عادل السنهورى

هل يتم تكريم ماجدة صالح في الاحتفال بعيد انشاء الأوبرا...؟

السبت، 09 أكتوبر 2021 04:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرة واحدة التقيت فيها بالفنانة والمديرة الدكتورة ماجدة صالح عام 88 تقريبا لاجراء حوار صحفى معها بعد قرار وزير الثقافة وقتها الفنان فاروق حسني قرارا بإدارتها الأوبرا الجديدة وهى تحت الإنشاء فى ديسمبر87. ذهبت اليها في موقع العمل الذي كان يبدو كخلية عمل لا تهدأ وسط الركام والرمل والزلط والأسمنت والحديد المسلح ومئات العمال في الموقع وضجيج آلات ومعدات البناء .
 
لم يكن لها مكتب كانت تتحرك في كل مكان كالفراشة ترتدى الجينز والأفرول وواقي الراس مثلها مثل العمال في الموقع.. ثم تستريح قليلا في مكتب عبارة عن كشك من الخشب.. هذا هو مكتب المديرة...أول مديرة لدار الأوبرا الجديدة التي تقرر انشاءها في أرض المعارض القديمة بالجزيرة.
 
من داخل الكشك أدارت ماجدة صالح خطة البناء التي أوش على الانتهاء وتنشغل بخطة الافتتاح بعد10شهور بالضبط. مكتبها أو الكشك التي كانت تجلس فيه لم يكن يضم سوى سكرتيرتها وعبد الله العيوطي المدير الفني للأوبرا القديمة التي احترقت عام 71 حيث يعاونها 3أفراد فقط، سكرتيرة وعبدالله العيوطى المدير الفنى للأوبرا القديمة، والسيدة عايدة حسين للإعلام والعلاقات...ثلاثة أفراد فقط، فلم يكن للأوبرا هيكل اداري ولا ميزانية، فتحركت الباليرينا وأشهر راقصة بالية مصرية على مر التاريخ واستغلت علاقاتها الدولية لدعم ميزانية الأوبرا الجديدة.
 
بفرحة وسعادة لا توصف دعت بنفسها السيدة سوزان مبارك لزيارة الاوبرا قبل الافتتاح، وربما يكون خطأها، وتسببت جرأتها في الذهاب مباشرة الى سوزان مبارك الى غضب فاروق حسني –حسب بعض الروايات- فقد تغيرت معاملته لها وفجأة قام بتعيين الدكتورة رتيبة الحفني كمديرة للاوبرا وبقت ماجدة صالح في منصب مديرة فنية.
 
المفاجأة التي قد لا يعرفها كثيرون أنها لم تدع لحفل الافتتاح بصفتها الرسمية. والمحزن انها حضرت ضمن الوفد الياباني وبدعوة من سفير اليابان تقديرا لما قامت به من أجل انشاء الأوبرا بالمعونة اليابانية.
 
وفى زيارة أخيرة وخلال حضور أحد العروض بالمسرح الكببير بالاوبرا وخلال الاستراحة صعدت لزيارة متحف الاوبرا..لم أجد أي ذكر أو صورة للدكتور ماجدة صالح..ولم إجابة على ذلك.
 
الدكتورة ماجدة صالح هي ولدت لاب صري وأم اسكتلندية ووالدها الدكتور عبد الغفار صالح أكاديمي متميز، ومن رواد التعليم الزراعي في مصر. تقلد العديد من الوظائف الجامعية، وفي النهاية كان نائب رئيس الجامعة الأمريكية في القاهرة من سنة 1965م إلى سنة 1974م، وكانت ماجدة الابنة الثانية من أربعة أطفال.
 
مع تأسيس معهد الباليه في مصر عام 1958م بقرار من وزير الثقافة الراحل الدكتور ثروت عكاشة، بدأ يتردد على المعهد راقصو باليه من البولشوي الروسي لتعليم الراقصات المصريات الباليه، وبعدها أصبح هناك أستاذة دائمون في المعهد من روسيا .
 
بعد ما بدأت ماجدة صالح دراستها في معهد الكونسرفتوار في إسكندرية، أكملت تعلميها في المعهد العالي للباليه في مصر، وبمجرد وصولها للمعهد حصلت مع 4 طالبات أخريات على منحة للدراسة في أكاديمية بولشوي للباليه في موسكو، وتخرجت الطالبات الخمسة من الأكاديمية سنة 1965م، وبعدها بدأت ماجدة صالح احتراف الباليه.
 
اللحظة الأكثر تشويقًا كانت سنة 1966م، عندما كان من المفترض تقديم أول عرض باليه مصري بالكامل والذي كان يحمل اسم "نافورة بختشي سراي"، والمقرر عرضه في دار الاوپرا المصرية بالقاهرة. حضر العرض الزعيم جمال عبد الناصر وكبار رجال الدولة في ذلك الوقت، وتم منح الراقصات وسام الاستحقاق من الدولة، وهذا في حد ذاته اعتراف بفنهم ووجودهم.
 
شاركت ماجدة صالح في فيلم ابنتي العزيزة عام 1971م، بطولة رشدي أباظة ونجاة الصغيرة وعمر خورشيد. وفي 2016م، شاركت في فيلم بعنوان هامش في تاريخ الباليه، وهو فيلم يتناول قصة نشأة فن الباليه في مصر أثناء الستينات، من خلال شهادات رواد فن الباليه المصري وبداية المعهد العالي للباليه تحت إشراف المدرسين الروس والدراسة بالخارج وتأسيس فرقة الباليه المصرية وعروضها مرورًا بحريق دار الأوبرا الخديوية ورحيل بعض نجوم الباليه للخارج. وشاركت فيه بشخصيتها الحقيقية كراوية لتاريخ الباليه في مصر.
 
اعتزلت رقص الباليه عام 71 عقب احتراق الأوبرا ومع تبدل السياسات وتغير الوجه من الاتحاد السوفيتي الى الولايات المتحدة 
وهي متزوجة من الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار المصري السابق وتعيش في الولايات المتحدة الأميركية. وفى أخر زيارة لها لمصر في نوفمبر عام 2019 التقتها وزيرة الثقافة الدكتورة ايناس عبد الدايم.
 
انها فرصة لتكريم الدكتورة ماجدة صالح والأوبرا المصرية تحتفل غدا بالعيد 33 على انشاءها. وأظن أنها تستحق تكريم يليق بأول رئيسة للأوبرا، وأول عميدة للباليه من أبناء المعهد. والحاصلة على وسام الاستحقاق من الرئيس عبد الناصر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة