كثيراً ما تستعين الأعمال الفنية والمنتجين ببعض الأطفال لتصويرعدد من المشاهد، ويكون التحكم والتوجيه لهؤلاء الأطفال من أصعب الأمور حتى يتم تنفيذ المشاهد بالشكل المطلوب، وكان من أكثر الفنانين والمنتجين الذين استعانوا بالأطفال فى أعمالهم الفنان الكبير أنور وجدى والذى اكتشف الطفلة المعجزة فيروز وقدمها كبطلة فى عدد من أفلامه.
وكان أنور وجدى يستعين بالأطفال فى تصوير بعض المشاهد من أفلامه ومنها عندما كان يصور فيلم "ليلى بنت الأكابر" عام 1953 ، والذى كانت تغنى فيه القيثارة ليلى مراد أغنية " أنا هانسى روحى ومش ممكن أنسى" وكان المشهد الذى يتم خلاله تصوير الأغنية يقضى بأن تنام ليلى مراد وتحلم بموعدها مع حبيبها، ورأى أنور وجدى أن يستعين فى هذا المشهد بعدد من الأطفال ليؤدوا أدوار الملائكة ، وتعب الريجيسير فى جمع عدد من هؤلاء الأطفال فى السن الذى طلبه أنور وجدى ، الذى ظل يدربهم على المشهد وما سيفعلونه فيه.
وخلع الأطفال ملابسهم وتم وضع ورود على أجسامهم الصغيرة ورؤوسهم وأمسك كل منهم بقوس وسهم، ول أنور وجدى يحفظهم بعض كلمات الأغني التى سيردون بها على ليلى مراد، واحتاج هذا منه جهداً ووقتاً طويلاً، وكان يحاول أن يتمالك أعصابه حتى لا يثور حين تتكرر أخطاء الأطفال فيخافوا منه ويفسد المشهد ، وظل يحايلهم وقتاً طويلاً ، ووسط هذه المحايلة بكى طفل منهم وصاح :" أنا عاوز أروح لأمى"، فأسرع أنور وجدى وأعطى هذا الطفل قطعة من الشيكولاتة حتى لا يقلده باقى الأطفال ويبكون، وهنا نظر الأطفال لزميلهم الذى أعطاه وجدى قطعة الشيكولاتة وبدأ بعضهم يبكى مثله، فأرسل أنور وجدى لشراء كمية من الشيكولاتة تكفى عدد الأطفال ، وهو يكاد ينفجر من الغيظ ووزعها عليهم.
وما لبث أن بدأ تصوير المشهد حتى كرر هؤلاء الأطفال طلبهم وتوقفوا عن التمثيل بعد أن طالب بعضهم بمزيد من الشيكولاتة ، فلم يتمالك أنور وجدى أعصابه وصرخ قائلاً :" ايه يا اخوانا انتوا جايبين لنا ملايكة من كفر الطماعين"، وضحك الجميع ، بينما أرسل أنور وجدى لشراء كميات كبيرة من الشيكولاتة حتى يرضى عنه الملائكة ويستكملوا تصوير المشهد.