فى قلب القاهرة الكبرى، وبالتحديد فى القاهرة الجديدة، تقع احدى المحميات الطبيعية التى تم إعلانها محمية بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء، رقم 944 لسنة 1989، وتقع على بعد 18 كيلو متراً شرق منطقة المعادى بمحافظة القاهرة التجمع الخامس شمال طريق القطامية والعين السخنة.
المحمية مساحتها أكثر من 7 كم2، وتعد أثراً أرضيا جيولوجياً نادراً لا يوجد له مثيل في العالم من حيث الاتساع ونوعية الخشب المتحجر، يتراوح سمكه من 70 - 100متر، وتسجل الحياة القديمة للأرض بسيقان وجذوع الأشجار المتحجرة ضمن تكوين جبل الخشب، الذى يعود إلى العصر الأوليجوسينى المكون من طبقات رملية وحصى وطفلة وخشب متحجر.
ومن المناظر الرائعة التى تميز هذه المحمية هى التشكيل الطبيعى لجذوع الشجر التى تبدو متناغمة وتأخذ المتحجرة أشكال القطع الصخرية ذات المقاطع الأسطوانية.
يرجع بعض العلماء أن الغابات المتحجرة تم تكوينها بعد أن جرف هذه الأشجار نهر النيل من مسافات بعيدة واستقرت بهذه المنطقة ثم تحفرت (تحجرت) .
الغابات مترامية الأطراف ويراها الناس على أنها مجموعة من الرمال وبقايا الأشجار لكنها تحمل العديد من المناظر الخلابة ويتردد عليها كثير من الحيوانات المعرضة للانقراض وتستقر بالمنطقة وهو ما دفع وزارة البيئة بضرورة تعريف الناس أكثر بالمحمية وإقامة أنشطة بيئية فيها من معارض ومعسكرات تخييم وحفلات شواء تحت مسمى الاستثمار البيئى وإنشاء متحف مفتوح لتاريخ الحفريات بالغابة، لكى يحكى تاريخ الحفريات فى الغابات المتحجرة، على غرار متحف وادي الحيتان، باعتبارها أثراً جيولوجياً نادراً لا يوجد له مثيل في العالم.
ومن جانبها، كشفت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، فى تصريحات سابقة، إن الغابة المتحجرة تعد أثر جيولوجياً نادرً لا يوجد له مثيل في العالم ، والوزارة اتخذت عديد من الإجراءات لإطلاق العنان للقطاع الخاص للاستثمار في المحميات الطبيعية دون الاضرار بتفاصيلها، مثل الانتهاء من تطوير البنية التحتية والخدمات المقدمة للزوار بعدد 12 محمية من 30 محمية منتشرة في محافظات مصر، بالاضافة لإصدار عدة قرارات لتنظيم أوجه النشاط في المحميات الطبيعية، ودمج المجتمعات المحلية داخل المحميات للمساهمة في أنشطتها لتنميتها اقتصاديا واجتماعيا من خلال توفير فرص عمل مستدامة لهم.
جدير بالذكر أن وزارة البيئة وبعض مؤسسات المجتمع المدنى تنظم رحلات لطلاب المدارس وشباب الجامعات بالمحميات، حيث يستهويهم التخييم وسط الطبيعة الخلابة.