أفنى عمره فى محراب العلم، سقط من فوق سارية العلم اثناء الاستعدادات لحفل الاستقبال للعام الدراسى، وتكسر قدمه، ليصر على ممارسة عمله على كرسى متحرك بدون إجازة، حتى توفى فى الطابور بعد شهر من الحادث بأزمة قلبية، وفك الجبس من عليه على طاولة الغسل، هو مدحت محمد عبدالله مدير مدرسة السلام الابتدائية رقم 2 بمنطقة الكيرهاوس فى مدينة العاشر من رمضان.
سيطرت حالة من الحزن على أهالى مدينة العاشر من رمضان، بسبب وفاة مدير مدرسة السلام الابتدائية رقم 2، المفاجأة بدون سابق وانذار، والذى أفنى حياته فى خدمتهم بالتربية والتعليم.
التقى "اليوم السابع" مع طلاب ومعلمين المدرسة، فى البداية قالت آمال صلاح أبو العز معلم خبير، أن مدير المدرسة حضر فى ساعة مبكرة للاطمئنان على النظافة لبدء اليوم الدارسى، شعر بالآلام فى الصدر أثناء الاستعدادات لطابور فسقط مغشيا عليه، وباستدعاء الطبيب تبين وفاته.
تكمل إحدى المدرسات، أن المدير يوم 5 أكتوبر، كان يعد حفل استقبال لطلاب الصف الاول، أثناء صعوده لتعليق العلم على السارى سقط من عليه ليتعرض لكسر مضاعف، وظل لمدة 40 يوما يمارس عمله على كرسى متحرك، رافضا الحصول على أجازه للراحة، ولفتت إلى أن قبل وفاته بيومين كنا نعد لاحتفال لبلوغ زملاء لسن المعاش، طلب مننا أن نجلس حوله حتى يرانا جمعيا.
وتكمل آمال أبو العز، أن منطقة الكيرهاوس من المناطق الشعبية، وبعض الطلاب ظروفهم صعبة، والمدير من عادته توفير أحذية وملابس فى مكتبه، يمر فى الطابور ويتفقد الطلاب وعندما يلاحظ أن طالب ظروفه لا تسمح بتوفير ملابس لائقة، يقوم بتسليمه ملابس وأحذية، كما يسدد المصروفات الدراسية للأيتام من راتبه أو بمشاركة مجتمعية يوفر لهم مصروف يومى ودروس خصوصية.
وأضاف مسئول الصيانة بالمدرسة، أن الفقيد كان يعمل بجوارى ويمسك الفرشة ويدهن الحوائط ويكنس وينظف الطرقات بمساعدة العمال، والحديقة يحرص أن يرويها بنفسه.
وأكد طلاب المدرسة أننا سبق وخرجنا بمظاهرة طلابية بعد علمنا بنقله من المدرسة، أما ولية أمر طفلين قالت: كان يساعدنى فى تسديد المصروفات الدراسية وتوفير الملابس والمصروفات شخصية ويشرح لهم والطلاب المناهج تطوعا منه.
ويكمل هانى موسى معلم خبير، اننا تزاملنا لعقود طويلة، كان يسعى بكل جهده، أن تكون مدرسة السلام الابتدائية هى الأولى، ويوفر كل الامكانيات فيها، من أجل توفير تعليم جيد لأبنائنا الطلاب من أبناء المنطقة، لأنه كان مؤمن أنهم يستحقون أفضل تعليم.
ويقول خالد عبدالفتاح العزايزى نقيب معلمين العاشر من رمضان، انه فور وفاة مدير المدرسة تم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإنهاء تصاريح الدفن، وخرجت الجنازة وشارك فيها طلاب ومعلمين وأهالى كانت مثل مظاهرة حب ووداع له، وأقيم العزاء أمام المدرسة بناء على رغبة نجلة والطلاب ومعلمين المدرسة من زملائه.
وأكد أن النقابة تقدمت بطلب إلى الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، بضرورة تكريم زميلهم بإطلاق اسمه على المدرسة تكريما له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة