الزمالك والأهلي على موعد جديد فى مواجهة قوية بالجولة الثالثة لمسابقة الدوري المصري، ولكن بمذاق خاص لما تشهده المباراة من عودة الجماهير للمدرجات لأول مرة منذ سنوات، ويأمل قطبى الكرة المصرية فى حصد نقاط المباراة لمواصلة المشوار نحو التتويج بمسابقة الدوري، ولكن هل من الممكن استغلال قمة الزمالك والأهلي لنبذ التعصب الكروى بين جماهير القطبين؟.. وكيف يستغل لاعبو القطبين الفرصة لنبذ التعصب؟.. وما هو دور الإعلام في ذلك؟.
بعد أن حقق قطبى الكرة المصرية العلامة الكاملة فى أول جولتين لبطولة الدوري المصري يسعى كل فريق لحصد نقاط المباراة للاستمرار على قمة جدول مسابقة الدوري، وهذا ما يجعل الجماهير المصرية على موعد من الإثارة في هذا المباراة، وأن هذا الصرع سيكون في صالح الكرة المصرية وينصب في النهاية على منتخب مصر.
والبداية فى أن نعترف بأن جماهير الكرة أصبحت تعانى من أزمات غير مسبوقة تجاه بعضها البعض، فالتشجيع بينها لم يعد قاصرا على استخدام مفردات بث الحماس للاعبين، بل أصبح السباب وتبادل الاتهامات والعنف هو السمة الغالبة على بعض المشجعين، لذلك يجب أن نعود لزمن الترابط بين الجميع وأن يكون التنافس الشريف هو السمة السائدة، وأن نعى أنها مجرد مباراة فى مشوار الدورى، وأنها فى النهاية منافسة رياضية ولابد أن يكون هناك فائز وآخر خاسر.
وهنا لابد على الإعلام أن يقوم بدوره الحقيقى فى توعية الجماهير، لأنه يقع عليه المسئولية الأكبر فى هذا الشأن، ولابد على القنوات الفضائية ألا تندرج خلف شائعات مواقع التواصل الاجتماعى والانسياق خلف ركوب التريند، وعدم إبراز الأشياء التى تستهدف زيادة التعصب بين جماهير القطبين، ويجب عليهم التركيز على تغليب الروح الرياضية بين الجميع على الساحة الكروية، كما يجب أن يعى مقدمو البرامج الرياضية أنهم قدوة للشباب، وأن مهمتهم حث الشباب على الأخلاق الرياضية والمنافسة الشريفة فى إطار الروح الرياضية السليمة.
وهذا ما يجعلنا نرى أنه لابد علينا جميعا إعلام وجماهير ومسئولى القطبين واللاعبين استغلال الفرصة لنبذ التعصب الكروى، بضرورة عدم الانسياق خلف ما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعى وأيضا عدم الانسياق خلف ركوب التريند، لأن هناك من يستغل هذه المنصات لزرع التعصب والفتنة بين جماهير الزمالك والأهلي لتحقيق أغراض شخصية بزعزعة الاستقرار فى المجتمع ككل، خصوصا أن كرة القدم هى اللعبة الشعبية الأولى فى مصر ومعظم المواطنين يعشقون كرة القدم ويشجعون الفريقين بجنون.
كما أتمنى أن يعلم لاعبو الزمالك والأهلي حجم القطبين عربيا وأفريقيًا وعالميا، وأنهم أصبحوا قدوة للشباب، لذلك لابد أن يكونوا على قدر كافٍ من المسئولية، وأن لا يخرج أحدهم عن النص، وأن يستغلوا الحضور الجماهيرى فى مباراة القمة لنبذ التعصب وتوجيه رسالة لجماهير القطبين أنها مجرد مباراة فى الدورى، وأنه لا بد أن يكون هناك فائز وخاسر وأننا كلنا مصريون، وأنها فى النهاية منافسة رياضية.
ولا بد على مسئولى الزمالك والأهلي أن يكونوا على قدر المسئولية وحث اللاعبين على عدم الانسياق خلف الفتن والظهور بشكل يتناسب مع الحدث الكروى الأهم في الدوري المصري، وأتمنى أن يظهر مسئولو القطبين في حالة احتفاء بالمدرجات ليثبتوا للجماهير أنه لا يوجد خلاف بين الناديين، وأن الاحترام هو الشيء المتبادل بينهم خلال هذه الفترة.
وختاما.. أتمنى أن يطرح قادة الرأى فى مصر وعقلاء المجتمع ورموزه مبادرة لنبذ التعصب لإنهاء حالة الاحتقان الكروى خاصة بين الزمالك والأهلي بشكل خاص وبين الأندية الشعبية بشكل عام، وأن يكون الجميع كل في موقعه، إعلام ومسئولو القطبين ولاعبون وجماهير على قدر كافٍ من المسئولية، ولابد أن يتقبل جماهير القطبين نتيجة المباراة، وعليهم أن يكونوا سعداء بلاعبى هذا الجيل لما يقدمونه من مباريات قوية واللعب بهذه الروح لإسعادهم، وأن يعلموا أن هناك سيدات محترمات وأطفال يشاهدون هذه المباراة، وفى النهاية ما هى إلا منافسة رياضية فقط، وأن لا يخرج الإطار عن المنافسة الشريفة وأن يكون الاحترام هو السمة المتبادلة بيننا جميعا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة