تعد جبانة سقارة من أهم المناطق الأثرية في مصر، حيث يوجد بها مقابر تغطي جدرانها نقوش في غاية الجمال والروعة، كما يوجد فيها أهرام ومعابد ومدافن السيرابيوم، وقد اشتق اسمها من إله الجبانة "سوكر"، ومؤخرًا تم العثور على شواهد أثرية قد تؤدى إلى مقبرة على يد البعثة الأثرية المصرية، ولهذا نستعرض أبرز الاكتشافات الأثرية فى المنطقة.
الدكتور زاهى خلال اكتشاف المقبرتين
فى 2010 عثرت بعثة المجلس الأعلى للآثار على مقبرتين أثريتين بسقارة ترجعان لعصر الأسرة السادسة والعشرين أى منذ حوالى (2500 سنة) ، وتعد الأولى من أكبر وأضخم المقابر الأثرية فى منطقة سقارة.
وقال الدكتور زاهى حواس أمين عام المجلس رئيس البعثة آنذاك: إن المقبرتين منحوتتان فى الصخر وعثر عليهما بموقع رأس الجسر بمنطقة آثار سقارة وهى نقطة بداية الدخول لسقارة.
وأضاف أن المقبرة الأولى هى الأكبر من نوعها التى يتم الكشف عنها فى منطقة سقارة الأثرية وتضم عددا كبيرا من الممرات والغرف والصالات وهى عبارة عن صالة ضخمة منحوتة فى الصخر ، ويتفرع منها العديد من الحجرات، ويتقدم المقبرة من الخارج جداران ضخمان أحدهما من الحجر الجيرى والثانى من الطوب اللبن وهى مواجهة للمقبرة من الناحية الشرقية.
وأوضح أنه عثر على غرفتين بهما كميات من الرديم (مخلفات بناء وأتربة قديمة) وتؤدى الغرفتان إلى قاعة عثر بداخلها على هياكل عظمية كثيرة وأوان فخارية ويتفرع من القاعة مدخل يؤدى بدوره لقاعة أخرى صغيرة يوجد بها بئر عمقه سبعة أمتار.
الهرم المكتشف
فى 2017، عثرت البعثة الفرنسية السويسرية من جامعة "جنيفا" على هريم صغير مصنوع من الجرانيت الوردى، وذلك أثناء أعمال التنقيب الأثرية جنوب منطقة سقارة.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وقتها، أن ارتفاع الهريم يبلغ 130 سم ومساحة جوانبه من الأعلى 35 سم ومن الأسفل 110 سم.
ورشة تحنيط سقارة.
فى 2018، أعلن الدكتور خالد العنانى وزيرالآثار، عن نجاح البعثة الأثرية المصرية الألمانية التابعة لجامعة توبنجن بالكشف عن ورشة كاملة للتحنيط ملحق بها حجرات للدفن بها مومياوات تعود إلى عصر الأسرتين السادسة والعشرين والسابعة والعشرين (664- 404 ق.م)، وذلك أثناء أعمال المسح الأثرى بمنطقة مقابر العصر الصاوى، الموجودة جنوب هرم أوناس بسقارة.
كما عثرت البعثة أيضا على قناع مومياء مذهب ومطعم بأحجار نصف كريمة كان يغطى وجه أحد المومياوات الموجودة بأحد حجرات الدفن الملحقة.
مقبرة قائد الجيش المصرى فى عهد رمسيس الثانى
وفى 2018، أعلنت البعثة الأثرية العاملة بمنطقة آثار سقارة، التابعة لكلية الآثار جامعة القاهرة، عن اكتشاف مقبرة كبير قادة الجيش المصرى القديم فى عهد الملك رمسيس الثانى، ويدعى "إيورخي".
وتحتفظ المقبرة - كبيرة الحجم - بالكثير من النقوش المهمة التى تبرز علو مكانة الرجل، فضلا عن وجود نقوش جدارية تصور الجيش المصرى بأقسامه من الخيالة والمشاة، متجهين فى حملة عسكرية إلى خارج حدود مصر الشرقية، كما توضح مسيرته العسكرية فى عهد الملك سيتى الأول، وتدرج فى المناصب حتى تقلد أعلى المناصب العسكرية فى البلاط الملكى المصرى فى عهد الملك رمسيس الثانى.
مقبرة كاهنة فرعونية عمرها 4400 عام
فى 2018، أعلنت وزارة الآثار عن اكتشاف مقبرة فرعونية حديثا لكاهنة تدعى "حتبت"، اكتشفته بعثة تنقيب على المقبرة فى الجزء الغربى من هضبة أهرامات الجيزة فى "جبانة كبار الموظفين بالدولة القديمة"، وأن صاحبة المقبرة كانت من كبار الموظفين بالبلاط الملكى نهاية عصر الأسرة الخامسة بالدولة القديمة بمصر الفرعونية، ولا تزال المقبرة محتفظة برسومات على الجدران وألوان زاهية فى حالة جيدة رغم عمرها الذى يزيد على 4400 عام".
وفى 2020، تم الإعلان عن الكشف عن 59 تابوتا خشبيا ملونا ومغلقا داخل آبار للدفن بمنطقة آثار سقارة في مؤتمر صحفي عالمي بحضور أكثر من 50 سفيرا.
وفى نوفمبر تم الإعلان عن الكشف عن أكثر من 100 تابوت خشبي ملون و40 تمثالا خشبيا للإله بتاح سوكر وعدد من تماثيل الأوشابتي والتمائم، و ٤ أقنعة من الكارتوناچ المذهب في مؤتمر صحفي عالمي حضره أكثر من 300 صحفي وإعلامي مصري وأجنبى.
فى 2021 تم الإعلان أن البعثة المصرية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومركز زاهى حواس للمصريات بمكتبة الإسكندرية والتى تعمل فى منطقة آثار سقارة بجوار هرم الملك تتى أول ملوك الأسرة السادسة من الدولة القديمة، توصلت إلى اكتشافات أثرية مهمة تعود إلى الدولة القديمة والحديثة والعصور المتأخرة.
وقال الدكتور زاهى حواس عالم الآثار المصرية ورئيس البعثة إن هذه الاكتشافات سوف تعيد كتابة تاريخ هذه المنطقة، خاصة خلال الأسرتين 18 و19 من الدولة الحديثة، وهى الفترة التى عُبد فيها الملك تتى وكان يتم الدفن فى ذلك الوقت حول هرمه.
وأكد حواس أن البعثة عثرت على المعبد الجنائزى الخاص بالملكة نعرت زوجة الملك تتى، والذى تم الكشف عن جزء منه فى الأعوام السابقة للبعثة، مشيرا إلى أن البعثة عثرت أيضاً على تخطيط المعبد، بالإضافة إلى ثلاث مخازن مبنية من الطوب اللبن فى الناحية الجنوبية الشرقية منه، لتخزين القرابين والأدوات التى كانت تستخدم فى إحياء عقيدة الملكة.
كما تم العثور على 52 بئرا تتراوح أعماقها ما بين 10إلى 12 متر، بداخلها أكثر من 50 تابوتا خشبيا من عصر الدولة الحديثة، وهذه هى المرة الأولى التى يتم العثور فيها بمنطقة سقارة على توابيت يعود عمرها إلى ثلاثة آلاف عام.وهذه التوابيت ذات هيئة آدمية وممثل على سطحها العديد من مناظر الآلهة التى كانت تعبد خلال هذه الفترة بالإضافة إلى أجزاء مختلفة من نصوص كتاب الموتى والتى تساعد المتوفى على اجتياز رحلته إلى العالم الآخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة