تعد "الآباء والبنون" هى باكورة أعمال الكاتب اللبنانى الراحل ميخائيل نعيمة المسرحية، وقد اقتطعها من صميم حياة الشرق، إذ تتضمن عرضًا رائعًا وتحليلاً دقيقًا للمشكلات القائمة بين قديم الأجيال وجديدها، وذلك فى حوار ممتع يجمع بين الجد والهزل ويملك على القارىء لبه.
ظهرت الطبعة الأولى من المسرحية فى نيويورك سنة 1917، وما لبثت أن نفذت وقد وصل عدد طبعاتها إلى ثلاثة عشر كانت الأخيرة منها لدار نوفل اللبنانية.
وولد ميخائيل نعيمة عام 1889 أى أنه كان في الثامنة والعشرين لدى صدور مسرحيته الأولى قبل أن تتابع أعمله القصصية والروائية والفكرية، ويعتبر ميخائيل نعيمة واحدًا من الجيل الذى قاد النهضة الفكرية والثقافية في لبنان وأحدث اليقظة في الأدب وقاد إلى التجديد.
وقد أفردت له المكتبة العربية مكانة كبيرة لما كتبه وما كتب حوله، فهو مفكر وشاعر وقاص ومسرحى وناقد وكاتب مقال ومتأمِل في الحياة والنفس الإنسانية، وقد ترك خلفه آثارًا بالعربية والإنجليزية، وهى كتابات تشهد له بالامتياز وتحفظ له المنزلة السامية فى عالم الفكر والأدب محليًا وعالميا.
وبعد أن كتب نعيمه مسرحية "الآباء والبنون" سنة 1917 ظل بعدها مشغولا عن المسرح بأعمال أخرة فقد تلت مسرحيته الأولى مسرحية " أيّوب " في العام 1967.
وقد أصدر نعيمة مجموعة شعرية وحيدة هي "همس الجفون"، وتحتوى على قصائد منظومة باللغة العربيّة وأخرى معربة، كان الشّاعر قد نظمها باللغة الإنجليزية، وقد صدرت المجموعة عام 1945 في بيروت.
وله من الروايات: لقاء عام 1948، كتاب مرداد: رواية فلسفيّة رمزيّة عام 1948، مذكرات الأرقش عام 1949، اليوم الأخير عام 1963، يا ابن آدم (حوارية) عام 1969.
أما على مستوى المجموعات فقد نشر نعيمة مجموعته القصصية الأولى سنة 1937 بعنوان "كان ما كان"، وفي عام 1956 نشر مجموعته القصصية الثّانية "أكابر"، ثمّ المجموعة الثالثة "أبو بطة" في عام 1958، و"هوامش" فى عام 1965.