أثار الرئيس الامريكي دونالد ترامب، حالة من الجدل بعد دعوته ودعمه للتظاهر أمام مبنى الكابيتول في العاصمة واشنطن، احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية وقت تصديق الكونجرس على فوز جو بايدن فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتسبب ترامب بدعوته للتظاهر فى حشد مؤيديه الذين قاموا بعملية اقتحام وتخريب لمبنى الكابيتول لأول مرة فى تاريخ الولايات المتحدة.
وأظهرت الصور التي تناقلتها وسائل الاعلام العالمية مشاهد مؤيدو ترامب، وهم يخربون ويدمرون محتويات مبنى الكابيتول بدعوى أن الفوضى ستعيد رئيسهم المزعوم وستؤثر على أعضاء مجلسي النواب والشيوخ لعدم اعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية فى الكونجرس، فضلا عن ظهورهم بأزياء وملابس تعود للعصور الوسطى.
لقاءات مع مؤيدو ترامب
وبعد انتهاء أحداث العنف فى محيط الكونجرس، أجرت شبكة CNN، مقابلات مع بعض المتظاهرين الذين قدموا إلى الكونجرس من مؤيدو الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، ودرات معظم أراءهم حول تأييد الفوضى بدعوى ترامب المزعومة ان الانتخابات سرقت من رئيسهم، وأن وسائل الضغط التي يقومون بها سوف تكشف الحقيقة وتعيد رئيسهم إلى منصبهم خلال منتصف يناير الجارى.
اراء محتجات فى الفوضى
وأيدت إحدى أنصار ترامب وتدعى "بينى اليسون"، دعواته للتظاهر في واشنطن، قائلة: "اؤيد تمام ما حدث واعتقد أنه كان يجب علينا التقدم وانتزاع أعضاء مجلس الشيوخ من شعر رؤوسهم وتخديرهم وأن نقول لهم كفوا عن ذلك، وفى النهاية نحن مسالمون لكننا لن نسكت على سرقة الانتخابات من ترامب".
متظاهر يؤيد فوضى الكونجرس
كما قال متظاهر أربعيني يدعى تود بوسيت، تحركات ترامب قائلا: "أنا أؤيد ما حدث هنا في مبنى الكونجرس بنسبة 100%، وأنه لأمر مروع أن تتم سرقة الانتخابات، وكان على أن آتي إلى هنا وأقوم بواجبى الوطنى، وبالتأكيد علينا كوطنيين أمريكيين أن نفعل ما في وسعنا لاستعادة هذه البلد ونؤيد ما فعله ترامب".
فيما عبرت مؤيدة لترامب عن عدم فخرها بما حدث، مؤكدة أنها تشعر بالتواضع حيال ذلك ولكنها متحمسة لما حدث لتقدم الحركة الشعبية قدما فى الدفاع عن حقوقها، معترفة بأن ما حدث من تطور التظاهرات وتخريب محتويات الكونجرس أمر محزن ان يحدث فى امريكا.
متظاهرو الكونجرس
وتابعت: "أنا فخورة بأن الوطنيين خرجوا لإظهار دعمهم للرئيس دونالد ترامب، لانه كذلك دونالد ترامب هو رئيسنا"، كما رفضت المتظاهرة "ريني بابي"، وصف ما حدث في مظاهرات الكونجرس بالعنف، قائلة: "ما حدث ليس عنيف ولا يوجد عنف هذا احتجاج سلمى والمصابين ليسوا بسبب المتظاهرين هنا، ومن يقول غير ذلك مخطأ، وما حدث من طريقة ترامب جيدة ولقد حان الوقت لإخلاء المستنقع الامريكي، ونحن ندفع الثمن لجعل المزورون يغشون ويسرقون منا باستمرار لقد انتهينا وعليهم أن يكفوا عن ذلك".
ولم تكن مشاهد الفوضى وأعمال الشغب التى شهدها الكونجرس الأمريكى ليلة الأربعاء الأولى من نوعها، والتى تحولت إلى كر وفر بعد اقتحام أنصار الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته دونالد ترامب قاعات المبنى الرئيسية، وتعامل الأمن بحسم لتفريقهم عبر قنابل الغاز وبعض الأعيرة النارية، فالمبنى الشهير تعرض على مدار ما يزيد على 200 عاماً لأحداث كبرى من بينها اعتداء من قبل قوات أجنبية.
ويعتبر المبنى متاح نسبيًا للجمهور، ويضم الهيئتين التشريعيتين فى الولايات المتحدة وهم مجلس النواب ومجلس الشيوخ، ولكن يمكن لأي شخص الدخول الا بعد فحص أمنى فى مركز الزوار يتردد المحتجون والاعتصامات على مكاتب الكونجرس، ومع القليل من التخطيط، يمكن للناس مقاطعة جلسة الاستماع وهو ما حدث خلال ليلة الاقتحام.
وتتناقض هذه المشاهد السلمية بشكل صارخ مع ما حدث يوم الأربعاء، عندما اقتحم حشد من أنصار دونالد ترامب الحواجز واشتبكت مع الشرطة لدخول المجالس التشريعية ومكاتب الكونجرس وتم إجلاء الأشخاص العاملين في الداخل بأقنعة واقية من الغاز ، وتسلق مثيرو الشغب جدران المباني من الداخل والخارج.