أحمد جمعة

فلسطين .. دور مصر المحوري تجاه القضية

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021 02:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القضية الفلسطينية أحد أبرز القضايا العادلة التي تعمل الدول العربية خاصة مصر على دعمها لأنها قضية شعب مظلوم ومكلوم بسبب ما تعرض له من احتلال لأرضه وتهجير وسلب وقتل واستيطان إلا أن الاهتمام بالقضية تراجع عقب أحداث 2011 التي عصفت بالدول العربية، ولم تعد قضية فلسطين على سلم أولويات الدول التي عانت من ضعف المؤسسات وعكفت هذه الدول عقب أحداث 2011 على الانكفاء على الداخل العربي بشكل أكبر لحل مشكلاتها الداخلية وتقوية مؤسساتها.
 
لم تتأخر مصر أبدا عن دعم الأشقاء الفلسطينيين سواء لإنهاء الانقسام الداخلي بين الفصائل وتحديدا فتح وحماس، والتوسط في عدة مناسبات لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ووقف نزيف الدم، فضلا عن تقديم كافة سبل الدعم والإسناد للمواطن الفلسطيني الذي يعاني من أزمات متلاحقة سواء على المستوى الداخلي بسبب الانقسام أو بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وأخيرا بمحاولة تحييد القضية الفلسطينية عن أي صراعات إقليمية ودولية.
 
مشكلة الفلسطينيين التي أضعفت القضية خلال العقدين الماضيين هي الانقسام والتشتت وتصارع الفصائل على المصالح بعيدا عن المصلحة الوطنية الفلسطينية، وهو ما استغله الجانب الإسرائيلي ووظفه للترويج لمشروعه الاستيطاني داخل الأراضي المحتلة، وقد ساعدهم الفلسطينيين في ذلك بشكل غير مباشر عبر عمل كل فصيل ومكون في جزر منعزلة عن بعضها ما أدى لتعاظم الانقسام، وتشتت خطاب الوحدة الفلسطينية ما بين حماس وفتح والسلطة وبات لكلا منهم وجهة نظر تختلف عن الآخر في كيفية تحقيق وحدة الفلسطينيين.
 
ونتيجة الحالة الراهنة للقضية الفلسطينية أصيب "شعب الجبارين" والشعوب العربية بخيبة أمل بسبب الانقسام السياسي والمؤسساتي بين المكونات الفلسطينية حتى أصبح الحديث عن "توحيد الصف" و "إنهاء الانقسام" نكتة الموسم وكل موسم، لا أحد يبحث عن الوحدة ولا أحد يفكر في الثوابت الوطنية التي يجب أن يتعامل معها الجميع تجاه قضية فلسطين، وبات "الشو الإعلامي" و "الرياء" أحد أبرز الأسلحة التي تستخدمها بعض الفصائل للترويج لمشروعها وإيهام الشارع بأنه الأصلح.
 
الشعب الفلسطيني يعيش فترة من أسوأ الفترات في عمر القضية الفلسطينية ويرفض الجميع بشكل كامل ويأمل في خروج قائد وطني فلسطيني يحمل لواء القضية ويعمل على إعادتها على سلم أولويات المجتمع الدولي، مشكلة قضية فلسطين هي عدم تجديد شرعية المؤسسات وتصارع الجميع على النفوذ والمصالح.
 
لم تتوانى مصر أبدا في تقديم النصح والدعم للأشقاء الفلسطينيين وتنظيم جلسات للحوار الوطني الفلسطيني لتوحيد الصف وإنهاء الانقسام، فضلا عن تحركاتها على المستوى الإقليمي والدولي لإحياء القضية الفلسطينية والدفع نحو تفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط لكن هذه التحركات تواجهها عدد من التحديات أبرزها عدم مساعدة الفلسطينيين لأنفسهم وبات الهم الأكبر في إطار الصراع الفصائلي هو كيفية الحصول على كرتونة مساعدات أو 100 دولار ضمن المنح التي تقدم من أطراف دولية، وتم حرف الأنظار عن البوصلة الحقيقية لقضية فلسطين التي تربينا عليها وهي القدس وتوحيد الصف ونبذ الفرقة لتقوية الجبهة الداخلية لمواجهة الاحتلال الذي يعد الأقوى في هذه المعادلة.
 
أحيا الشعب الفلسطيني في 11 نوفمبر الجاري ذكرى وفاة الزعيم الراحل ياسر عرفات الذي أفنى حياته دعما لقضية فلسطين ولم يتوانى أبدا عن التحرك على المستويين الإقليمي والدولي لحصد الدعم والتأييد للفلسطينيين، وكانت فلسطين حينها جاذبة ويحرص عدد كبير من  الشباب الفلسطيني على العودة لبلاده لتقوية الجبهة الداخلية لكن عقب وفاة عرفات ومع مرور الأيام السنين انقلبت الأمور وبات الشاب الفلسطيني حريص على الهجرة وترك البلاد بسبب تردى الوضع الاقتصادي وتعاظم الانقسام والتصارع ورفع راية "مصلحة الفصيل أولا" على مصلحة قضية فلسطين العادلة.
 
اليوم تجتمع في بروكسل حوالي 41 دولة ومؤسسة دولية بمشاركة وزارية للتشاور حول سبل دعم "الأونروا" لتلبية الاحتياجات الضرورية لأبناء الشعب الفلسطيني في ظل الوضع الاقتصادي المتردي خاصة في غزة التي باتت منطقة لا تصلح للحياة مطلقا، يأتي الاجتماع في ظل العجز الكبير الذي تواجهه "الأونروا" فى التمويل ما يهدد بانقطاع خدماتها الحيوية في جميع ميادين العمليات في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية، بما فيها القدس، وقطاع غزة.
 
ختاما، يأمل أبناء الشعب الفلسطيني في أن يبقى الدور المصري هو الدور المحوري في قضية فلسطين كونه الأكثر صدقا وإيمانا بالقضية التي قدم فيها الشعب المصري آلاف الشهداء دعما للفلسطينيين، لعل نبوءة "أبو عمار" تتحقق برفع شبل من أشبال فلسطين أو زهرة من زهراتها علم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة