووفق تقرير لشبكة CNN، قال المهندس مصطفى خريسات مدير موقع المحمية الطبيعية فى الاردن، أن المحمية مخصصة لإيواء الحيوانات البرية، التي يتم إنقاذها من مناطق الحروب أو المهرّبة عبر الحدود، أو المعرّضة لسوء المعاملة في حدائق الحيوان، إذ تخضع للعلاج وإعادة التأهيل في بيئة تحاكى البيئة الطبيعية الأم فى المحمية التى تبلغ مساحتها 1.1 كيلومتر مربع.
وتابع، "المحمية تأسست لحماية الموقع الحيوى الطبيعى بالأصل، وهي من آخر الغابات المتبقية بهذه الكثافة في البلاد، وتم اعتمادها لاحقا كمأوى للحيوانات المحلية المصادرة في تجارة غير شرعية، والمعرضة للجوع وسوء المعاملة في حدائق الحيوان أو الحيوانات الأصيلة المحلية التى يمنع عرضها فى حدائق الحيوانات".
اسود فى محمية الاردن
وتمر عملية إعادة التأهيل للحيوانات المفترسة قبل إطلاقها في المحمية، بمراحل صعبة وطويلة، وعلى سبيل المثال اجرت الحديقة برنامج خاص لأسد وزوجته، إذ أُنقذا من مدينة غزّة في عام 2014 بعد معاناتهما من حالة سيئة جدا، تخللها تمزيق أسلاك السياح المكهرب عدة مرات، قبل أن تستقر حالته.
وتنفذ محمية الأردن بروتوكولات خاصة تخضع لها الحيوانات فى المحمية، إذ يتم دمج بعضها لتعيش ضمن قبيلة كالأسود حسب اختلافات العمر، والجنس، والوضع الصحي، والسلوك، كما لا يسمح لزوار المحمية بالتجول دون مرافقة المرشدين لمنع أي محاولات لاستفزاز الحيوانات أو إطعامها.
ويتم اعداد المحمية التي تضم الكثير من الحيوانات بعدة مرافق جديدة وبرامج، لتكون وجهة للسياحة البيئية في شمال الأردن، وتخصيص غرف فندقية بمواصفات بيئية ومشاريع إنتاجية من المجتمع المحلي لزيادة المتعة لدى الزوار.