قال الناقد العراقي، عبد الوهاب عبد الرحمن، إن العنوان الشعري في ديوان الشاعر كريم عبد السلام "محاولة لإنقاذ جيفارا" مدهش، مضيفا: "كأنها دعوة للإنسانية لإنقاذ رموزها".
وأضاف الناقد، خلال مشاركته في ندوة مناقشة ديوان الشاعر كريم عبد السلام بحزب التجمع، أن نصوص الديوان تتماهى مع قضايا عصرنا "قدمها بصورة تبدو بسيطة، وإذا أردنا تصنيف النصوص فهي أقرب إلى الإبداعية والسرد المتقطع".
وتابع: "يتضمن الديوان لمحات أسطورية وتراثية، مثلما يستفيد من قصة الطوفان، ويجيد توظيفها في الديوان، إذ يستوحي الأسطورة بروح معاصرة، بلغة بعيدة عن التقريرية تطرح أسئلة تعيد تشكيل العالم".
وقال الكاتب الصحفى والروائى أحمد إبراهيم الشريف، إن الديوان أكثر من محاولة ليست لإنقاذ جيفارا فقط، ولكنها لإنقاذ الإنسان نفسه، الذي صار واقعا بين عدد من الثنائيات المتناقضة، التي تحصر الإنسان وتعصره بين دفتيها.
وأضاف: "هنا وجب القول إن قصيدة النثر في مجملها، من وجهة نظري، يتأتى جمالها إما من صناعة دهشة لغوية أو إيقاعية أو من الرؤية الخاصة جدا، وديوان محاولة لإنقاذ جيفارا مع أنه لم يعدم النوع الأول وهو إيجاد الدهشة، إلا أن هناك غلبة للنوع الثاني من الجماليات وهو الرؤية، فالذي يحرص كريم عبد السلام في الديوان هو بث رؤيته الفنية المغايرة".
وقال الشاعر محمد السيد إسماعيل: "على مدى أكثر من ديوان ينطلق كريم عبد السلام من رؤية للعالم يكتب عبرها دواوينه، ويغلب على لغة الديوان مستوى التواصل المرتفع مع العالم".
وأضاف: "الخيال في الديوان فانتازي مفزع، حيث يتحول الأطفال من أصحاب وجوه الملائكية إلى قتلة"، مضيفا:" كل التحولات التي تحدث في الواقع، لايملك الشاعر غير التساؤل حولها".
وتابع: "الصوت في القصيدة، ينقسم إلى صوتين، الأول واهن يدعو للحياة، والآخر قوي ومحذر من الحياة".
وديوان "محاولة لإنقاذ جيفارا" صادر عن الهيئة العامة للكتاب، وهو الديوان الخامس عشر فى مسيرة الشاعر كريم عبد السلام، وهى مسيرة حافلة فى قصيدة النثر، حيث استطاع الشاعر أن يشق طريقا خاصا، يجمع بين السرد والالتقاطات العميقة والصور الشعرية الأخاذة، مع وعى حاد بالجماعة الإنسانية التى ينتمى إليها الشاعر، حيث الاهتمام الجمالى بالقصيدة لا ينفصل عن الاهتمام بمصير الإنسان الوجودى وأسئلته الجوهرية.
ويشتمل الديوان على عشر قصائد، تقترب من مأزق الإنسان الذى يحيا فى عالم وحشى، كما تتضح فيها الشعور بالاغتراب من خلال أجواء فانتازية وكابوسية فى ظاهرها، لكن القارئ المتعمق يكتشف أنها تعبر عن جوهر الواقع البعيد كل البعد عن القيم الإنسانية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة