قرية نجريج وهي القرية التي ينتمي إليها النجم الأسطوري محمد صلاح لاعب ليفربول، أصبحت واحدة من أشهر قرى مصر، بل واحدة من أشهر قرى العالم الآن بعد أن أصبح أحد أبنائها وأبناء مصر حديث الكرة الأرضية وحديث الناس في كل مكان.
كبريات الصحف والفضائيات العالمية تتحدث وتكتب عن محمد صلاح وعن البيئة التي نشأ فيها، والقرية التي ولد بها والأسرة التي تربي فيها، تبحث عن كل شيء في حياة صلاح منذ البداية والصعود إلى الكفاح ثم الى قمة المجد الكروي الآن.
نجريج القرية التي لا يتعدى عدد سكانها 15 ألف نسمة وهي إحدى قرى مدينة بسيون التاريخية العريقة بمحافظة الغربية، دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، والكل يبحث عنها في جوجل إيرث، وبين خرائط العالم، ويتمنى الذهاب إليها وزيارتها، فقد أنجبت أمهر وأفضل لاعب على وجه البسيطة الآن، بل معشوق جماهير ليفربول والجماهير الإنجليزية والمصرية والعربية والأفريقية.
لا تبعد أكثر من ساعتين و20 دقيقة من القاهرة، التي لا تبعد عنها سوى 130 كيلومتر، ولا تبعد عن الإسكندرية سوى ساعتين أيضا، حوالي 117 كيلومتر.
أتحدث هنا عن قرية تبحث عن استغلال شهرة ابنها محمد صلاح حتى تتحول إلى منطقة جذب سياحي للسياحة العالمية والإنجليزية، بصفة خاصة، التي تأتي إلى مصر وسوف تستفسر بالطبع عن صلاح ومسقط رأسه. فهل فكرت ودرست وزارة السياحة كيفية وإمكانية استغلال شهرة محمد صلاح وعشق الجماهير العالمية له ووضع قريته على خارطة السياحة في مصر وما قد تحدثه من نهضة اقتصادية للقرية والقرى المجاورة له من قدوم السياح اليها. وما سوف تحدثه من تشغيل أيادي عاملة لكافة قرى بسيون وخلق مهن عديدة لخدمة السياح وتوفير الخدمات اللازمة لهم.
فهل فعلا لدى وزارة السياحة دراسة أو تفكير في هذا الاتجاه...؟ أنا لا أتحدث عن شيء جديد هنا أو بدعة. فالبرازيل التي تعد الدولة الأولى فى تصدير لاعبي كرة القدم- 1280 لاعبا برازيليا محترف حول العالم- تحولت مناطقها ومدنها الفقيرة جدا والتي نشأ فيها لاعبوها الأفذاذ أمثال الأسطورة بيليه ورونالدو ورونالدينيو إلى مناطق جذب سياحي، فكل من يزور البرازيل يرغب في زيارة تلك المناطق التي خرج منها هؤلاء اللاعبين الذين أبهروا جمهور الكرة في أوروبا والعالم.
بيليه مثلا نشأ في حي فقير في مدينة باورو التي تقع في ولاية ساو باولو البرازيلية، وكان يحصل على بعض المال في طفولته من خلال عمله كخادم في محلات الشاي، وأشرف والد بيليه على تعليمه أساسيات كرة القدم بواسطة كرة قدم مصنوعة من جوارب محشوة بورق الصحف، هذه المدينة وبسبب بيليه وشهرته أصبحت مدينة سياحية ومزار للسياح الى البرازيل وساو باولو، الحال ذاته بالنسبة للأسطورة رونالدو المولود في إيتاجوا- البرازيل في 18 سبتمبر 1976، وبالنسبة لرونالدينيو الذي ولد في 21 مارس عام 1980 في بورتو أليجري.
غالبية اللاعبين المشاهير وخاصة من البرازيل أو الارجنتين والذين جاءوا من مناطق وقرى ومدن فقيرة تحولت أماكنهم الى مناطق سياحية وإحدى موارد الدخل القومي لبلادهم.
ويبقى السؤال هنا.. لماذا لانفعل ذلك مع محمد صلاح وقريته "نجريج" والقيام بتمهيد الطرق الواصلة اليها.. فالوصول إليها للأسف يقع عبر مضيق ترابى ضيق، ينحدر من الطريق العمومى المؤدى إلى مدينة بسيون، التي تبعد عنها بما يقرب من 5 كيلومترات، ويضطر المارة إلى السير وسط الطرق الزراعية، للدخول إلى القرية.
وتشتهر القرية بزراعة وتجارة الياسمين والأرز والذرة والقمح. وبها أكبر مستودعات تجميع البصل وتصديره خارج البلاد، وأٌقيم بها مركز شباب بإسم "محمد صلاح" تقديرا لجهوده ومهاراته في عام 1996،
ويحرص النجم محمد صلاح على زيارة القرية باستمرار، وقضاء الإجازات والأعياد بها مع أصدقائه وذويهو يعتبر مسجد النور من أشهر الأماكن بالقرية لكونه قريب من منزل عائلة "صلاح" والذي يحرص اللاعب الشهير على أداء الصلاة فيه.
وتبرع اللاعب لبلدته بالكثير من الأموال من أجل تحسين الخدمات بها، وتخفيف الأعباء عن أهلها، حيث تبرع لإنشاء حضانات أطفال لمستشفى قريته، وتبرع لاستكمال إنشاء المعهد الديني بالقرية، وتبرع لعدد من المشاريع الخيرية داخل القرية، كان أبرزها تجهيز مستشفى القرية بأفضل الأجهزة الطبية ووحدة تنفس صناعي، كما تبرع لعدد من دور الأيتام في المحافظة، إضافة إلى تبرعه بإنشاء وحدة إسعاف بقريته "نجريج".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة