روى الشاب "رامى البدرى" الملقب فى مدينة العريش بـ" عبدالغفور البرعى الجديد"، لتليفزيون اليوم السابع رحلته لعودة مهنة " بيع الفلافل " التى تعلمها فى الصغر من والده، ليحييها من جديد بعد تقاعد والده ويحقق فيها نجاح ، بعد تجارب عديدة للعمل بمؤهله لم تنجح .
قال "رامى " لـ " اليوم السابع " إنه حصل على بكالوريوس هندسة، وعمره الآن 28 عاما، حاول بعد تخرجه البحث عن مجالات عمل فى مجال تخصصه فى الهندسة، وسافر من شمال سيناء للقاهرة للعمل فى شركات البناء والمقاولات، ووجد أنه يدور فى حلقة مفرغة فبمجرد انتهاء كل عمل يجلس محملا بديون الإقامة فى انتظار عمل جديد دون جدوى.
أضاف أنه مرت به ظروف صعبة ولاحقته الديون، وانكسر حلمه أن يكون إنسانا ناجحا فى مجال تخصصه ، وعاد لمدينة العريش فى حالة نفسية متردية ، ولم يكن هناك من مجال أمامه سوى الوقوف فى مطعم صغير يمتلكه والده، يقدم ساندوتشات الفول والطعمية وهو المطعم الذي نشأ فيه صغيرا وتعلم كثير من أسرار المهنة .
واشار ان التحدي نجح وخلال 3 سنوات من العمل والكد، استطاع ان يكسب ثقة الزبائن وخصوصا الشباب ثم قام بتجديد كامل للمطعم ، وابتكر مع القائمين بالعمل فى المطعم اكلات جديدة من نوعها اضافة للفول والطعمية والبطاطس والمخللات وهى " الدقة العرايشي " التى اصبحت محل اهتمام وإقبال كثير من الاهالى، يحضرون لشرائها من مسافات بعيدة، وهى خليط من الفلفل ومكونات يعتبرها من أسرار مهنته التى أصبح يعتز بها إلى جانب اسرار خلطات الطعمية والفول التى يقدمها وكلما وجد استحسانا من زبائنه لطعمها يزيده هذا عزيمة ويعطيه طاقة على مزيد من العمل والمواصلة أيا كانت الظروف من حوله .
واشار ان المطعم كان والده بدأ تشغيله فى الثمانينات كمحل صغير، وعمله فيه حاليا يبدأ من بعد الظهر حتى منتصف الليل، ودوره يشمل كل ما يمكن ان يعمله من طهى الطعمية وتجهيز الفول والساندوتشات والتنظيف .
وتابع قائلا انه تعرض عند عمله " بائع فول وطعمية" لكثير من نظرات الاستغراب والمعايرة أحيانا انه ترك الهندسة ليعمل فى هذه المهنة، وكان يوجعه هذا لكن بعد فترة قصيرة تاقلم واصبح فخورا بمهنته وزاد من فخره ان من كان ينظرون له بهذه النظرة الان هم بلا عمل وهو " شاطر وبيكسب "، حتى ان اصدقائه المقربين أطلقوا عليه اسم " عبدالغفور البرعى الجديد "، وانه يتمنى فعلا ان يسير على خطى عبدالغفور البرعى فى المسلسل الشهير ، وعندما يصل لهذا المستوى اول من سيفكر فيه هم الشباب العاطلين عن العمل والذين وصلوا لسن الزواج ولا يستطيعون تدبير احتياجاتهم.