حصلت على دعم كبير لمواصلة أعمال تطويرها ورفع كفاءة المبانى التاريخية داخلها من مسجد القرية ومسرحها والمبانى والغرف القديمة التراثية التى تعود للفنان والمهندس العظيم صاحب الشهرة العالمية بمصر ومختلف أنحاء العالم، ألا وهى قرية المهندس حسن فتحى، التاريخية بمدينة القرنة غربى محافظة الأقصر، حيث بدأ مركز المهندس طارق والى المتخصص فى شئون العمارة والتراث عمله مؤخراً لترميم باقى أجزاء القرية بتكليف من منظمة اليونيسكو العالمية التى تتكفل بالترميم والتطوير للقرية للحفاظ على تاريخها العالمى بجنوب الصعيد بتكلفة تصل إلى 750 ألف دولار.
جانب من تطوير القرية غرب الاقصر
زار "اليوم السابع"، القرية التى رافقه فيها العميد علاء عبد الجابر، رئيس مركز ومدينة القرنة، غرب الأقصر، والذى أكد أنه استقبل منذ أسابيع وفد منظمة اليونسكو لمتابعة أعمال تطوير قرية حسن فتحى التراثية، وذلك بحضور دكتور هابى حسن مصطفى، مدير المكتب الفنى للجهاز القومى بوزارة الثقافة، والمهندس اكاتسوكى تاكا هاشى، ممثل اليونسكو بالقاهرة، والمهندس عماد فريد عن شركة نوعية البيئة الدولية للإستثمارات، والمهندس لطفى خالد حسن، مدير المشروع عن الشركة المنفذة، والمهندسة دعاء الصادق، مدير المشروع.
وقال رئيس مركز ومدينة القرنة، لـ"اليوم السابع"، إن ذلك يأتى فى إطار التعاون بين وزارة الثقافة وهيئة اليونسكو، وتحت إشراف محافظة الأقصر للترميم المعمارى والدقيق وذلك لإحياء تراث حسن فتحى بالقرنة بسبب بعض المشكلات التى أدت إلى انهيارات فى بعض الأماكن بقرية حسن فتحى ولأحياء عمارة حسن فتحى، وجارى حالياً عمليات الترميم.
وأضاف العميد علاء عبد الجابر، فى بيان صحفى، أنه تم الانتهاء من عملية wetland لسحب المياه الجوفية ومياه الصرف الصحى بالقرية، حيث تلاحظ أن هذه المياه هى السبب الرئيسى للانهيار، كما تم تدعيم الأساسات فى المرحلة الأولى، مؤكداً أن المرحلة الثانية هى مرحلة الترميم تم البدء فيها وأنه تم الإنتهاء من ما يقرب 50% من مراحل الترميم.
العمال خلال تطوير قرية حسن فتحى
وفى نفس السياق زار خلال الفترة الماضية قيادات ومسئولو مركز المهندس طارق والي، المتخصص فى شئون العمارة والتراث، برفقة وفد من المصريين والعرب العاملين بالمركز مقر قرية القرنة الجديدة، وقرية المهندس حسن فتحي، التاريخية لمعاينة المنطقة على أرض الواقع، والسعى للبدء فى تطويرها وترميمها وحمايتها، حيث تقرر أن يتم العمل بمعرفة مركز طارق والى للعمارة والتراث فى مبنى الخان ومبنى الجامع ومبنى المسرح ومبنى دار العمودية ومسكن حسن فتحى وساحة التحطيب التاريخية بالقرية، ومعرض حرف القرية والسوق القديم.
وأعلن مركز طارق والى للعمارة والتراث، أنه تم بدء العمل فى إحياء مبنى الخان بالقرية بإزالة الزراعات والرديم غرب المبنى ومعالجة تأثيرها السلبى على المبني، والعمل على خفض مستوى الشارع حول المبنى لإعادة المنسوب الأصلى للموقع، وإنشاء نظام صرف محيط بالمبنى لمنع وصول تجمعات المياه للمبني، والكشف عن أساسات المبنى ومعالجتها وتدعيمها بالخرسانة، ومعالجة القباب والقبوات وتدعيمها إنشائياً واستعادة التصميم الأصلى للناحية الجنوبية، والعمل على التشطيبات الداخلية والخارجية والعمل على التجهيزات الفنية، وذلك من شبكات صرف وتغذية وكهرباء وإنارة بالإضافة لخدمات المحمول والإنترنت، وإزالة الإشغالات وإستعادة الأجزاء المتعدى عليها غرب المبنى وإعادة فتح الممر الجنوبي.
العمل فى تطوير منازل القرية
وقدم المهندس طارق والي، استشارى مشروع إعادة ترميم القرنة الجديدة خطة الترميم، مؤكداً أن المشروع حلم كبير يجرى لإعادة تاريخ المهندس العظيم حسن فتحى والحفاظ على الطابع الأساسى للقرية، حيث أن القرية عانت على مدى 70 سنة من عوامل تدهور كثيرة وحدثت بعض التعديات على القرية وعمليات هدم وإعادة بناء إضافة إلى تهدم بعض المبانى والمنشآت.
فيما أعلنت منظمة اليونيسكو، انطلاق مشروع إعادة ترميم القرنة الجديدة بكل قوة على 3 مراحل، تتضمن المرحلة الأولى ترميم مبنى الخان وترميم الجامع، بينما تتضمن المرحلة الثانية ترميم مبنى مسرح القرية ومسكن حسن فتحى وإعادة تأهيل سوق القرية، وتتضمن المرحلة الثالثة ترميم دار العمودية وإعادة تأهيل الميدان العام ورفع كفاءة الطرق.
اعمال تدعيم الاساسات داخل القرية
قال غيث فريز، مدير مكتب اليونسكو الإقليمى للعلوم فى الدول العربية وممثل اليونسكو لدى مصر، إن المشروع متميز وأصبح موقع تراث لليونسكو منذ عام 1971، والحفاظ عليه يخلد الفكرة والفلسفة التى جاء بها حسن فتحي، وهى "فلسفة عمارة الفقراء" بإستعمال المواد المحلية بشكل متوازن بيئياً، مؤكداً على أن منظمة اليونسكو مهتمة بالقرية ووفرت تمويلا قدره 750 ألف دولار لدعم المشروع، بالتعاون مع مهندسين مصريين من تلاميذ المهندس العظيم حسن فتحى لترميم قريته.
وولد المهندس المعمارى (حسن فتحى) فى 23 مارس عام 1900، بمحافظة الإسكندرية، لأسرة مصرية ثرية، وانتقل فى الثامنة من عمره مع أسرته للإقامة بحلوان جنوب القاهرة، وعاش طول حياته فى منزل بدرب اللبانة بحى القلعة بمدينة القاهرة، وتأثر المهندس حسن فتحى بالريف وبحالة الفلاحين أثناء زيارته له وهو فى سن الثامنة عشر، وكان يود أن يكون مهندس زراعى، لكنه لم يستطع الإجابة فى امتحان القبول، فحصل على دبلوم العمارة من المهندس خانة - كلية الهندسة حالياً - بجامعة الملك فؤاد الأول - جامعة القاهرة حاليا - فى عام 1926، وعمل بعد تخرجه مهندسًا بالإدارة العامة للمدارس بالمجالس البلدية (المجالس المحلية حالياً)، وكان أول أعماله مدرسة طلخا الابتدائية بريف مصر ومنها أتى اهتمامه بالعمارة الريفية أو كما كان يسميها عمارة الفقرا، ثم كُلّف بتصميم دار للمسنين بمحافظة المنيا بجنوب مصر، وأمره رئيسه بأن يكون التصميم كلاسيكيًا، فلم يقبل فتحى تدخله واستقال من العمل فى عام 1930.
التطوير يتم برعاية اليونيسكو بتكلفة 750 الف دولار
وبدأ المهندس حسن فتحى العمل فى بناء تلك القرية التاريخية عام 1946م، وكانت لقرية القرنة شهرة عالمية بسبب كتاب عمارة الفقراء، الذى يسرد فيه قصة بنائها، وأنشئت القرية لاستيعاب المهجرين من مناطق المقابر الفرعونية بالبر الغربى لإنقاذها من السرقات والتعديات عليها، وخصوصًا بعد أن اكتشف المختصون وعلماء الآثار سرقة نقش صخرى بالكامل من أحد القبور الملكية، فصدر قرار بتهجيرهم من المقابر، وإقامة مساكن بديلة لهم، وخصّصت الدولة ميزانية قدرها مليون جنيه لبناء القرية الجديدة، وتم إختيار الموقع ليكون بعيدًا عن المناطق الأثرية وقريبًا من السكك الحديدية والأراضى الزراعية.
الدهانات والتجميل داخل قرية حسن فتحى
وبدأ حسن فتحى المرحلة الأولى من مشروع بناء القرية ببناء 70 منزلًا، بحيث يكون لكل منزل صفة مميزة عن الآخرين حتى لا يختلط الأمر على السكان، واعتمد فى تصميم المنازل على الخامات والمواد المحلية، وظهر تأثّره بالعمارة الإسلامية، وكانت للقباب تصميمها الفريد والتى استخدمت بدلا من الأسقف التى تعتمد على الألواح الخشبية أو الأسياخ الحديدية المعتادة، وتم تخصيص باب إضافى فى المنازل للماشية، التى يقتنيها سكان المنطقة، كنوع من أنواع العزل الصحى، حفاظًا على سلامة الأفراد، وشيدت ثلاث مدارس بالقرية الأولى للأولاد والثانية للبنات، أما الثالثة فكانت مدرسة لتعليم الحرف اليدوية التى اشتهرت بها منطقة القرنة، مثل الألباستر والغزل والنسيج وصناعة منتجات النخيل، كما حاول من خلال هذه المدرسة الحفاظ على روح الإبداع الفرعونية فى الأجيال الجديدة.
ومثلما اهتم فتحى بالجانب التعليمى لم يغفل الجانب الدينى الذى يميز أهل القرية، أو الجانب الترفيهى لتعويضهم عن منازلهم التى تم تهجيرهم منها عنوة، حيث عمل فتحى على إنشاء مسجد كبير فى مدخل القرية حمل أجمل النقوش المعمارية فى تصميمه، حيث تأثر فيه بالفن المعمارى الطولونى ممتزجا مع الفن الإسلامى فى العهد الفاطمى، وفيما يخص الجانب الترفيهى قام فتحى بإنشاء قصر ثقافة حمل اسمه، ومسرح مبنى على الطراز الرومانى، إلى جانب حمام سباحة.
العمال داخل القرية خلال تطويرها
العمل فى تطوير قرية المهندس حسن فتحى بالاقصر
العمل فى تطوير مختلف ارجاء القرية
العمل يتواصل يومياً لإحياء تراث حسن فتحى بعد المشكلات التى أدت إلى انهيارات
المرحلة الأولى من تطوير القرية بتكلفة 750 الف دولار
المنزل التاريخي لحسن فتحى داخل القرية
اليوم السابع داخل قرية المهندس حسن فتحى التاريخية لرصد أعمال تطويرها
اليوم السابع داخل قرية المهندس حسن فتحى التاريخية
تدعيم اساسات منزل حسن فتحى بالقرية
تدعيم الاساسات خلال المرحلة الاولى للتطوير
تطوير القباب داخل القرية التراثية
تطوير القباب داخل القرية
جانب من العمل بتطوير القرية
جانب من تدعيم اساسات القرية
جانب من تطوير القرية
قرية المهندس حسن فتحى خلال التطوير داخلها
قرية المهندس حسن فتحى خلال تطويرها يومياً
مسجد وخان القرية خلال التطوير
مشروع تطوير قرية حسن فتحى التراثية بالاقصر
منزل حسن فتحى والانهيارات به قبل التطوير
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة