ما زلت أرى أن لقاحات كورونا هامة للغاية وضرورية لتحقيق المناعة المجتمعية في مواجهة الفيروس المستجد، بالإضافة إلى دورها الفاعل في تخفيف حدة الإصابات والأعراض، والتقليل من دخول المستشفيات، والاحتياج إلى أجهزة التنفس الصناعي وأسرة الرعاية المركزة، لذلك يجب أن يكون التطعيم أولوية لدى الجميع، حتى نتمكن من عبور هذه المرحلة، وتجاوز فكرة موجات الإصابة الكمية، التي تحل علينا بين الحين والآخر.
مؤخراً تسير التطعيمات بصورة أسرع، بعدما تم تسهيل إجراءات التسجيل بالإضافة إلى القوافل المتنقلة، التي تجوب محافظات الجمهورية، ويمكن من خلالها الحصول على اللقاح في أسرع وقت، بمشاركة مراكز الشباب والرياضة المنتشرة في مختلف القرى، فلم يعد الأمر كما كان في الماضي، بعد انتهاء قوائم الانتظار التي كانت تستمر لأشهر طويلة.
كل ما ذكرته في السطور السابقة يؤكد أن الجهود مخلصة والنوايا طيبة، نحو مواجهة حقيقية وفعالة لحماية المصريين من تأثيرات كورونا، إلا أننى فوجئت يوم السبت الماضي برسالة من وزارة الصحة عبر هاتفي المحمول تخبرني بضرورة التوجه إلى محافظة المنيا للحصول على جرعة لقاح كورونا، من الساعة التاسعة صباحاً، حتى الثالثة ظهراً، ثم فوجئت بعدها بعدة ساعات برسالة أخرى تفيد بأنه تم إلغاء الجرعة بناء على طلبى!
الحقيقة المؤكدة، أنى حصلت على جرعتين من لقاح كورونا، الأولى كانت في شهر إبريل 2021، والثانية كانت في يوليو 2021، واستلمت بطاقة من وزارة الصحة تؤكد ذلك، فلم أعد في حاجة إلى الذهاب لمحافظة المنيا ولا غيرها، إلا أن الموضوع لم يتوقف عند هذا الحد، حتى جاءتني رسالة الساعة الواحدة صباح أمس الأحد، تفيد بضرورة التوجه إلى وحدة مكتب صحة المعادي – تطعيم مسافرين – يوم 11 أكتوبر 2021، لأحصل على جرعة اللقاح، بناء على طلبى!
وارد جداً أن تكون هناك أخطاء في السيستم الخاص بتلقي رسائل لقاحات كورونا، وما حدث معي ليس حالة عامة، ولكنها استثناء، إلا أن الأمر لا يمكن أن يعبر ويمر مرور الكرام، فيجب أن تكون هناك مراجعة دقيقة لكل الرسائل التي تصل للمواطنين، لأن ما ذكرته في السطور السابقة يؤكد أن السيستم ليس بخير، وعلى الرغم من تلقى جرعتين من اللقاح، ما زلت لدى وزارة الصحة لم أحصل عليه حتى الآن، وهذا موضوع يحتاج إلى تفسير ورد من الوزارة، خاصة أن الحالة تكررت مع زميلي وليد عبد السلام، المسئول عن تغطية ملف وزارة الصحة في "اليوم السابع"، فقد جاءته رسائل تدعوه لتلقى اللقاح في مدينة أبو كبير بالشرقية، مع العلم أنه حصل معى في نفس اليوم على جرعته الثانية من اللقاح!
أتمنى أن يتم مراجعة الرسائل التي يتم توجيهها للمواطنين لتلقى اللقاح، حتى نضمن أن خطة التلقيح تسير بالطريقة الصحيحة، ونخرج بأرقام دقيقة، ترصد من تلقوا التطعيم بالفعل، وقوائم الانتظار، ومن لم يسجلوا بعد، حتى نقدم معالجة حقيقية وأرقام واقعية، وإن كانت هناك أخطاء أو مشكلات في السيستم يجب أن نعترف بها، حتى نتجاوزها ونتغلب عليها.