النقل المستدام وعلاقته بالتنمية ومكافحة التغير المناخى، هو أحد الموضوعات التى يدور حولها الجدل عالميا ومحليا الآن، ولا سيما أنه أحد أهداف التنمية المستدامة التى أقرتها الأمم المتحدة، وبالتحديد هو الهدف الحادى عشر، وهذه العلاقة على حسب آخر تقرير للأمم المتحدة أنها علاقة وطيدة ومطلوبة بشكل جادى عالميا من أجل تحقيق استدامة المدن وتحقيق التنمية.
بالتوازى مع انعقاد مؤتمر الكاب 26 والذى عقد بدولة الصين، الفترة من 14 إلى 16 أكتوبر 2021، أصدرت الأمم المتحدة تقريرا بعنوان "النقل المستدام يعني التنمية المستدامة" ووصف التقرير النقل المستدام بأنه المفتاح الأول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وأحد المستجدات التى ظهرت بالتوازى مع التغييرات السياسية المبتكرة.
وشدد التقرير أيضا على أن النقل المستدام ضرورة لمكافحة تغير المناخ، حتى تصبح تقنياته فعالة، وتضمن أن الاستراتيجيات تعود بالفائدة على الجميع، بما فيهم الفقراء، وضرورة اعتماد نهج متكامل ومستدام نحو جعل المدن آمنة ومرنة.
وطالب تقريرالأمم المتحدة بضرورة بذل جهد عالمي في المجالات التي توجد فيها روابط عميقة ومنهجية عبر الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للتنمية المستدامة، وتسريع الحلول الحالية، مثل المركبات منخفضة أو عديمة الكربون، وأنظمة النقل الذكية، وصناعة وقود جديد، وطاقة وبنية تحتية رقمية جديدتين، تخففان من العواقب الضارة.
وأوضح تقرير الأمم المتحدة، أن النقل أمر حيوي لتعزيز الاتصال والتجارة والنمو الاقتصادي والعمالة، رغم أنه يمثل أيضاً مصدراً كبيراً لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وفى السياق ذاته، أكدت وزارة البيئة بمصر على أن الوزارة نسعى إلى تحسين مستوى النقل الجماعي بما يحفز المواطنين على اتخاذه بديلاُ لوسائل النقل الخاصة، والشروع فى تدشين هذا التوجه الجديد نحو التطبيق التدريجي لهذه الفكرة وإدماجها في التخطيط العمرانى بمصر".
وشددت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة على ضرورة تبني عدد من التدابير المسبقة والتدابير المصاحبة لتطبيق هذه الفكرة، وأن من أهم تلك التدابير، تحسين جودة وقود السولار بما يضمن خفض نسبة الكبريت إلي المستويات المتعارف عليها دولياً طبقا للمواصفات الدولية ذات الصلة، وتشجيع ثقافة المشاركة في وسائل النقل بين المواطنين لخفض استخدامات النقل الخاص، وتعزيز المساحات الخضراء والغطاء النباتي بما يخدم جهود تحسين نوعية الهواء الجوي، وتحسين أداء "منظومة تخطيط استخدامات الأراضي" بما يضمن تعزيز سمات الاستدامة في التنمية العمرانية، وبما يحقق مؤشرات بيئية أفضل لسكان المدن في المستقبل.
جدير بالذكر، أن مؤتمر الأمم المتحدة العالمي الثاني للنقل المستدام أصدر «بيان بكين»، كوثيقة ختامية للمؤتمرللتأكيد على أهمية النقل المستدام، مشددا على ضرورة تسريع التحول نحو النقل المستدام سيكون محورياً من أجل خلق مجتمع مصير مشترك للبشرية، مشجعاً على أهمية التعاون الدولي، وبناء القدرات، وتبادل المعرفة بين الدول، كما ينبغي بذل الجهود لزيادة السلامة على الطرق، بالاضافة الى تحسين الوقاية من الأمراض وتعزيز قدرات الاستجابة لقطاع النقل.