أحمد التايب

الرئيس ينتصر للغة العربية

الخميس، 28 أكتوبر 2021 09:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى مشهد اعتزاز باللغة العربية، وفى رسالة مهمة للآباء والأمهات، تعكس حرص مصر الدائم على حماية اللغة العربية وأنها ستظل الحارس الأمين لها، تحدث الرئيس السيسى خلال حواره الإنسانى مع الطفل المعجزة الحافظ للقرآن الكريم بإحدى الفضائيات وحديثه عن أهمية اللغة وضرورة أن نوليها رعاية واهتماما أثناء تعليم أبنائنا.

وأعتقد أن رسالة الاهتمام باللغة العربية لأبنائنا دعوة جليلة ومبادرة مهمة لدور اللغة فى الحفاظ على الهوية الدينية والوطنية معا، بل هى أيضا رسالة اعتزاز وانتصار للغة العربية، يجب أن يضعها الجميع، أفراد ومؤسسات، محل اعتبار وتقدير، وخاصة أن اللغة العربية بالفعل تواجه فى أيامنا هذه أشد التحديات، بعد أن هجرها بعض أبنائها، وأصبح البعض يتفاخر بالتحدث باللغات الأجنبية، من غير أن يدرك ما يقترفه من جرم، معتقدا أن التحدث بلغة أجنبية مقياس للرقى والتحضر، إضافة إلى أن كثيرًا يحرص على أن يتعلم الأبناء اللغة الأجنبية بل وتكون وسيلة التحدث فيما بينهم، وهذه الظاهرة للأمانة آخذة فى الاتساع، رغم ما تنطوى عليه من مخاطر كبرى تهدد اللغة الأم.

واعتزازنا بلغتنا أمر مهم للغاية، لأن اللغة هي الرابطة الرئيسية التي تربط بين أبناء الوطن الواحد، إضافة إلى أهميتها ودورها الحيوى فى حفظ التراث، ودورها أيضا  فى ربط الحاضر بالماضى، لأن الحفاظ على التراث وعلى التاريخ هو حفاظ على الهوية، وإن الأمم المتقدمة التي تعتز بكيانها تجدها حقا تعتز بلغاتها، ولا ترضى بغيرها بديلاً.

ومع الدعوة بضرورة الاعتزاز باللغة والحفاظ عليها، علينا أيضا أن نعلم، أن تعلم اللغة الأجنبية والتمكن منها، أمر لا خلاف حول أهميته، فتعلم اللغات الأجنبية أمر مهم وضرورى لمواكبة الحضارة، وتعلمها ضرورة حتمية لمواكبة الحداثة، إلا أن ذلك يجب أن يتم فى إطار مناسب وبالطريقة التربوية الصحيحة، ولا يكون أبدا على حساب اللغة الأم.

والأمر المبشر، ان على مر التاريخ  نجد لمصر دورا مهما ومقدرا فى الحفاظ على اللغة العربية، فها هو الآن رئيسها يدعوا للحفاظ عليها، والاهتمام بها فى موقف مشرف ومشجع للجميع، أفراد ومؤسسات فى قيام الجميع بدوره تجاه لغته، والباحث أيضا يجد لمصر مواقف مشرفة عبر السنوات الماضية فى حماية اللغة، ويكفى ما يفعله مجمع الخالدين بالقاهرة، من إنجازات علمية وبحثية تعكس حقا مجهودات مضنية تستحق منا التقدير، وتستحق أيضا تسليط الضوء عليها لما بها من فائدة ونفع كثير، وخاصة ان اللغة العربية لها ذوق خاص وجمال روحى، فإذا تكلم بها الإنسان سكنت جوارحه، ووصلت إلى القلوب والأفئدة والأرواح.

وأخيرا.. فلن نجد أفضل مما قاله، المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال، "أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من قبلى، أعطيت جوامع الكلم..."،  وما قاله أيضا الأديب الكبير، مصطفى صادق الرافعى، "ما ذلّت لغة شعبٍ إلاّ ذلّ، ولا انحطّت إلاّ كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ..







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة