علّق الكاتب الصحفي أكرم القصاص رئيس تحرير اليوم السابع، على قمة فيشجراد، قائلاً إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره المجرى يانوش أدير، تلخص خطاب مصر الدائم المستمر الدافع نحو التعاون والشراكة، والتأكيد على أن أوروبا تختلف عن الدول النامية، وأنه من المهم أن يكون هناك حوار دائم فيما يتعلق بالتجمعات السياسية والاقتصادية بالشكل الذى يتيح فرصة أكثر للحوار والتعاون والشراكة بشكل كبير.
وشدد الكاتب الصحفى أكرم القصاص، خلال مداخلة هاتفية عبر القناة المصرية الأولى، على أن خطاب مصر واضح دائما، وكذا فيما يتعلق بقضية مياه النيل، من التوصل إلى اتفاق دائم وملزم لكافة الأطراف يضمن حقوق الأطراف المختلفة، وأن التعاون والشراكة أفضل من الصدام أو التصرفات التي تقود لعدم الاستقرار الأمني والسياسى، خاصة أن مصر دولة مهمة بالمنطقة والعالم.
وعن أهمية التعاون في مجال الطاقة، شدد على ضرورة أن تدرك الدول الكبرى بتداخل المشكلات فيما بينها، حيث إن عدم الاستقرار السياسى والفقر يضاعف من مشكلة الهجرة غير الشرعية، حيث أغلقت مصر أبواب الهجرة غير الشرعية، وتستضيف 6 ملايين لاجئ من الدول التي تعانى من صراعات، فالاستقرار والتعاون الدولي والشراكة يقلل من الصراعات واحتمالات الهجرة غير الشرعية فيما يتعلق بالدول الفقيرة.
وسلط القصاص، الضوء على تأكيد الرئيس السيسي ضرورة تعاون الدول الكبرى فيما يتعلق بتوفير لقاحات كورونا أو مواجهة تداعيات الجائحة، فتوفر مصر اللقاحات لمواطنيها وكذلك بالإنتاج، وتقدم أيضا لقاحات للدول الإفريقية وغير القادرة على إنتاج وتصنيع أو الحصول على اللقاحات.
وذكر أن الرئيس السيسى استعرض سياسات مصر الداخلية، من مبادرة حياة كريمة، وأهمية وجود سياق لتقديم معونات فيما يتعلق بالمواجهة، حيث إن المبادرة إعادة صياغة للريف المصرى بما يتكلف 700 مليار جنيه، مما يجعل الريف جزءًا من عملية التنمية المستمرة وتنضم لمخططات 2030 وترتبط بالمشروعات القومية، وكل ذلك تمثل رسائل مصر أمام العالم، بحرصها على فتح أبواب الحوارات والشراكة وحضور المؤتمرات والتجمعات.
وذكر أن تجمع فيشجراد يضم 4 دول من وسط أوروبا، وهى أعضاء من الاتحاد الأوروبى، ويرجع أهمية ذلك لإدراك الدول بوجود اختلافات فيما يتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وما يتعلق بتعداد السكان.
وأشار رئيس تحرير اليوم السابع، إلى أن مصر لديها خطابا واحدا وسياسة إقليمية ودولية واحدة، مما جذبت الكثير من الثقة للدولة المصرية في السنوات الأخيرة، وهناك إدراكا عالميا وإقليميا من المنظمات الدولية وغيرها، بأن مصر استطاعت أن تعبر مراحل صعبة، وأن تنجح في إصلاح اقتصادي مهم وتقيم مشروعات قومية وتدعم الحقوق الاجتماعية والاقتصادية.
ولفت إلى أن مصر منذ البداية تعاملت مع الإرهاب على أنها قضية إقليمية ودولية، وخطاب مصر كان يدفع إلى أن الإرهاب تهديد للعالم، وأوروبا لاحظت هذا الأمر، ونفس الشيء فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية التي تسبب مشكلات لأوروبا، فإنهاء تلك المشكلة بتقليل الصراعات والحروب الداخلية يحمل معنى مهما بامتصاص أسباب التوتر وتقليل فرص الهروب والهجرة غير الشرعية.
وألمح رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير اليوم السابع، إلى أن المصطلحات المصرية أصبحت تتردد في البيانات الرسمية للخارجيات والدول المختلفة باعتبار اقتناعها أن مصر لديها موقفا واضحا وتدرس الملفات جيدا، ولديها إدراكا لحلول للمشكلات، وفي بعض القضايا المعقدة بدأت تشهد نوعا من الحل والحوار السياسي بعد سنوات من الجمود، مما يصب في صالح الثقة، حيث استعادت مصر في السنوات الثمانية الماضية ثقتها في نفسها وقدرتها ونفوذها وتأثيرها المرتبط بموقعها الجغرافي وقدرتها على التأثير والتأثر بمحيطها، واستطاعت تقديم مبادرات فيما يتعلق بفلسطين، وحظيت بثقة دولية.
وأوضح القصاص، أن أهمية مشاركة مصر في المؤتمرات أنها تحمل رسائلها ولها وجهات نظر واضحة لا تتغير بتغير المصالح، فمصر بالرغم من مواجهتها تحديات تحرص على صياغة واقع إقليمي ودولي مهم يقوم على الشراكة والتعاون ويقلل فرص التوتر والصراع.
وذكر أن مصر واجهت مشكلات كثيرة، من إرهاب ومشكلات اقتصادية وبنية أساسية كانت منهارة، ولكن مصر دشنت مشروعات طرق، ومدن جديدة والعاصمة الإدارية، بدأت تظهر نتائجها فيما يتعلق بفرص العمل، بالإضافة إلى القاهرة التاريخة ومتحف الحضارات والمتحف الكبير وغيرها، وكذلك الصناعة والزراعة، وإعادة صياغة كاملة للبنية الأساسية.
ونوه إلى أن مصر لا تتدخل في الشؤون الداخلية، وقوتها العسكرية قوة رشدية وتحمى ولا تعتدى، وهو نسق كان مطلوبا في مرحلة تشهد فيها المنطقة توترات وصراعات كثيرة.