أيام قليلة ويغادر ترامب البيت الأبيض، شاء أم أبى، تاركا خلفه فوضى وانقسام وحزب يواجه واحدة من أقسى أزماته، ورغم أن حكومة جديدة ستتشكل بطبيعة الحال مع تولى الرئيس المنتخب جو بايدن مهام منصبه وبعد التصديق على خياراته من قبل مجلس الشيوخ، إلا أن هذا لم يمنع بعض المسئولين والوزراء من تقديم استقالتهم احتجاجا على الدور الذى لعبه ترامب بخطابه التحريضى فى اقتحام الكونجرس يوم الأربعاء الماضى.
وزيرة النقل إيلان تشاو ووزيرة التعليم بيتلا دافوس يعلنان استقالتهما
وقالت تشاو فى بيان موجه للوزارة، إنها ستستقيل بداية من يوم الإثنين المقبل، وأنها شعرت بانزعاج كبير بسبب الأحداث التى كان يمكن تجنبها بالكامل فى مبنى الكابيتول، مضيفًا أنها فخورة للغاية بالإنجازات الكثيرة التى استطاعت تحقيقها من أجل البلاد، ولن تنسى أبدا التزام العاملين للوزارة وللولايات المتحدة. وأضافت أن هذا سيساعد بيت بوتيجيج، وزير النقل المعين فى إدارة بايدن، على تولى القيادة.
بينما قدمت وزيرة التعليم استقالتها لترامب أمس الخميس، ووصفت أحداث يوم الأربعاء بأنها غير معقولة.
وقالت الوزيرة فى رسالة وجّهتها إلى ترامب "لا يُمكن إنكار أن خطابكم كان له تأثير على الوضع، وهذا كان نقطة تحول بالنسبة إلي.. الأطفال المتأثرون يشاهدون كل هذا، ويتعلمون مننا. وأعتقد أن كلا منا عليه التزاما أخلاقيا أن يمارسا حكما جيدا ونموذجا للسلوك الذى نأمل أن يحذو حذوه، ويجب أن يعلموا منا أن أمريكا أكبر مما حدث يوم الأربعاء".
وقدمت وكيل وزارة الصحة والخدمات البشرية في الولايات المتحدة الدكتورة إلينور ماكاناس كاتز استقالتها في أعقاب أحداث اقتحام أنصار الرئيس دونالد ترامب مبنى الكونجرس الأمريكي، وقالت ماكاناس كاتز: "لقد قررت اليوم أن استقيل من منصبى كوكيل وزارة قطاع الصحة النفسية وتعاطي المخدرات والكحول".
وأضافت: "لقد كانت خططتى البقاء حتى يحدث تغيير فى الإدارة، ولكن تغيرت خططى فجأة الليلة الماضية عندما...شاهدت السيطرة بالقوة على مبنى الكابيتول"، واصفة هذا التصرف بأنه غير مقبول تماما".
وقدم أنتونى روجيرو، المدير الأول لمكافحة الانتشار والدفاع البيولوجى فى مجلس الأمن القومى استقالته الخميس احتجاجا على الأحداث، بحسب ما قال شخص مطلع. ويقود روجيرو سياسة المجلس تجاه كوريا الشمالية، وهو خبير رئيسى فى شئون شرق آسيا.
من ناحية أخرى، نقلت سى إن إن عن مسئولين بالبيت الأبيض قولهم إن ستيفانى جريشام، مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض ومديرة موظفى ميلانيا ترامب حاليا قد استقالت، وكذلك آنا كريستينا نيسيتا، مسئولة الشئون الاجتماعية بالبيت الأبيض.
كما قدم أعلى ثلاثة مسئولون أمنيون فى الكابيتول استقالتهم بعد يوم من أحداث اقتحام الكونجرس. وأعلنت رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى فى مؤتمرها الصحفى الأسبوعى استقالة بول إيرفينج، مسئول الأمن بالمجلس من منصبه.
وقال السيناتور ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورية، إنه قبل استقالة مايكل ستينجر، مسئول الأمن بمجلس الشيوخ. كما يغادر ستفين ساند، مسئول شرطة الكونجرس منصبه فى 16 يناير بعدما دعت بيلوسى لاستقالته، وقال إن ساند لم يهاتفهم حتى منذ وقوع الأحداث.
وقال ساند فى خطاب الاستقالة، إنه سيستخدم فترته المتبقية من الإجازة المرضية مدفوعة الأجر، وهى 55 يوما، بعد ترك منصبه الحالى.
