تمر، اليوم، الذكرى الـ188 على ميلاد ألفريد نوبل، مهندس ومخترع وكيميائى سويدى، اخترع الديناميت فى سنة 1867 ومن ثم أوصى بمعظم ثروته التى جناها من الاختراع إلى جائزة نوبل التى سُميت باسمه.
فى عام 1888 توفى لودفيج شقيق ألفرد نوبل أثناء زيارة لمدينة كان وقامت صحيفة فرنسية بنشر نعى لألفريد نوبل عن طريق الخطأ، وتم التنديد به لاختراعه الديناميت وقيل أنه نجم عن ذلك اتخاذه لقرار بترك أفضل ميراث بعد وفاته، وتمت كتابة النعى بجملة "تاجر الموت ميت"، وأضافت الصحيفة الفرنسية: "الدكتور ألفريد نوبل، الذى أصبح غنيا من خلال إيجاد طرق لقتل المزيد من الناس أسرع من أى وقت مضى، توفى بالأمس"، شعر نوبل بخيبة أمل مما قرأه وارتابه القلق بشأن ذكراه بعد موته بنظر الناس.
قامت الصحيفة الفرنسية بنشر نعى ألفريد هو لايزال على قيد الحياة وكتبت "تاجر الموت قد مات"، وحزن ألفريد كثيراً ولم يرغب أن يكون "الديناميت" هو إرثه الوحيد، وبدأ فى التفكير فى طرق أكثر إنتاجية وإيجابية للبشرية ليتم ذكرها للأجيال القادمة ولذا قام بإطلاق جوائز نوبل.
أما بالنسبة لنعى الخبر الخاطئ الذى نشرته الصحيفة الفرنسية، كان المقصود به شقيق نوبل الأصغر، الذى توفى أثناء القيام بتجربة "نيتروجليسرين" فى منصع والدهما، ويشار إلى أن نيتروجليسرين، تعتبر مادة سائلة زيتية لا لون لها، وهى شديدة الحساسية للصدمات والارتجاج، شديدة الانفجار وهى أساس مركب الديناميت.
ففى 27 نوفمبر عام 1895 أى قبل وفاته بعام واحد قام ألفريد نوبل ودون الاستعانة بالمحاميين بكتابة وصيته المتعلقة بثروته التى كانت تبلغ حينها نحو (2 مليار كورونة)، وكان نوبل يعتقد أن الثروة الموروثة تؤدى إلى زيادة العاطلين والكسالى، ولهذا لم يخصص فى وصيته سوى جزء صغير من ثروته لأقاربه وللمقربين منه، أما بقية المبلغ فقد أوصى بإيداعه فى البنك وتخصيص أرباحه السنوية كجوائز تمنح كل عام لأولئك الأشخاص الذين قدموا خلال العام المنصرم أفضل الخدمات للإنسانية، وتوزع جوائز نوبل، حسب الوصية، على خمسة حقول هى (الفيزياء، الكيمياء، والطب والسلام والآداب)، وفى عام 1968 الجهات المانحة للجوائز تخصيص جائزة سادسة فى حقل الإقتصاد بناء على اقتراح بنك السويد لمناسبة مرور (300) سنة على تأسيسه.
نشرت الوصية لأول مرة فى عام 1897 وأثارت ردود فعل متباينة فى السويد والدول الأوربية الأخرى، سرعان ما تحولت الى ضجة حقيقية، فقد أتهمه القوميون السويديون بأنه قد خذل أبناء جلدته، فى حين أكد نوبل فى وصيته بأن تمنح الجوائز لأكثر الناس جدارة واستحقاقاً بصرف النظر عن الجنس والقومية والدين والحدود الجغرافية.
واستمرت الضجة التى أثارتها هذه الوصية، طوال فترة المحاكمات الطويلة بصددها، والتى شهدت مشادات حادة بين الأطراف المتنازعة (الجهات المانحة للجوائز وأقارب نوبل) حيث زعم البعض أن الوصية غامضة وغير قانونية، فى حين زعم البعض الآخر بأنه لا يحق لنوبل أن يتصرف فى ثروته على هذا النحو، ولم تهدأ الضجة التى أثارتها الوصية إلا بعد أربع سنوات، وبحلول عام 1900 كانت كافة الإجراءات التحضيرية لعملية اختبار الفائزين الأوائل قد استكملت، وقد تحددت أسماؤهم بعد ذلك بعام واحد.
جدير بالذكر أن أول احتفال لتقديم جائزة نوبل فى الآداب، الفيزياء، الكيمياء، الطب أقيم فى الأكاديمية الملكية الموسيقية فى مدينة ستوكهولم السويدية سنة 1901م، وابتداءً من سنة 1902، قام الملك بنفسه بتسليم جائزة نوبل للأشخاص الحائزين عليها. تردّد الملك "أوسكار" الثانى، ملك السويد فى بداية الأمر فى تسليم جائزة وطنية لغير السويديين، ولكنه تقبّل الوضع فيما بعد لإدراكه لكمية الدعاية العالمية التى ستجنيها السويد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة