يبدو أن المملكة المتحدة لم ترحب بإعلان فرنسا العمل على إجراءات إجراءات عملية خلال الأيام القليلة المقبلة للترويج لتهدئة نزاع الصيد بين فرنسا والمملكة المتحدة ما بعد بريكست، وبعد أن أعلن الإليزيه عن نيته إصدار تحديث، الثلاثاء، حول الإجراءات الانتقامية التى ستتخذها باريس وما إذا كانت ستلجأ إليها، أمهلتها لندن 48 ساعة للتراجع عن هذه التهديدات.
وحذرت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، فرنسا من أن أمامها 48 ساعة للتراجع عن التهديدات التى صدرت فى إطار الخلاف بشأن تراخيص الصيد وإلا ستبدأ المملكة المتحدة محادثات النزاع المنصوص عليها فى اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقال مسئولون فرنسيون إنهم سيمنعون قوارب الصيد البريطانية من دخول بعض الموانئ وسيشددون الضوابط الجمركية على الشاحنات التى تدخل البلاد ما لم يتم منح المزيد من التراخيص لقواربهم الصغيرة للصيد فى المياه البريطانية.
وتم ترخيص ما يقرب من 1700 سفينة تابعة للاتحاد الأوروبى للصيد فى مياه المملكة المتحدة، وهو ما يعادل 98 ٪ من طلبات الاتحاد الأوروبى للحصول على تراخيص الصيد، كما تقول حكومة المملكة المتحدة، لكن هذا الرقم محل خلاف فى باريس.
وأشارت تروس إلى أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ربما يصدر "تهديدات غير معقولة" لأنه يواجه انتخابات صعبة تلوح فى الأفق.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت فرنسا والمملكة المتحدة قد توصلتا إلى اتفاق، قالت تروس لشبكة سكاى نيوز: "الصفقة لم تتم. لقد وجه الفرنسيون تهديدات غير معقولة تمامًا، بما فى ذلك جزر القنال وصناعة صيد الأسماك لدينا وهم بحاجة إلى سحب هذه التهديدات ".
وقالت تروس إنه إذا لم يسحب الفرنسيون التهديدات، فستستخدم حكومة المملكة المتحدة "آليات اتفاقنا التجارى مع الاتحاد الأوروبى لاتخاذ إجراءات"، مما "قد يؤدى إلى اتخاذ إجراءات مباشرة فى التجارة".
وأضافت "تصرف الفرنسيون بشكل غير عادل. وإذا تصرف شخص ما بشكل غير عادل فى صفقة تجارية، فيحق لك اتخاذ إجراء ضده والسعى إلى بعض الإجراءات التعويضية وهذا ما سنفعله إذا لم يتراجع الفرنسيون."
وأضافت: "يجب على الفرنسيين التوقف عن تهديد سفن الصيد البريطانية، والتوقف عن تهديد موانئ القنال، وقبول أننا من ضمن حقوقنا بالكامل فى تخصيص تراخيص الصيد بما يتماشى مع اتفاقية التجارة، كما فعلنا".
وقالت إنها ستتخذ إجراءً قانونيًا "تمامًا" فى الأيام المقبلة إذا لم تتراجع فرنسا، قائلة: "يجب حل هذه المشكلة فى غضون 48 ساعة".
ولدى سؤالها عن سبب نشوء الخلاف، قالت تروس: "يمكنك القول أن هناك انتخابات فرنسية مقبلة". وبدت تروس غاضبة من الخلاف وقالت: "لست سعيدة بما حدث".
قال بيير هنرى دومون، وهو سياسى فرنسى عن الحزب الجمهورى، أن فرنسا تريد ببساطة أن تفى المملكة المتحدة بالتزاماتها التى تم التعهد بها خلال معاهدة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال إنه على الرغم من أن "المفاوضات الأصعب" قد تحتاج إلى الانفتاح مع الجانب البريطانى، لافتا فى تصريحاته لإذاعة بى بى سى 4: "ما نطلبه هو فقط أن تفى الحكومة البريطانية بوعودها التى قطعتها من خلال توقيع اتفاقية ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. لم نعد نطلب المزيد. نحن لا نطلب شيئًا لم يكن موجودًا فى هذه المعاهدة. نحن نطلب فقط من الحكومة البريطانية أن تفى وتحتفظ بتوقيعها. هذا كل شيء."
وكان دعا كبار العلماء وخبراء البيئة رئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون والرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون لإعلان إنهاء فورى للخلافات بينهما بشأن حقوق الصيد مع تزايد المخاوف من أن جدالات المملكة المتحدة مع جيرانها فى الاتحاد الأوروبى قد يلقى بظلاله على قمة المناخ COP26 الحاسمة بشأن تغير المناخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة