رحل منذ أيام قليلة المفكر حسن حنفى (1935- 2021) وهو مفكر كبير صاحب مشروع عمل عليه باجتهاد شديد، ونلقى اليوم الضوء على كتابه "عرب هذا الزمان" الذى صدر في سمة 2008.
وفى الكتاب يرصد المفكر الكبير "حسن حنفى" وضع العالم العربى فى العقد الأول من الألفية الثالثة، من خلال سلسلة من المقالات التى نشر بعضها فى الصحف والمجلات المصرية والعربية، تناول فيها العديد من القضايا الشائكة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والحريات، والمناخ الديمقراطي، ودخول القوات الأمريكية العراق عام 2003م، والأيديولوجيات الموجودة على الساحة الفكرية، والفقر، والثقافة، والاستشراق، والإعلام، وغيرها من القضايا التى تهمُّ المُواطن العربى أينما كان.
وعالج الكثير منها عن طريق تقديم نقد بنَّاء لهذه القضايا، مُنطلِقًا من كونه مُواطنًا عربيًّا، يتحمَّل مسئوليته تجاه أُمته ووطنه، ومُستنِدًا على رؤيةٍ تاريخيةٍ ثاقبة، وضمير حي، وقلم صادق، فى محاولة لإعادة الحياة إلى جسد الوطن العربى، واللَّحاقِ بقطار التنمية.
يقول الكتاب تحت عنوان: الواقع العربى الراهن.. من المسئول، الخارج أم الداخل؟
تتوالى الأحداث، وتشتدُّ الأزمات، وتقع الإهانات فى الوطن العربى يومًا وراء يوم، ويعلو الصراخ، وتُحرَّر المقالات عن قُوى الهيمنة الجديدة، والعالم ذى القطب الواحد، وإمبراطورية الولايات المتحدة الأمريكية، والعولمة، والسوق، والحداثة، والقوة، وثورة الاتصالات.
وكلها عوامل خارجية، شمَّاعة لتعليق الأزمات والكروب والبلايا الداخلية عليها، ولما كان من الصعب تغيير العوامل الخارجية إلا على الأمد الطويل، ينتهى الأمر بقبول الأوضاع الحالية، واعتبارها قدرًا لا مفرَّ منه، ولا حل إلا الانتظار حتى تتغير الظروف الدولية، وتتبدَّل موازين القُوى العالمية، ويتم الاستسلام للضغوط الخارجية فتصبح نُظُم الحكم تابعةً للخارج، تتحالف معه كى تضمن سلامتها، وتأمن من العُدوان عليها، ومصير العراق وأفغانستان وفلسطين والصومال ماثلٌ للعيان، ومشهد تعليق الرئيس العراقى السابق من حبل المشنقة محفور فى الذاكرة لعدَّة أجيال وعند رؤساء الدول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة