ابتكر العلماء حبة دواء من القرفة والتوت البري والبكتيريا الصحية "البروبيوتيك" كوسيلة للوقاية من التهاب المثانة وعلاجها، ويعتقد الباحثون أن تركيبة المكونات النشطة في هذا الدواء ستعمل لمنع بكتيريا الإشريكية القولونية والبكتيريا الأخرى المسئولة عن العدوى بجدران المسالك البولية، وفقاً لجريدة "ديلي ميل" البريطانية.
وتحدث هذه العدوى الشائعة، التي تصيب ما يصل إلى نصف جميع النساء في وقت ما، عندما تدخل البكتيريا التي تعيش بشكل غير ضار في الأمعاء أو الجلد إلى المثانة عبر مجرى البول، وهو الأنبوب الذي ينقل البول إلى خارج الجسم، ويعتقد الباحثون أن تركيبة المكونات النشطة ستعمل معًا لمنع الإشريكية القولونية والبكتيريا الأخرى المسئولة عن العدوى بجدران المسالك البولية.
النظرية هي أن حبة الدواء الجديدة تتأرجح على P-fimbriae ، وهي نتوءات صغيرة توجد على سطح كل خلية بكتيرية تساعدها على تثبيت جدران المسالك البولية.
وقال العلماء الذين يقفون وراء حبة الدواء المتعددة (Polypill) أن التوت البري يؤثر على تكوين هذه النتوءات - وبدلاً من ذلك تصبح البكتيريا مطولة ومشوهة، مما يجعل من الصعب عليها أن تترسخ.
كما تم عرض ترانس سينامالديهيد (أحد مكونات زيت القرفة) ومركبات في التوت البري في بحث علمي سابق، بما في ذلك دراسة نشرت في مجلة طب المسالك البولية، لمنع البكتيريا من ترسيخ نفسها على الأنسجة المضيفة وغزو خلايا المثانة، ويُعتقد أن البكتيريا الصحية الموجودة في الحبة المتعددة تعزز الخلايا المناعية في جدار المثانة.
ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة التطورات العلاجية في طب المسالك البولية العام الماضي، هناك حوالي 50 و 60 % من النساء يعانين من عدوى المسالك البولية مثل التهاب المثانة في وقت ما من حياتهن.
النساء أكثر عرضة للخطر لأن مجرى البول لديهن أقصر من الرجال، مما يسهل على البكتيريا الوصول إلى المثانة. يمكن أن تصبح أيضًا مشكلة أكثر تواترًا وتكرارًا للنساء اللواتي مررن بسن اليأس، حيث يؤدي انخفاض مستويات هرمون الاستروجين إلى ترقق الأنسجة، مما يسهل على البكتيريا أن تترسخ.
تشمل أعراض التهاب المثانة حرقان أثناء التبول، حاجة ملحة للتبول يصبح البول داكناً أو عكراً كما يمكن أن يجعل المصابين يشعرون عمومًا بالتوعك والألم والمرض والتعب.
تشمل العلاجات المسكنات والمضادات الحيوية لكن العثور على المضاد الحيوي الأنسب والأكثر فاعلية للمريض قد يستغرق بعض الوقت ، ويتطلب اختبار العينات في المختبر. يمكن أن يكون للأدوية أيضًا آثار جانبية، مثل الإسهال والغثيان.
هناك أيضًا مشكلة متزايدة تتعلق بمقاومة المضادات الحيوية ، حيث تجد البكتيريا طرقًا للتغلب على الأدوية المصممة لقتلها.
كشف المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية، في عام 2017 ، أن 34 % من مليون عينة من عدوى المسالك البولية التابعة لهيئة الصحة البريطانية NHS كانت مقاومة للمضاد الحيوي تريميثوبريم.
يتم تجربة العلاج الجديد في معهد ألفريد فورنييه في باريس على 80 امرأة، تتراوح أعمارهن بين 18 و 65 عامًا، عانين من نوبتين على الأقل من التهاب المثانة خلال الأشهر الستة الماضية، ونتيجة لذلك انخفضت جودة حياتهن بشكل كبير.
وسيتم إعطاؤهن حبتين في اليوم ومقارنتهن بمجموعة تحكم من النساء المماثلات اللائي لم يتناولن الدواء الجديد وسيقارن الباحثون عدد التهابات المثانة والأعراض في المجموعتين على مدى ستة أشهر.