تعددت قصص السيدات والفتيات المكافحات فى سبيل تحقيق أهدافهن، ومن بينهن سيدة بدأت العمل فى سن الـ11 من عمرها، والدها كان فلاحا بسيطا وطول رحلة الكفاح التى استمرت 32 سنة، عملت بكافة المهن سواء عاملة بالزراعة، وعاملة فى مهنة البناء، وتباعه على سيارة، وتعلمت القيادة، لتتحول لصاحبة سيارة تقودها، وتعزف عن الزواج، وكللت مسيرتها بتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى لها.
عرضت صورتها بالمؤتمر الأول لحياة كريمة، وكرمها اللواء جمال نورالدين، محافظ كفر الشيخ، ضمن اهتمامات الدولة بالمكافحات، إنها فايزة عبده حسن حلوسة.
فايزة عبده حسن حلوسة 43 عاما، سائقة سيارة جامبو، من قرية القصابى التابعة لمركز سيدى سالم بكفر الشيخ، نشأت فى أسرة فقيرة مكونة من 9 أفراد الأب والأم و6 بنات وولد واحد، تحملت المسئولية وخرجت للعمل وعمرها 11 عام عندما كان والدها رحمه الله على قيد الحياة، وأصبحت حياة الأسرة بدون عائل فبدأت البنات الـ 6 التفكير فى عمل لهن ومعهن شقيقهن.
محافظ كفر الشيخ يكرم فايزة حلوسه
قالت فايزة حلوسة، إنها فخورة بنفسها لسببين، الأول لتكريمها من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، عندما تم عرض صورتها فى المؤتمر الأول مبادرة حياة كريمة، والثانى لتكريم جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ لها، مؤكدة أنها خرجت للعمل لدى أصحاب الأراضي، ولأن العمل فى الأراضى ليس يوميا، اضطرت وهى فى سن11 عام ، وكذلك شقيقتها الكبرى "فكيهة" الخروج للعمل، فعملت فى مهن متعددة منها، عاملة يومية فى الزراعات لجنى القطن وشتل الأرز، وفى مصنع للطوب، حيث تنقل الطوب فوق رأسها وتُحمله على السيارات، وفى المعمار تحمل مونة الأسمنت وتصعد بها السقالات، كما عملت كمساعدة فى بناء المنازل، وبدأت شقيقتها "فكيهة" تعمل كرئيسة أنفار فى المعمار، وبدأت أعمال شقيقتها تتوسع حتى عملت فى صب خرسانات الضغط العالي.
لحظة تفكير وتأمل
وأضافت فايزة أنها لم تجلس مثل غيرها من الفتيات والبنات فى قريتها، بل تنقلت من محافظة لأخرى للعمل فى صب خرسانات الضغط العالي، فعملت فى محافظة جنوب سيناء لمدة عامين فى نويبع وطابا، كما عملت فى محافظتى بنى سويف وقنا فى شركات الكهرباء، ثم توجهت للعمل بالقاهرة.
جانب من تكريم المحافظ لفايزة حلوسه
وأكدت فايزة أنها تعرضت لمواقف متعددة تعلمت منها الكثير، حيث سخر منها أحد الأشخاص لعدم معرفتها القراءة والكتابة، فأصرت على التعليم، وحصلت على شهادة محو الأمية، ثم توجهت بعدها للعمل بأحد مصانع الطوب بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي، ووادى النطرون، وكانت تحمل الطوب على رأسها، وهناك تعرفت على "عبد الناصر"، فعملت عنده "تباعة" على سيارته، وتعلمت قيادة السيارات، فكانت تقود السيارات الجامبو فى مصنع الطوب، وكانت تنتقل بين قرى محافظة البحيرة وعدد من أحياء الإسكندرية.
شهادة تقدير لفايزة حلوسه
وتابعت فايزة أنها قررت استخراج رخصة قيادة، فتوجهت لمرور كفر الشيخ، ولأنها تجيد القيادة حصلت على الرخصة من أول مرة بعد أن اجتازت اختبارات القيادة على سيارة ربع نقل، وبعدها بدأت تعمل على سيارات بعض الأهالى بوادى النطرون، وتنتقل بين القرى، وبعدها وفرت شقيقتها الكبرى لها سيارة نصف نقل تمكنت من شرائها بالتقسيط، وظلت تقود الجرارات والسيارات لمدة 12 عاماً، واستبدلت رخصة الدرجة الثالثة بالدرجة الثانية بعد 3 سنوات من استخراج الرخصة الثالثة.
فايزة حلوسة اثناء قيادتهخا للسيارة
وأضافت فايزة أنها تواظب على عملها بوادى النطرون ومصانع الطوب بطريق مصر الإسكندرية الصحراوي، فتتوجه إلى هناك يوم السبت من كل أسبوع، وتعود لقريتها الأربعاء، وأحياناً تستمر فى عملها هناك لمدة شهر أو أقل، ولا تعود لأسرتها بالقرية إلا بعد الانتهاء من عملها، مؤكدة أنها تجيد تصليح السيارة إذا تعطلت وتعرف كل أجزائها.
فايزة حلوسة في بداية عملها كسائقة
وأكدت فايزة أن عملها يبدأ من الساعة 3 فجرًا وتستمر فى عملها للساعة الرابعة عصرًا، وتنقل الطوب لقرى البحيرة، وشمال التحرير والعامرية والإسكندرية ومدينة السادات، مضيفة أنها ترى علامات الاستغراب على وجوه الأهالي، ومنهم من يقول: "انتى سايبة نفسك كده ليه وتبهدلى نفسك فى الشغل"، قائلة: "لو سمعت كلام الناس مش هاكل عيش، احنا على الله، وكل حياتنا شغلنا فقط"، فقد سمعت كلام كثير وتهكمات ولكنها لا تعبأ بهؤلاء، وأحيانا تصمت وأحيانا ترد على سخريتهم، متمنية من يسخر منها أن يفعل مثلها ويجتهد وينجح فى عمله.
فايزة حلوسه سعيده بتكريمها