مزارعة: الرئيس السيسى بيقول جاهدوا واحنا بنجاهد مع أزواجنا.. ومزارع: نساء القرية شقيقات الرجال فى القول والعمل
الحياة ليست دائما على النحو الباهت الذى نراه واقعا، وإنما هى دفق شلالات من العزم، وإرادة تصنعها فكرة نؤمن بها حين نعيد صياغة رؤيتنا للحياة.. هذه النظرة مكنت قرية بأكملها من أن تصبح أعمدة للتغيير، غير تابعة لعادات المجتمع بل تغيرها متى تعارضت مع تحصيل قوت أبنائها وبناء المجتمع ككل، ما دام هذا التغيير لا يخالف الدين والأخلاق.
مثل هذا التفكير المختلف شكل إرادة حرة لنساء قرية شبرا بلولة، التابعة لمركز قطور محافظة الغربية، والمعروفة بقرية الياسمين، حيث مكنهن من التغلب على أوجاعهن وفقد أحبة ودموع يسببها الياسمين، فلا فرق فى العمل بين المرأة والرجل، خاضت النساء ساحات الرجال والعمل ليلا وسط الحقول ليتفوقن عليهم، ويشكلن ترسانة عمالية، يصارعن من خلالها ذوى العضلات المفتولة فتغالبهم نساء القرية فى إنتاجهم لعجينة الياسمين المقدرة بما يزيد عن 40% من العالمية التى تستخدم فى تصنيع أرقى العطور حول العالم، وفقا لتقرير قامت به مديرية الزراعة بإدارة البساتين لعام 2021.
ووفقا للتقرير السابق، يعمل بالياسمين حوالى 8000 نسمة من سكان شبرا بلولة، التى يبلغ تعداد سكانيها 12 ألف نسمة تقريبا، أى بنسبة ثلثى عدد السكان، ذكرها على مبارك فى كتابه الخطط التوفيقية باسم «شبرى بلولة السخاوية»، حيث ذكر أنها قرية فى مديرية الغربية بقسم محلة منوف، وأن بها مسجد ومهنة أهلها الزراعة.
تبعد أكثر من 90 كيلومترا شمال القاهرة، ووفقا لإحصاءات الاتحاد الدولى لتجارة الزيوت العام 2015، فإن مصر والهند هما المنتجان الرئيسيان لنحو 95% من عجينة الياسمين العطرية فى العالم.
تتميز زهرة الياسمين برائحتها القوية والنفاذة، التى تفوح بعد غروب الشمس، خاصة فى الأيام التى يوشك فيها القمر على الاكتمال، وتزهر شجرة الياسمين فى الصيف أو الربيع بعد ستة أشهر من زراعتها، يدخل الياسمين فى العديد من التركيبات الدوائية لعلاج العديد من الأمراض، كأمراض الكبد وآلام البطن، كما يستخدم لصنع أدوية مهدئة، وفى علاج السرطان.
ياسمين بلولة
سر زراعة قرية بأكملها الياسمين على غير عادة قرى مصر، يحكيها رجل سبعينى، يدعى سيد المليجى فيقول: «إن تميز القرية بزراعة الياسمين له قصة يعرفها كل أفرادها، مضيفا: «أهالى القرية يعمل أغلبهم بزراعة الياسمين وجمعه واستخلاص الزيت منه، وتقوم شركات متخصصة بتصديره إلى فرنسا ودول أوروبا لاستخدامه فى تصنيع العطور، سر ارتباط القرية بزراعة وتصنيع الياسمين بدأ قبل قرن من الزمان، عندما قام أحد كبار ملاك الأراضى باستيراد زهرة الياسمين من فرنسا لزراعتها بمصر، واكتشف أن أراضى القرية هى الأنسب والأجود ومتوفر بها كل الشروط اللازمة للزراعة، وبدأ بالفعل بزراعتها على مساحات شاسعة من الأراضى بالقرية، ثم قام بإنشاء مصنع مع شريكة فرنسية تدعى سيسيل يوسف، ليتولى المصنع استخلاص عجينة الياسمين وتصديرها لفرنسا تحديدا، ومع مرور الوقت انتشرت زراعة الياسمين بالقرية وزاد المحصول بوفرة كبيرة، واحتاج الأمر لمصنع جديد يستوعب المحصول الإضافى والزائد.
وعن مراحل تصنيع عجينة الياسمين التى يتم تصديرها للخارج، تبدأ، كما يقول سيد، من مرحلة الزراعة، وهى مرحلة تستمر لشهور طويلة فى السنة، وكل شجرة تطرح زهرات الياسمين التى تجمع يوميا وخلال المساء فقط، لأن زهرة الياسمين شديدة الحساسية لضوء الشمس، فهى مغطاة بمادة شمعية تعزلها عن حرارة الشمس ومليئة بالزيوت الطيارة، ولو تم جمعها أثناء النهار وفى ضوء الشمس، فسيتعرض الشمع للإذابة، ومن ثم نفاد الزيوت الطيارة وبالتالى تموت الزهرة ولا يستفاد منها.
عقب انتهاء مرحلة الحصاد، يتم تجميع زهور الياسمين فيما يعرف بالمجمع، الذى يقوم بتجميع حصاد كل يوم، ثم يدفع به إلى المصنعين القائمين فى ، القرية، وهناك يتم وضع الزهور بعد غسلها جيدا فى حلة كبيرة، يتم خلالها فصل الشمع عن الياسمين بواسطة البخار الناتج عن التعرض لغاز الهيكسان، ويقول سيد: إن الزهور تنتقل بعد ذلك إلى ما يعرف بالقابلة لاستخلاص الزيت من الزهرة، ليدخل بعد ذلك إلى المعمل لإنتاج العجينة، التى تصدر للخارج لاستخدامها فى تصنيع العطور والأدوية الطبية.
دموع الياسمين
ضغطة أصبعك فوق زجاجة «برفيوم» تعطيك رائحة زكية يكمل مظهرك الأنيق، خلفها قصص كفاح ومعاناة لنساء هن كالأرض، تهب الخير ولا تطلبه، تزرعن الياسمين وترعاه بلا دعم، حتى يأتى حصاده فلا يأخذن منه، سوى فقدان أبنائهن وأمراض وتعب وعائد زهيد بالكاد يقيم حياتهن.
بملامح مكلومة وأداء يغلفه الصبر، تروى صباح سعيد صالح 58 سنة بقرية شبرا بلولة، قصة فقدان اثنين من أبنائها «عاطف وأحمد»، أحدهما بعمر عام وآخر بعمر عام ونصف العام تقريبا، فتقول: «من واحنا عندنا 8 سنين واحنا بنجمعوا، هعمل إيه غصبونى، أنزل الغيطان، وده مصدر رزقنا الوحيد، كنت بسيب عيالى فى البيت وأروح أجمع، ماتوا من بهدلة الياسمين، مابيرضعش بسيبه، وأروح الغيط كنت أرجع البيت ألاقى الواد عنده جفاف، كانت حماتى تديله حلبة ولبن جاموسى، كنت أقولها لا متديهوش لبن تقيل عليه، كنت أروح بيه للدكتور قبل ما أدخل ألاقيه على إيدى ميت، شغالين بدراعنا بس هنعمل إيه، كافحنا وشقينا وتعبنا، مربطة رجليا ووارمة المفاصل متاكلة، ومبعرفش أمشى، ولازم عملية بـ15 ألف جنيه وممعاييش أجيب علاج حتى، بس هنعمل إيه، بقول ربنا يشفينى ويشفى المسلمين جميعا، نفسى أجرى وأأكافح زى ما كنت بجرى، مفيش جهد مساعدنى، الحمد لله رضا».
وعن خروجها ليلا وتعرضها للخطر، تقول: «بمشى بمطوة فى جيبى»، تتبعها بضحكة وتضيف:«كلنا هنا إخوات وغلابة محدش فاضى، ولا عنده جهد يعاكس، ولو حصل كلنا بنقف لبعض ونحمى بعض، ولا يمكن أبدا نسيب بنت بنوت لوحدها».
وتقول الحاجة زينب، 55 سنة قرية شبرا بلولة:«لدى ثلاثة أبناء، نزلت الغيط وأنا عندى ييجى عشر سنين، كنت نازلة مع أبويا وأمى وإخواتى، أول أجرة أخدتها من الياسمين كانت الكيلو بـ30 ساغ، الياسمين مبيكفيش، دخله ضعيف، الست فى شبرا بلولة بميت راجل، إحنا بنطلع للحصاد من الساعة 11 بالليل، ونفضل فى الغيطان نحصد لحد تانى يوم الضهر، ومافيش راجل بييجى يوصلنا، وكل راجل فى القرية، واجوازتنا عارفين إن إحنا بميت راجل فى مروحتها ومجيتها، البنات أحيانا علشان بيباتوا فى الغيط يجمعوا الياسمين، ولو حد حدفهم بالطوب يخوفوهم، بنقف معاهم ونقولهم متخافوش، اجمعوا ياسمين وخليكوا جنبنا متخافوش، احنا كلنا بنقوى بعض وبنحمى بعض، الرئيس السيسى بيقول الكل يجاهد والكل يشتغل كلنا بنجرى، وبنشتغل ومعانا ربنا».
وتضيف الحاجة زينب: «يبدأ يومنا من الساعة الثامنة مساء وينتهى تانى يوم الضهر، وكل اللى بيجمعه النفر مننا كيلو أو كيلو وربع، سعر الكيلو 30 جنيه، يعنى مكسبى من التعب ده كله ميتعداش الـ45 جنيه، إحنا بنكافح ونشقى وصحتنا بتروح ولما بنكبر مابنلاقيش، عايزينهم يرفعوا سعر الياسمين شوية».
وتتابع زينب:«بنحب الياسمين بس هو شغلة دوخة، غصب عننا بنحبه بس مش جايب حاجة، ربينا منه عيالنا، وكبرناهم والحمد لله رضا، جاهدنا بالحلال إحنا ستات قوية وقفنا جنب رجالتنا، عايزين نرفع أسعار الزهر، إنما 30 جنيه للكيلو مينفعش، يعنى لما نفرين يجيبوا اتنين كيلو ونص فى اليوم يعنى 75 جنيه مينفعش، من الساعة 10 مساء للساعة 11 صباحا، صعب، هنعيش إزاى، الواحدة مننا بتسيب بنتها وتيجى للياسمين، بتمسك فيها وتقولها متسيبنيش يا ماما، بس هنعمل إيه، بنجرى على أكل عيشنا».
على طريق ترابى ضيق، تحيط به حقول الياسمين الخضراء المطعمة بالزهور البيضاء، وقفت أم محمد- ستون عاما- فى ساعة مبكرة من الصباح مع عربات النقل المحملة بأقفاص زهور الياسمين، تروى قصتها:«بقالى أكتر من 40 سنة فى الأرض بحصد ياسمين، كافحت ياما، جوزى مات وسابلى 3 أطفال صغيرين، ربيتهم وجوزت اتنين وفاضل واحد متخرج من حاسبات ومعلومات ومبيشتغلش، بنجرى ونشتغل ونربى عيالنا، بتفاجئ وألاقى حرباية بقيت أقول لجارى تعالى حوش، بييجى علينا أوقات نلاقى حاجات داخلة علينا، إذا مكنش الرجالة جنبنا بنخاف، ناس كتيرة هنا برضه جوزها ميت ومعاها أطفال، رجالتنا مشيوا وسابونا واحنا هنا ليل ونهار فى الغيط، مشاكلنا كتير مافيش دخل، اللى بنجيبه بنحطه فى الغيط، شيكارة الكيماوى، بـ300 جنيه، ده غير الرش والسقية وإيجار الأرض، ممكن يعدى علينا شهرين مندخلش كيلو فاكهة أو كيلو لحمة بيتنا زى بقية خلق الله، فين وفين على ما يطلع لنا حاجة».
وتتابع أم محمد:«إحنا صحيح ستات عظيمات، متقدريش تقولى واحدة ولا اتنين، إحنا هنا كلنا عظيمات، رجالتنا ماتت ومشيت وسابتنا فى عز شبابنا نربى عيالنا، وحافظنا على نفسنا ووقفنا وقفة رجالة والحمد لله، مافيش واحدة قالت أشوف نفسى واتجوز واربى عيالى، واللى جوزها معاها واقفة معاه وفى ضهره بتساعده، يا ريتكم تدوروا علينا وتشوفوا مشاكلنا».
نساء بلولة فى عيون رجالها
رجال قرية بلولة واعون بالفطرة، تحسبهم جميعا قاسم أمين، يؤمنون بالمرأة ويرون أنها شقيقة الرجال فى المال والعمل وكل ما يخص معيشتهم.
عبده بدر من قرية بلولة، يقول:«يحصد الياسمين النساء والبنات، الستات هنا أشقاء الرجال فى المعيشة والعمل وكل شىء، تكافح الزوجة مع الرجل، وتذهب للحقل مثله وتحصد الياسمين مثله، ولو كان زوجها متوفيا تتولى هى مسؤولية أبنائها، تأخذهم وتذهب ليلا للحصاد، ويساعدها الأهالى بحمايتها وتشجيعها، ولا ينظر إليها إلا بكل احترام وأدب، ينظر الرجال إلى نساء القرية على أنهن إما أخت أو أم أو زوجة أو ابنة، نصف المجتمع الذى يجب حمايته، وإذا كانت المرأة اضطرت للعمل فى الحقول، فإن حمايتها والحفاظ عليها واجب.
ويتابع:«فى العمالة والعمل المرأة مثل الرجل لا تقل فى الأجر مثلا، لأنها تكافح كما الرجل، وتعمل مثله فى الوقت والمجهود، نساء القرية كلهن عظيمات، لأنهن يحافظن على بيوتهن ويصن شرفهن، ويبذلن مجهودا أكبر من الرجال، أسميهن «ياسمينات مصر»، لأن قلوبهن بيضاء كما الياسمين، ولو كان الأمر بيدى لكرمتهن ولأعطيت كل واحدة منهن لقب الأم المثالية».
محمد محمود، 47 سنة، مزارع، يقول:«يبدأ حصاد الياسمين من يونيو كل عام حتى أكتوبر، ورغم أنها شهور تعرف بدرجة حرارتها العالية، فإن الأهالى يرتدون ملابس شتوية ويعانون نزلات البرد خاصة النساء، وذلك بسبب الندى الذى يغطى شجر الياسمين، كما أن الحصاد يكون بالليل فى مساحات شاسعة يخبطهم الهواء دونما ساتر، ورغم صعوبة العمل، فإن نساء القرية يتحملن هذه الظروف، خاصة أن الياسمين مصدر الرزق الوحيد للقرية».
ويرى حسن محمود، 33 سنة، مزارع: أن ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء يجب العمل به، خاصة أن نساء قرية بلولة يتصفن بالجدعنة والوفاء والإخلاص فى العمل.
طفولة مهدرة
كزهرة برية نبتت فى أرض طيبة، هى للجميع تبهجهم بلا استثناء وبغير شروط، ينشأ أطفال قرية بلولة يمارسون الزراعة، كما لو كانوا بالغين، بينما تهدر طفولتهم بين حصاد أوراق الياسمين وشجره.
دعاء السيد، طالبة الصف السادس الابتدائى، تقول:«احنا بنحب الياسمين بس احنا بنخاف، فيه كلاب بتطلع لنا من تحت الشجر، وفى مرة كانت جارتنا جايبة معاها ابنها رضيع، وهى بتجمع الياسمين الكلب شده من رجله وكان هياكله، والناس قعدت تصوت الكلب سابه وجرى، بس اتجرح جرح كبير واتخيط».
وتتابع دعاء: لا أجد وقت فراغ للعب ولا لفعل أى شىء، نذهب مع أهالينا لحصد الياسمين، منذ العاشرة مساء، وننتهى فى الثامنة صباحا، نذهب للمدارس، وبعد خروجنا منها نذهب للدروس، أو بننام، ثم نعود مرة أخرى للغيطان والحصد، ولدينا يوم إجازة واحد، نرتب فيه بيتنا من غسيل الملابس وخبز العيش وترتيب البيت وغيره.
تبتسم دعاء وبنظرة واسعة تقول: إن شاء الله هنجح. بذاكر بجد علشان أطلع دكتورة ويبقى عندى فلوس كتير، وولادى ميجمعوش ياسمين ويبقى عندهم وقت فراغ يلعبوا فيه براحتهم.
وعن أولادها تحكى أسماء حنفى، 65 سنة، من نساء بلولة:«الست المصرية شقيانة وتعبانة واهى ماشية وربنا ساترها، الفرحة لما ألاقى أحفادى حواليا، همه لسه صغيرين وهمه العيد بالنسبة لنا، لكن يوم العيد بيعدى زى أى يوم عادى، بنحتفل بقى وبنعمل فطير بس، هدية ربنا الحقيقية هى عيالنا الصغيرين، نتمنى من ربنا يديمهم علينا نعمة ويكرمنا فيهم، ويطلعوا أحسن مننا يتعلموا ويطلعوا دكاترة ومهندسين ويشتغلوا فى مصر بعيد عن الياسمين، وميشوفوش الشقى اللى عيشناه».
اهتمام الدولة بالتصدير بما يعود على المزارع بالنفع
الدكتور أحمد العطار، رئيس الحجر الزراعى، يؤكد أن الدولة تهتم بالمزارع من نواحى عدة، ومن الناحية التصديرية تسانده من خلال منظومة تكويد المزارع التصديرية، كى يستطيع التصدير، بما يعود بالنفع المباشر على المزارع ويعظم القيمة الاقتصادية لمنتجه.
وتعتمد على استخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية GPS وأضاف العطار:«هذه المنظومة تعتمد على تحديد مساحات المزارع، وتقييم الإنتاجية الصالحة للتصدير من كل مزرعة بكل دقة، وكذلك تتبع الشحنات المصدرة بدءًا من المزرعة حتى وصولها إلى البلد المستورد.
وأضاف رئيس الحجر الزراعى: إن المنظومة الجديدة تساعد صغار المصدرين، وتمكنهم من تكويد مزارعهم، للتصدير دون الحاجة إلى الحصول على شهادات «الجلوبال جاب» التى تكلف المصدر الصغير مبالغ كبيرة تجعله يخرج من المنافسة، حيث يتولى الحجر الزراعى، وفقا للمنظومة الجديدة، القيام بالرقابة على تنفيذ اشتراطات الدول المستوردة على كل المزارع التصديرية، أيا كانت مساحتها، مما يصب فى مصلحة كل فئات المصدرين.
مشاكل وحلول
قال أشرف أحمد أبوحسن، مدير إدارة البساتين بمديرية الزراعة بمحافظة الغربية: إن ما يشتكيه المزارعون من انخفاض الأسعار حقيقة حدثت بعد انتشار فيروس كورونا، فبعدما كان السعر من 50 إلى 60 للكيلو، وصل عام 2021 لـ20 جنيها، لكنه بدأ فى الارتفاع مؤخرا ووصل إلى 35، بعد اعتراض الأهالى، مضيفا: «السوق عرض وطلب، وحسب المساحات الموجودة من الياسمين، فاذا كانت المساحة المزروعة قليلة يزيد السعر والعكس صحيح، كذلك فإن التلاعب بالأسعار حدث بسبب مجموعة من الناس يتوسطون بين الفلاح والمصانع، يجمعون الياسمين ويتحكمون بالأسعار، وعليه فقد بدأ مجموعة من المزارعين تجميع الياسمين وتصديره، وأسسوا جمعية فيما بينهم لذلك.
وواصل أشرف:«مديرية الزراعة بالغربية فى تقريرها الصادر عن الياسمين لعام 2021، قدمت حلولا ومقترحات كان على رأسها، ضرورة السعى، لفتح سوقا جديدة للمنتج المصرى، بمساعدة الجمعية التعاونية لتسويق وتصنيع النباتات الطبية والعطرية، وذلك عن طريق توفير التمويل اللازم، أيضا قيام مركز البحوث ومديرية الزراعة بالغربية بعمل ندوات ومحاضرات وزيارات حقلية للمزارعين والعاملين للوصول إلى منتج طبيعى خالٍ من المبيدات، ينافس المنتجات العالمية الأخرى، مع ضرورة توجه الدولة لإنشاء مصنعا بنظام الأسهم بدائرة المركز لاستخلاص الزيوت، وأخيرا سعى الدولة لجلب تكنولوجيا استخلاص المركبات الكيميائية اللازمة للاستخلاص والخبرة الفنية، التى يتم بها عمل قيمة مضافة للمنتج بدلا من تصديره عجينة خام للخارج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة