عندما أصدر الشاعر اللبنانى شوقي أبي شقرا ديوانه الأول "أكياس الفقراء" عام 1959 بدت قصيدة التفعيلة التي اعتمدها مختلفة عن قصيدة التفعيلة لدى نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وبلند الحيدري وصلاح عبد الصبور، فالقصائد وإن اعتمدت التفعيلة كانت أيضًا تحلق نحو ما يسمى "الشعر الحر" وهو ما تأكد حين تخلى شوقى أبو شقرا عن التفعيلة بعد ديوانين فقط ليكتب شعر النثر.
وقد طبعت دار النهضة العربية في بيروت الديوان في طبعة جديدة مؤخرًا إحياء لما قدمه الشاعر اللبنانى الكبير شوقى أبو شقراء فيه من قصائد مميزة.
وقد ولد شوقي مجيد أبي شقرا شاعر في بيروت عام 1935، وحاز العديد من الجوائز، وكتب عن شعره العديد من النقاد، كما خضعت أعماله للدراسة الأكاديمية من قبل أكثر من طالب ماجستير ودكتوراه في لبنان، إذ يعد من رواد كتابة الشعر السريالي في لبنان.
عاش أبو شقرا طفولته في رشميا ومزرعة الشوف بسبب عمل الوالد في سلك الدرك قبل أن يفقده في سن العاشرة بسبب حادث سيارة، درس في دير مار يوحنا في رشميا، ثم في معهد الحكمة في بيروت، وتخرج فيه عام 1952.
كتب محاولات أولى بالفرنسية، ثم قصائد عمودية، أما بدايته الحقيقية، فكانت في إنجازه قصائد تفعيلة مختلفة عن تلك التي دشّنها الرواد العراقيون، قبل أن ينتقل إلى قصيدة النثر في ديوانه الثالث "ماء إلى حصان العائلة".
أسس "حلقة الثريا" مع ثلاثة شعراء آخرين هم: جورج غانم، وإدمون رزق، وميشال نعمة.
ويعد أبو شقرا أحد أبرز أركان مجلة شعر التي جمعت أدونيس، ومحمد الماغوط، و يوسف الخال، وأنسي الحاج، وقد عمل فيها سكرتيراً للتحرير، وحاز ديوانه: "حيرتي جالسة تفاحة على الطاولة"، جائزة مجلة شعر في العام 1962، وكما فعل أقرانه من مؤسسى مجلة شعر، ترجم أبو شقرا نصوصاً لشعراء مثل: رامبو، ولوتريامون، وأبولينير، وريفيردي، لكن هذه الممارسة ظلت هامشية وبعيدة من شعره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة