كل عام و مصر أبية شامخة مرفوعة الرأس، تطال هامتها عنان السماء رغم أية محن أو ملمات .
و في حين يحتفل المصريون بذكري نصر أكتوبر العظيم الذي كان و مازال الدلالة القاطعة التي لا يجانبها أي شك أن مصر هي مصر التي سطرت أول السطور بتاريخ الأمم و وضعت حجر الأساس لحضارات الشعوب و كانت و ستظل محتفظة بهويتها وهيبتها التي يخشاها القاصي و الداني مهما بلغت درجة قوته و ثرائه وسطوته .
ولكن :
منذ هذا التاريخ العظيم الذي لن تنساه الدنيا، والذي قهر فيه الذكاء والحنكة المصرية أباطرة الأرض وترسانات أسلحتها المتطورة وموانعها الحصينة التي لا تقهر كما كانوا يزعمون.
لم تشهد مصر حدثاً جلل و لا إنجاز كبير و لا نقلة حضارية، إذ كنا نكتر ذكريات الأمجاد و نحتفل بها عاماً بعد الآخر دون أن نخطو للأمام خطوات تليق و ما كان مفترض، و ظل الحال علي ما هو عليه أربعون عاماً، وكي أكون منصفة، يا ليته قد بقي علي ما كان عليه، لكنه أخذ بالتراجع التدريجي الذي نال من كل شئ ، ليصيب التعليم و الأخلاق و الدين بمقتل، إلي أن :
وهبنا الله قائدا جديداً ليخرجنا من دوامة التراجع والبكاء علي أطلال الماضي السعيد، فيسطر تاريخاً جديداً من الانتصارات العظيمة بعيداً عن الحروب المباشرة التي مضي عهدها فقد قرر خوض معركة أكثر قسوة وأشد تأثيرا.
"معركة بناء مصر الحديثة" :
تلك التي تجمدت مدة عقود، إلي أن اختار لنا الله من وهبه شجاعة النفس و إيمان القلب ليخرج بنا من حلق الضيق لأوسع الطريق،
و "في غضون سنوات قليلة" :
تحول العمل بأرجاء مصر كلها ما نعلم منها و ما لم نكن نعلم إلي خلية نحل لا تتوقف عن الإنجاز بشتي المناحي ومختلف الملفات، من بنية تحتية و أخري فوقية لقضاء علي ما كان يسمي بالعشوائيات، للصحة و التعليم و القضاء و المرأة و السجون و المهمشين و أطفال الشوارع ' لكرامة المواطن المصري، للقضاء علي الإرهاب و قطع ذيوله للبناء الذي لا يتوقف بكل شبر من أرض مصر
فحقاً، نحن نشهد معدلات مختلفة شكلاً وموضوعاً لأداء الأشياء بشكل عام غير معتاد، وتوقيتات شديدة التكثيف وفقاً لخطة أعتقد أن هدفها الأوحد هو سباق الزمن لتعويض ما فات من أوقات ضائعة مهدرة نتاجاً لهمم عليلة و ضمائر ميتة .
وما زالت الإنجازات تفوق كافة التوقعات
نهاية :
فلنحتفل الآن بذكري نصر أكتوبر المجيد و نحن نفخر و نسعد بانتصارات تلاحقها انتصارات لا تقل بأهميتها عن انتصارنا بحرب التحرير، و انطلاق بلادنا بسرعة فائقة لتحتل مكانتها الطبيعية تعويضاً لسنوات الركود و التأخر والتراجع .
و كل عام و مصر منتصرة قوية تحتفل بانتصارات الماضي و انتصارات الحاضر .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة