فى الفترة ما قبل 2011 كانت هناك أعمال سينمائية، صورت المجتمع المصرى، فى صورة البؤس والعيش مع الأموات فى المقابر، وفى عشوائيات غير أدمية، إلى جانب أن كل من ارتدى عباءة المعارضة، كان لا بد له من زيارة إحدى المناطق العشوائية سواء الدويقة أو إسطبل عنبر، مصطحبا معه بعض مراسلى ومصورى الصحف الأجنبية، ومن هناك يلقى خطبة عصماء، عن الفقر والبؤس، ويكيل الاتهامات للدولة التى تركت مواطنيها يغرقون فى هذا البؤس.
واندلعت 25 يناير 2011 إثر وعى زائف إلى حد كبير، واختطفت كيانات إرهابية، الوطن وسارت به فى دروب الانهيار، والعودة به إلى عصور الظلام والتخلف، وكان 30 يونيو 2013 اليوم الناصع فى تاريخ مصر عبر عصوره المختلفة، القديمة والحديثة والمعاصرة، والتى أعاد المصريون بلادهم المختطفة، ثم كان العام الفارق والتحول التاريخى، لمصر 2014 بوصول الرئيس عبدالفتاح السيسى لسدة الحكم.
2014 تاريخ إعادة وجه مصر الحضارى، والقضاء على كل الأمراض والأورام المزمنة التى شلت حركة تقدم البلاد، وتخلفها عن ركب التقدم، لتنتقل مصر إلى الجمهورية الجديدة، العفية والقادرة والمتقدمة والمتطورة والمزدهرة.
وكان أول الأورام الموجعة المطلوب إزالتها بشكل عاجل، العشوائيات والمناطق غير الآمنة، وإنقاذ الآلاف من البؤس والعوز، والإقامة غير الآدمية، ونقلهم إلى مناطق عصرية متطورة شبيهة بإقامة الأغنياء فى «الكمبوندات»، ونجحت الدولة المصرية فى إدارة هذا الملف الإنسانى رفيع المقام، وقضت على العشوائيات.
ثم فوجئنا خلال الأيام القليلة الماضية، بمحاولة ساذجة وبائسة، لتقديم نموذج من نماذج الفن الردىء يُظهر أن المجتمع الريفى، يعيش فى وضع اجتماعى صعب، ولاقى هذا العمل البائس اعتراضا كبيرا من المصريين بمختلف طبقاتهم وانتماءاتهم، وهنا يقفز السؤال الجوهرى، هل هناك شك بأن الدولة، وفى عهد النظام الحالى، كانت تعلم بوضع القرى والنجوع والتوابع، السيئة، لذلك دشنت مشروع القرن الـ21 «حياة كريمة» لتطوير 4741 قرية، و30888 كفرا ونجعا وتحسين جودة معيشة ما يقرب من 55 مليونا؟!
تدشين مشروع حياة كريمة، هو «جوهرة الجمهورية الجديدة» وهدفه تحسين جودة حياة ما يربو عن 55 مليون مصرى، وهو المشروع الأهم والأكبر فى العالم، وينتهى العمل منه فى ثلاث سنوات فقط، وهى فترة زمنية مذهلة، يؤكد ذلك حجم الأعمال ومواصلة الليل بالنهار، وأن هناك خلايا نحل وجنود معلومين يعملون بقوة فى صمت ودون ضجيج وبعيدا عن الأضواء.
إذن النظام الحالى، كان يدرك أن يد التطوير لم تمتد إلى القرى والنجوع طوال قرون وليس عقود، ومع التراكمات ومرور الزمن، الحالة العشوائية كانت تتمدد وتنتشر حتى وصلت إلى ما وصلت إليه حاليا، لذلك قرر النظام أن يمد يد التطوير وتحسين جودة المعيشة لأكثر من نصف سكان مصر، وبشكل عاجل، رغم أن النظام الحالى، ليس له يد من قريب أو بعيد فيما آلت إليه البلاد من إهمال وتراجع.
وبالعودة للتاريخ بمراحله المختلفة، وحتى قبل 30 يونيو 2013 كانت مشكلة مصر الحقيقية، أن أصحاب القرار فيها كانوا يخشون من اتخاذ القرارات الكبيرة، ويفرون من المواجهات الصعبة، ونقولها بكل تجرد ووضوح، إن الوحيد الذى اتخذ القرارات الكبيرة والصعبة، وقرر مواجهة كل الصعاب، هو الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو ما ستسجله صفحات التاريخ بكل تجرد.
مشروع حياة كريمة، سيقضى على وجع وآلام القاطنين بالقرى والنجوع، مثلما قضت الدولة على العشوائيات والمناطق غير الآمنة، وأن يد التطوير طالت كل شىء فى مصر، ونختتم بالسؤال، هل يتجرد المتاجرون بآلام الناس، من نواياهم السيئة ويُعلون من شأن فضيلة الحق؟ بالتأكيد أن حال القرى كان غارقا فى بحر البؤس، فأبحرت سفينة «حياة كريمة» لإنقاذه وتطويره وتحسين جودة معيشة سكانه!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة