يخيم شبح الأوبئة على القارة السمراء، فما لبثت القارة من الإعلان عن خلوها من إصابات الفيروس القاتل إيبولا الذى بدأ فى التفشى عام 2013، حتى ضربها كورونا الفتاك، ويعاود إيبولا الظهور من جديد غرب القارة، وقالت منظمة الصحة العالمية الاثنين إنه تأكدت 3 حالات إصابة جديدة بفيروس إيبولا فى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ليرتفع العدد الإجمالى إلى 5 حالات فى الأيام العشرة الماضية.
وأضافت المنظمة فى بيان، أنه تم اكتشاف الحالات يوم السبت، فى منطقة بوتسيلى الصحية، بالقرب من مدينة بينى، حيث تركزت آخر حالات تفشى المرض. وتوفى 3 أشخاص من أصل 5 حالات مؤكدة.
وأوضح مسؤولو الصحة أن التفشى الأخير لفيروس إيبولا مرتبط على ما يبدو بتفشى المرض فى عام 2018، الذى أودى بحياة أكثر من 2200 شخص وأصاب أكثر من 1000 آخرين.
وبدأ مندوبو الصحة العالمية، الأسبوع الماضى تلقيح سكان شرق الكونغو ضد فيروس إيبولا، بعد أن تأكد أن المرض أودى بحياة طفل صغير.
وفى أوغندا المجاورة للكونغو، كانت وزارة الصحة أعلنت أنها فى حالة تأهب بعد تفشى الفيروس القاتل فى جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة. وصرحت وزيرة الصحة جين روث أسينج بأنهم زادوا من المراقبة على طول الحدود مع الكونغو الديمقراطية، حيث تم الإبلاغ عن حالة إصابة مؤكدة يوم 6 أكتوبر.
وفى اغسطس الماضى رصدت ساحل العاج حالات إصابة، وأعلن وزير الصحة فى ساحل العاج بيير ديمبا أن السلطات الصحية فى بلاده رصدت أول إصابة بحمى إيبولا، لكن فى سبتمبر قالت وزارة الصحة العالمية أنه"ليس هناك أى دليل" على وجود إيبولا فى ساحل العاج.
وخاضت دول أفريقيا على مدار 8 سنوات حربا شرسة للقضاء على إيبولا، ومع كل اقتراب من إعلان القارة السمراء خالية من الفاشية يباغت الفيروس الجهات الصحية بظهور مفاجئ وقتلى جدد، مهددا بعودة شبح كارثة التفشى الأكبر بين عامى 2013 و2016 من جديد.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية فى أغسطس 2014، إيبولا جائحة تشكل حالة طوارئ صحية عامة تسترعى الاهتمام الدولى على مستوى العالم، وفى عام 2016 انتهى الوباء فى غرب إفريقيا فبعد أن حصد نحو 11 ألفا و300 شخص من أصل 28 ألفا و600 إصابة سجل أكثر من 99% فى غينيا (2500 وفاة) وليبيريا وسيراليون.
يشار إلى أن فيروس الإيبولا ينتقل إلى الإنسان من الحيوانات المصابة. ويحدث انتقال العدوى بين البشر عن طريق سوائل الجسد، مع ظهور الأعراض الرئيسية للحمى والقيء والنزيف والإسهال. وفى عامى 2014 و2015، حدث أكبر تفش للمرض فى غرب إفريقيا وأسفر عن أكثر من 11 ألف حالة وفاة.
وبالنسبة لفيروس كورونا المتفشى فى بلدان القارو السمراء ونقص اللقاحات، أيّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جبريسوس، دعوة سفير المنظمة ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق، جوردون براون، الدول الغنية لإقامة جسر جوى لنقل 240 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا" غير المستخدمة إلى إفريقيا.
وكتب جبريسوس - عبر حسابه على منصة "تويتر": "شكرا لسفير منظمة الصحة العالمية جوردون براون على دعوتك لعمل مكثف لتدارك أزمة العدالة فى (توزيع) اللقاحات التى تواجه إفريقيا وأماكن أخرى هى الأكثر ضعفا... أوافق على أنه من الواجب على البلدان المنتجة والمصنعة للقاحات فعل المزيد لإنقاذ الأرواح وإنهاء الجائحة".
وكان براون قد أكد، فى حوار لصحيفة "ذا أوبزيرفر" البريطانية، أنه من الممكن إنقاذ أكثر من 100 ألف شخص فى أفريقيا عبر إقامة جسر جوى طارئ لنقل 240 مليون جرعة لقاح غير مستخدمة خلال الأسبوعين المقبلين، داعيا مجموعة من الدول الغنية إلى دعم "أكبر قرار يتعلق بالسياسة العامة فى وقت السلم" من خلال دعم إقامة جسر جوى فى أكتوبر الجارى سيشهد تسليم اللقاحات غير المستخدمة إلى أجزاء من جنوب الكرة الأرضية التى تعانى أكثر من غيرها.