الإبداع مش بالكلام.. سميرة أحمد وعادل أدهم تألقا فى أدوار الصم والبكم

الجمعة، 29 أكتوبر 2021 03:00 م
الإبداع مش بالكلام.. سميرة أحمد وعادل أدهم تألقا فى أدوار الصم والبكم نعيمة وصفى فى فيلم رصيف نمرة 5
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يستطيع الفنان المبدع أن يوصل إحساس الشخصية التى يؤديها بتعبيرات الوجه ونظرات العينين، وعلى الرغم من أن التعبير بالصوت والكلمات والنص جزء مهام من أساسيات التمثيل والتعبير عن الشخصية ، إلا أن هناك عدد من الفنانين أبدعوا فى أعمال فنية وتألقوا فى أدوارهم واستطاعوا تجسيد شخصيات بدون أن ينطقوا أو يتكلموا كلمة فى العمل الفنى، ودون أن يكون هنا نص للتعبير عن الشخصية، فمنهم من أدى دور الأخرس، والأبكم، وفاقد النطق، أو اقتضى دوره ألا ينطق طوال العمل الفنى.

وعلى مر الأجيال أبدع عدد من الفنانين فى أداء أدوار لم ينطقوا فيها وكانت هذه الأدوار علامات فى تاريخهم تؤكد قدراتهم الكبيرة فى التمثيل ومهاراتهم فى الإبداع حتى من دون نص.

وكان من بين هؤلاء الفنانين الذين أبدعوا فى التمثيل دون نص الفنانة الكبيرة سميرة أحمد التى استطاعت أن تتألق فى جميع أدوارها، وكانت جرأة وتحد كبير لها حين أقدمت على بطولة فيلم الخرساء عام 1961، لتجسد لأول مرة مشاكل الفتاة ذات الاحتياجات الخاصة التى لا تستطيع التعبير عن نفسها، ويتم الاعتداء عليها، وكان هذا الدور تحد كبير للفنانة الكبيرة سميرة أحمد حذرها منه الكثيرون ولكنها كانت دائماً تقتحم الصعب وقدمت فى عدد من أفلامها مشكلات ذوى الاحتياجات الخاصة، حيث جسدت أيضا مشكلات الفتاة الكفيفة والمريضة والخرساء لتعرض مشكلات هذه الفئات التى لم تكن السينما تهتم بها.

_640x_8e8819409fc80eb26a8aac37db8fce42e9ae34534b08ed3d5528c70047fcecb4
سميرة أحمد فى فيلم الخرساء

وحقق فيلم الخرساء نجاحاً كبيراً واستمر عرضه فترة طويلة، واستطاعت الفنانة الكبيرة سميرة أحمد أن تؤكد موهبتها الفنية الكبيرة، حيث إنها ذهبت إلى مدرسة للصم والبكم حتى تتعلم لغة الإشارة، حتى ظن الكثيرون ممن شاهدوا الفيلم أنها خرساء بالفعل، وكانت مدارس الصم والبكم تحتفى بهذا الفيلم ونظموا رحلات لمشاهدته فى السينما، وحصلت سميرة أحمد على جائزة أحسن ممثلة عن هذا الدور الذى يعد أحد أهم أدوارها.

كما كانت الفنانة الكبيرة نعيمة وصفى من أوائل الفنانات اللاتى جسدن دور الخرساء عام 1956 فى فيلم رصيف نمرة 5، حيث أبدعت فى دور بهانة الشاهدة الوحيدة على جريمة قتل جارتها على يد المعلم بيومى، وبالرغم من أن حجم الدور لم يكن كبيراً إلا أن الفنانة الكبيرة نعيمة وصفى أبدعت فى هذا الدور، الذى كان علامة فارقة فى مشوارها، فاستطاعت أن تعبر بعينيها وتعبيرات وجهها عن مشاعر الحزن والرعب بشكل كبير دون أن تنطق، وهو أمر يصعب على أى فنان القيام به، إلا إذا كان يمتلك موهبة وقدرة كبيرة على التعبير دون نص وهو ما فعلته ببراعة الفنانة الكبيرة نعيمة وصفى.

وقدم الفنان المبدع عادل أدهم أحد أهم وأبرع أدواره دون أن ينطق كلمة واحدة معتمداً على تعبيرات الوجه ولغة الجسد والعينين، وذلك فى فيلم المجهول الذى أدى فيه الفنان الكبير شخصية أبكم وأصم لا يسمع ولا ينطق، ويعمل خادماً فى فندق تديره سيدة وابنتها فى منطقة نائية بكندا بعد أن هاجرتا من مصر، وتقوم المرأة وابنتها بتخدير الزبائن للاستيلاء على أموالهم وإلقائهم فى بحيرة بجوار الفندق بمساعدة هذا الخادم، حتى يأتى اليوم الذى يصل ابن صاحبة الفندق االذى تركته صغيرا فى مصر وانقطعت أخباره عنها غلى الفندق، ويحدث معه نفس السيناريو فتخدره وتأمر الخادم بإلقائه فى البحيرة دون أن تعرف أنه ابنها، وينقله الخادم ليلقيه فى البحيرة ثم تكتششف السيدة وهى تقلب فى أوراق الضحية أنه ابنها ، فتجرى محاولة اللحاق بالخادم قبل أن يلقيه وتنادى عليه فلا يسمعها.

 
9919-200ef626f538c59bdc54f149079a4c4f
عادل أدهم فى فيلم المجهول

وقامت ببطولة الفيلم الفنانة الكبيرة سناء جميل مع نجلاء فتحى وعزت العلايلى، واستطاع عادل أدهم الإبداع فى دوره، ويعد هذا الدور أحد أهم أعماله، وحصل عنه على جائزة أحسن ممثل من مهرجان طشقند، رغم أنه لم يكن البطل الأول للفليم، ولكن كان دوره من أصعب الأدوار.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة