كانت تجربة ليس إلا.. هكذا أعتبر مباراة المنتخب الوطنى أمام أنجولا.. ولا يمكن أن أراها أو أصفها إلا هكذا حتى لا تسوء انطباعاتى عن منتخب بلادى ولا أريد أن يكون الأمر كذلك بالنسة للآخرين.
ما ظهر عليه المنتخب أمام أنجولا لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يكون هذا هو المستوى الحقيقى للفراعنة الذى نأمله وتوسمناه مع كيروش عند بداية توليه المهمة، بعدما قدم مردود طيب ونجح فى الفوز على ليبيا داخل وخارج الأرض ما جعله يدخل قلوب الجماهير المصرية من أول وهلة.. قبل أن يحقق تعادلا متأخرا 2-2 ضد أنجولا قلل نوعا ما من الرصيد الذى اكتسبه فى مستهل مشواره مع المنتخب.
القناعة الوحيدة التى يمكن أن تجعلنى مصدقا أن كيروش مع المنتخب هو كيروش بتاع ليبيا وليس كروش أنجولا.. أن يكون قد خاض لقاء الجولة الخامسة فى التصفيات بنية التجربة والتعرف أكثر على قدرات اللاعبين فى التنوع الوظيفى داخل الملعب من أجل أن يصل بإمكانيات اللاعبين أن يشاركوا فى أكثر من مركز تحسبا لاحتياجاته فى كل مباراة وفقا لأستراتيجته في قيادة الفراعنة..
حركة التنقلات فى المراكز التى أخضع لها كيروش المنتخب أمام أنجولا مثل إشراك عبد الله السعيد على الطرف الشمال، وكذلك تكليف أكرم توفيق باللعب كجناح متقدم عن مركزه كظهير جنب، فضلا عن الاعتماد على محمد شريف كجناح وهو الذى أصبح معتادا على اللعب كرأس حربة صريح، وتكيف على ذلك وتألق فى تسجيل الأهداف.. هذه التنقلات التى مؤكد أنها تجارب بالنسبة لكيروش لم يكتب لها النجاح بل كانت سببا فى الظهور بهذا الشكل غير اللائق أمام منتخب متوسط المستوى تعامل مع المباراة على أنها تشريفية، بدليل ما حدث بتكريم قائد الفريق وإعلان اعتزاله على هامش اللقاء، واستغلال مصر فى تلميع الحدث مثلما وصفه اللاعب المعتزل جالينو كوستا.
أيضا ملاحظة مهمة بنيتها من مباراة أنجولا على كيروش ويجب أن يتداركها بمساعدة الجهاز المعاون المصرى ألا وهى دراسة الخصم قبل مواجهته، لأن الواضح أن المنتخب لم يدرس أنجولا جيدا وبدا أنه تفاجأ بطريقة لعبه الضاغط من بداية المباراة والترهل فى التعامل معه، ما نتج عنه هدفا المبادرة ‘ للمنافس وقد يكون تفاجأ كيروش بطريقة لعب أنجولا سببا رئيسيا في فشل التجربة... هنا يكون الدرس درسين .
لكن فى النهاية تأهل المنتخب إلى الدور الأخير فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 الذى سيقام من مواجهة واحدة بنظام الذهاب والعودة.. وهذا هو الأهم فى طريق الحلم باللعب فى المونديال للمرة الثانية على التوالى.
لا نريد أن يقف الحكم على المنتخب مع كيروش عند نقطة مباراة أنجولا التى يكفى أن نقول عنها تجربة وعدت.. مقابل أن تكون مباراة الجابون الأخيرة فى تصفيات المجموعة يوم الأثنين مغايرة، ويستعيد المنتخب صورته الحلوة أمام الجماهير وعلينا أن نثق فى هذا وندعم لاعبينا حتى يثقوا فى أنفسهم ويصدقوا الحلم، ولا ينبغى أن نطعن اللاعبين بسهام انتقادات عنيفة.. إذ أظن أن يكون تغيير المراكز والتجارب أثرت على مستوياتهم بالسلب عكس مستواهم القوى المعروف عنهم.
ولنتفاءل بالعودة الحميدة للمنتخب فى ظل عامل مساعد يتمثل فى الوقت المتاح، الذى نشكر الظروف عليه ليستغله الجهاز الفنى فى إعادة المستوى المطلوب بعد زيادة الانسجام والتأقلم بين اللاعبين وكيروش على كافة المستويات الفنية وغيرها.
ولا ننسى أن كيروش لم يمر على تدريبه المنتخب سوى قرابة شهر خاض خلاله أربع مباريات، ثلاثة منها رسمية فاز فى اثنتين وتعادل واحدة وأخرى ودية انتصر فيها، ما يعنى أن المشوار ما زال فى بدايته ووارد أن يحدث فيه تقلبات تقويه أكثر ما تضعفه حتى يصل إلى بر الأمان والوصول إلى منصات التتويج.. قولوا يا رب.