سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 18 نوفمبر 1969.. قائد الضفادع البشرية لعملية الإغارة الأولى على ميناء إيلات يكشف لـ«الأهرام» بعض أسرار تفجير قطع بحرية إسرائيلية

الخميس، 18 نوفمبر 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 18 نوفمبر 1969.. قائد الضفادع البشرية لعملية الإغارة الأولى على ميناء إيلات يكشف لـ«الأهرام» بعض أسرار تفجير قطع بحرية إسرائيلية ابطال ايلات
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أثناء الليل، هبطت طائرة هليكوبتر مصرية فى المنطقة المحيطة بميناء إيلات الإسرائيلى، وخرج منها أفراد القوة المصرية واختفوا، وفى مياه خليج العقبة ظلوا لساعات تحت ماء شديد البرودة يؤدون مهمتهم البطولية العظيمة، وذكرتها جريدة الأهرام، 17 نوفمبر 1969، فى مانشيتها الرئيسى قائلة: «الضفادع البشرية المصرية تغرق وتدمر 3 قطع بحرية للعدو فى إيلات».
 
كشفت «الأهرام» فى التفاصيل، أن القوة نفذت مهمتها مساء 15 نوفمبر 1969، وامتدت حتى الساعات الأولى من صباح 16 نوفمبر، وأن أبطالها كانوا ثلاث مجموعات، لكل مجموعة هدف واحد من السفن الحربية الإسرائيلية الثلاث الراسية فى الميناء، ولم تكن هناك سفن غيرها، واتجهت كل مجموعة إلى هدفها بتثبيت شحنات ناسفة فى هياكل السفن، وصفتها الأنباء التى خرجت من إسرائيل بأنها ألغام بحرية شديدة الانفجار، ومع الفجر كانت الانفجارات تهز الميناء الإسرائيلى، واعترفت سلطات العدو بتدمير سفينتين، وسكتت عن الثالثة، تضيف «الأهرام» فى تقريرها، أن هذه السفن اشتركت من قبل فى عملية الإغارة على ساحل خليج السويس، علاوة على أنها تستخدم بواسطة العدو، وقواته البحرية فى عملياته العسكرية العدوانية.
 
فى 18 نوفمبر، مثل هذا اليوم، 1969، نشرت «الأهرام» حوارا على صفحة كاملة مع قائد «عملية الضفادع البشرية»، دون ذكر اسمه، ولا أسماء الأبطال الذين كانوا معه، كما لم يكشف الكثير من أسرار العملية والتى تم الكشف عنها فيما بعد، وبالطبع كان ذلك لضرورات السرية المطلوبة فى حينها، وأخذت «الأهرام» الحوار مانشيتها الرئيسى، وأشار القائد فى الحوار إلى التدريبات التى أدوها من أجل تنفيذ العملية، وكشف عن أن الطائرة وصلت بهم إلى موقع بدء المهمة فى سلام وسرية، وقبل آخر ضوء من نهار ذلك اليوم «السبت» طبقا للموعد المحدد، حمل كل فرد جزءا من المعدات التى تدرب على حملها، والسير بها مسافات طويلة فى الظلام، يؤكد: «فى وميض ضوء القمرعلى سطح خليج العقبة، بدأنا نزحف بالعوامة على الماء، واقتربنا من إيلات، التى كانت أضواؤها فى تلك الساعة تظهر على الأفق».
 
يضيف قائد العملية: «حملنا العبوات الناسفة الزمنية التى طورناها لتناسب المهمة، والتى ضبطنا مقدار طفوها طبقا لطبيعة كل فرد، وحتى يسهل عليه العوم بها تحت الماء، وفى سكون تام وبلياقة رائعة نزلت المجموعات من فوق العوامة إلى الماء متجهة إلى أهدافها»، يشرح عملية زرع الألغام فى أماكنها بالسفن الثلاث، ثم يتحدث عن رحلة العودة، وعن الانفجارات التى وقعت. 
 
الكثير ممن لم يبُح به قائد عملية هذه البطولة، تم كشفه فيما بعد، وفيه أنها بدأت باستدعاء قائد القوات البحرية المصرية اللواء محمود فهمى (الفريق فيما بعد)، للرائد رضا حلمى قائد لواء الوحدات الخاصة البحرية، وإبلاغه: أريد أن أكلفك بضرب وإغراق ثلاث سفن إسرائيلية بميناء إيلات على رأس خليج العقبة»، وفقا للكاتب الصحفى عبده مباشر فى كتابه «تاريخ البحرية المصرية»، استقبل الرائد «حلمى» المهمة بحماس، ثم جلس مع قائده أمام خريطة لدراسة كيفية التنفيذ.
كان للمخابرات المصرية حضور خاص ومهم فى التحضير، تكشف الباحثة إنجى محمد جنيدى، فى كتابها «حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل 1967 - 1970»، أن المخابرات حصلت على معلومات خاصة بالميناء، عن طريق مهندسين سويسريين اشتركوا فى أعمال هندسية كإقامة وتوسيع الميناء، وبناء على هذه المعلومات تقرر القيام بإغارة عليه».
 
سافر الرائد رضا حلمى إلى العقبة، بموافقة الفريق محمد أحمد صادق، رئيس أركان حرب القوات المسلحة على المهمة، يكشف الفريق فهمى، أن المخابرات الحربية دبرت سفر الرائد «حلمى» إلى عمان تحت ستار «ضابط إشارة»، سيقوم بالتفتيش على أجهزة نقطة المراقبة البحرية المصرية الموجودة بجوار ميناء العقبة منذ عام 1967، أما مهمته الأصلية فكانت استطلاع ودراسة المنطقة، هناك، وهناك التقى بالرائد إبراهيم الدخاخنى الملحق العسكرى المصرى، كما تمكن من التعرف على بعض أفراد حركة فتح الفلسطينية، وعاد بمحصول وافر من المعلومات والصداقات، وبدأت عملية تدريب الأفراد على العملية وتجهيز المعدات الخاصة بها.
 
تذكر إنجى جنيدى، أن ثلاثة من أفراد الضفادع البشرية حملوا المعدات والألغام والمهمات اللازمة على متن طائرة مصرية إلى العراق، على أنهم أفراد من حركة فتح، وأن الصناديق التى يحملونها تحتوى على معدات خاصة بالحركة، وعندما وصلوا إلى المطار وجدوا فى انتظارهم أفراد من مجموعة «أبوهانى» الفلسطينية، وعلى الفور تم نقلهم جميعا بالسيارات إلى بلدة «الطفلية» بالأردن، كمنطقة تجمع انتظارا لوصول باقى أفراد الضفادع البشرية من القاهرة حيث كان معهم جوازات سفر مدنية لأغراض سياحية، مضت الأمور بعد ذلك، فكيف كانت؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة