تمر اليوم الذكرى السادسة على رحيل الأديب الكبير جمال الغيطانى، إذ رحل عن عالمنا في 18 أكتوبر عام 2015، عن عمر ناهز 70 عاما، وهو روائي وصحفي ورئيس تحرير صحيفة أخبار الأدب المصرية.
صدر أول كتاب له عام 1969، "أوراق شاب عاش منذ ألف عام" صدر متضمنا خمس قصص قصيرة كتبت كلها بعد هزيمة الجيش المصرى فى سيناء عام 1967، ولقى الكتاب ترحيبا واسعا من القراء والنقاد.
انشغل فيها الغيطانى بإحياء التراث المصرى الإسلامى، وحملت المجموعة بذور ما سيكتب جمال الغيطاني طوال مسيرته اللاحقة كما ارتبطت في الأذهان بحدة نبرتها السياسية، إذ أن كل القصص ذات مضمون سياسي معاصر رغم تناولها أحداثا موغلة في القدم، إذ تحدثت قصة "أوراق شاب عاش منذ ألف عام" عن هزيمة 1967 من منظور مواطن عادي.
وبحسب الناقد ماهر حسن في مقال بعنوان "جمال الغيطانى روائى عاش ألف عام" فإن الغيطانى استنطق التاريخ الذى رأى فى أحداثه تشابهًا مع ما عاشته مصر فى الستينيات، حيث الظروف نفسها والنهاية نفسها، بالإضافة للفصل الذى سجل فيه تجربته فى السجن "هداية أهل الورى لبعض مما جرى فى المقشرة"، والمقشرة هو أحد أشهر السجون فى مصر المملوكية، والجديد أن نرى الغيطانى يتناول فكرة السجن منطلقا من شخصية السجان فيما يشبه القراءة النفسية له، باعتباره أداة القهر فى "الزينى بركات" من خلال شخصية والى الحسبة، الزينى بركات، والشهاب الأعظم زكريا بن راضى، مع حضور الإسقاط السياسى، كما نقف أيضا على ذلك المذاق السياسى فى أعمال الغيطانى، ولكن على نحو فانتازى فى "هاتف المغيب"، ويتجلى عشقه للتاريخ فى التوثيق بعين مغايرة، وهى عين المبدع والحكاء فى "ملامح القاهرة فى ألف سنة"، الذى قدم جولة تاريخية تتنقل من منطقة إلى أخرى، فى وصف للأزياء والمعمار وتاريخ المقهى كما لم تفارقه اللغة التراثية فى "دفاتر التدوين" السبعة التى جاءت أشبه بالشذرات والذكريات التى تفيض بالتأمل والسرد الروائى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة