تمر اليوم ذكرى، اغتيل الخليفة عبد الله العادل على يد شقيقه، فى يوم 4 من أكتوبر من عام 1227 ميلادية بما يعيد لنا قصة هابيل وقابيل التى وردت فى الكتب القديمة والمقدسة، وهذه المرة كان الصراع على "السلطة"، والقارئ للتاريخ يعرف أن دولا مثل "الحلافة العباسية، والدولة الحمدانية فى الشام، والخلافة العثمانية" من أكثر الدول الإسلامية التى شهدت اقتتال الأخوة والأبناء من أجل كرسى الحكم، حيث صار الدم ماء كما يقولون.
أبى جعفر المنصور وعمه عبدالله بن على
وتشير أغلب المصادر التاريخية إلى أنه بعد موت الخليفة العباسى السفاح وتولى الخلافة أبى جعفر المنصور دعا العم عبد الله بن على لمبايعته هو بدلاً من المنصور ابن أخيه فقتله المنصور ثم خرج عليه أبو مسلم الخراسانى فقتله، وتذهب الروايات التاريخية أيضا إلى الصراع العنيف الذى وقع بين الخيرزان والبرامكة وكتلتهم وبين الكتلة العسكرية التى أيدت الهادى أو بقيت مخلصة للدولة، حيث قام هارون الرشيد بقتل البرامكة بعد محاولتهم إبداء الفتنة.
الهادى وهارون الرشيد
وبحسب كتاب "الجيش والسياسة فى العصر الأموى ومطلع العصر العباسى 41 هـ 661 م - 334 هـ" للدكتور فاروق عمر فوزى، فإنه فى الفترة الأخيرة من حكم الهادى، زاد الصراع بين الكتلة العسكرية التى تؤيد الخليفة الهادى وتحبذ خطواته فى نقل ولاية العهد من أخيه هارون إلى ابنه جعفر بن موسى الهادى، وبين كتلة الرشيد وعلى رأسها البرامكة والخيرزان، وهو ما يشير بأصابع الاتهام الى الخليفة هارون الرشيد فى قتل أخيه من أجل الحكم.
المأمون والأمين
والدولة العباسية شهدت أيضا نزاعا بين الشقيقين الأمين والمأمون على خلافة العرش العباسى، فوالدهما، هارون الرشيد، كان قد اختاره الأمين كأول خليفة له، لكنه أيضاً اختار المأمون كخليفة ثانى ومنحه خراسان كإقطاعية، بينما ابنه الثالث، القاسم، خليفة ثالث، وبعد وفاة هارون الرشيد عام 809، خلفه الأمين فى بغداد. بتشجيع من بلاط الخلافة فى بغداد،و بدأ الأمين يحاول أن يعلن الحكم الذاتى فى خراسان؛ وسرعان ما غاب القاسم عن المشهد، رداً على ذلك، طلب المأمون الدعم من سادة المقاطعات فى خراسان، وقام بتحركات للتأكيد على الحكم الذاتى لخراسان. بزيادة الفجوة بين الشقيقين، أعلن الأمين ابنه موسى ولياً للعهد، وحشد جيشا كبيرا، وتحركت قوات الأمين نحو خراسان، لكنه طاهر بن الحسين قائد قوات المأمون تمكن من هزيمتهم فى معركة الرى، ثم غزا العراق وحاصر بغداد نفسها، وسقطت المدينة بعد عام، وأُعدم الأمين، وأصبح المأمون خليفة، لكنه ظل يحكم من خراسان وليس من بغداد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة