تداول المعرفة وعلم الفلك على مر العصور.. فى "المسائل" عن هيئة الكتاب

الأحد، 03 أكتوبر 2021 08:00 ص
تداول المعرفة وعلم الفلك على مر العصور.. فى "المسائل" عن هيئة الكتاب غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور هيثم الحاج على، عن سلسلة التراث الحضارى كتاب عنوان "المسائل" مجموعة لأبى على يحيى بن غالب بن محمد البغدادى المنجم المعروف بالخياط، ويحتوى على المقالات والأحكام البسيطة مما ذكره الحكماء ورسالة فى دلائل القمر، تحقيق نهى عبد الرازق الحفناوى.
 
يتناول الكتاب الذى جاء فى 236 من القطع المتوسط علم الفلك والكواكب وتاريخ تطورها خاصة بعد فترة انتشار الديانة المسيحية والاشتباكات التى حدثت بين الديانة المسيحية وعلم الفلك وتحريمها له.
 
الكتاب يلفت النظر إلى مدى تداول المعرفة في العالم القديم، وخلال الدولة العربية الإسلامية حيث كانت تنتقل المعرفة من مكان إلى آخر، دون قيود دينية أو قومية أو عرقية.
 
كتاب المسائل
 
فقد ظلت وحدة الكون هى المنهج الاعتقادى الأساس لكل الشعوب القديمة التى عاشت حتى ميلاد السيد المسيح علام، فلما تأسست المسيحية وقويت شوكتها اعتبرت كل العلوم القديمة القائمة على أساس هذا المنهج علوما وثنية كافرة يجب استبعادها وإزاحتها.
 
فجرمت الفلسفة، وحرم البحث فى علم الفلك إلا فيما يتفق وماجاء بالكتاب المقدس، وهكذا بدأت لأول مرة فى التاريخ الإنسانى قطيعة معرفية بين علوم الأقدمين، وما فرضته المسيحية من فكر مستند إلى الفكر الدينى المسيحى، إلا أن ذلك لم يحل دون تسرب العلوم القديمة كالطب والهندسة والفلك وغيرها من العلوم التي ازدهرت عند المصريين القدماء والآشوريين وغيرهم من بناة حضارة الرافدين كالكلدان والسريان، وكان علم الفلك من العلوم التي ازدهرت رغم أنف الكنيسة
 
إذ كانت معظم الظواهر الطبيعية، وغير الطبيعية والمستعصية على الفهم، تعزى أسبابها إلى الكواكب والنجوم من حيث هيئاتها وحركات دورانها، ويات التنبؤ والتنجيم مرجعا معتمدا من قبل الفعل والسلوك الإنساني.
 
وقد ازدهر علم الفلك خلال تشكل الدولة العربية الإسلامية، ما أنتجته من حضارة سطعت شمسها وأضاءت ظلمات الدنيا خلال العصر الوسيط، وخلال ذلك بات من مهمات علم الفلك التنبؤ بما هو مستبقلي، خصوصا فيما يخص الحكام والملوك، لا سيما عند تحركاتهم بعدد الغزو والحرب، فلجأوا إلى المتهمين والمشينس عند اتحاد خطواتهم، مستندين ومسترشدين بتوقعاتهم، رغم أن معظمها لا يستند إلى منطق عقلي، أو أدلة مادية ملموسة، ربما كان ذلك وراء ما قاله الشاعر الفيلسوف أبو الطيب المتنبى، ساخرا مستهزنا بهؤلاء المنجمين
 
وكتاب أبى على يحيى بن غالب بن محمد البغدادى المنجم المـعـروف بالخياط هو نموذج لما كانت عليه كتب أولئك المنعمين والتي يستبين منها منهجهم في التفكير عند النظر في الظواهر والأسباب المتعلقة بكل شئون الحياة والتي لا تستند إلى أدلة منطقية ودلائل مادية.
 
ولا يخفى عن القارئ أن هذا المنهج الذهبي في تفسير الظواهر والبحث في العلل والأسباب ما زال سانتا بين قطاعات واسعة من الناس رغم التقدم العلمي الهائل، ودحض معظم الخرافات الطبية والفلكية التي نقلت سائدة على مدى قرون مضت، إذ آن عديدا من الناس يظنون في علاقة البروج السماوية بحظوظهم وأقدارهم، كما يأتون بالعرافين والمنجمين عند مطلع كل عام ليثبتوا بما سيكون عليه حالهم خلال عام مقبل.
 
وقد قامت الباحثة نهى عبد الرازق الحفناوي بتحقيق كتاب الخياط حيث عثرت عليه صدفة في مكتبة البلدية بالإسكندرية، والملاحظ أن الكتاب رغم طرافته يشير إلى ما كانت عليه الحضارة العربية الإسلامية من رحابة فكر وتسامح ديني، وقبول الاختلاف، بعيدا عن التعصب وضيق الأفق.
 
فالخياط هو تلميذ المنجم اليهودي الأشهر في زمانه ماشاء الله بن أثرى، والذي كان له دورا مهما في التنجيم خلال الدولة العباسية، وفي النهاية الكتاب يلفت النظر إلى مدى تداول المعرفة في العالم القديم ، وخلال الدولة العربية الإسلامية حيث كانت تنتقل المعرفة من مكان إلى آخر، دون قيود دينية أو قومية أو عرقية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة