كر وفر يشهده محيط العاصمة الأثيوبية أديس أبابا بين قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى، والجيش الأثيوبي وسط تحذيرات دولية متزايدة من احتمالات سقوط العاصمة وانهيار نظام آبي أحمد، هو ما دفع الخارجية الأمريكية للتجديد نداءاتها العاجلة لرعاياها بمغادرة البلد المضطرب.
وحذرت الولايات المتحدة، من أنه "لا يوجد حل عسكري" للحرب الأهلية فى إثيوبيا، وأكدت دعمها للدبلوماسية باعتبارها الخيار الوحيد، حيث قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن واشنطن أطلعت على التقارير، التى تفيد بأن رئيس الوزراء آبى أحمد، يقف على الجبهة، وعلى التقارير التى تتحدث عن نقل عن رياضيين وبرلمانيين وقادة أحزاب ومناطق أثيوبيين رفيعى المستوى قولهم إنهم سينضمون بدورهم إلى رئيس الوزراء فى الخطوط الأمامية للجبهة.
وأضاف: "إننا نحث جميع الأطراف على الامتناع عن الخطاب التحريضى والعدائى، وضبط النفس، واحترام حقوق الإنسان، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين".
وفي سياق متصل، نشر الجيش الأمريكي 3 سفن حربية وقوات من العمليات الخاصة في جيبوتي، بهدف تقديم المساعدة للسفارة الامريكية في أديس أبابا إذا تفاقم الوضع في البلاد، كما توقعت وزيرة الدولة البريطانية لشؤون أفريقيا، اقتراب القتال فى إثيوبيا، من العاصمة، قائلة: "قد نشهد خلال أيام اقتراب القتال من أديس أبابا".
في الوقت نفسه، دخلت شركات الطيران الكينية في حالة تأهب قصوى في أعقاب الإخطار الأمريكي بتحذير لشركات الطيران التي تمر في المنطقة.
وقالت هيئة الطيران المدني الكينية (KCAA) ، الجهة المنظمة للسلامة الجوية في كينيا، إن الدولة وشركات الطيران على دراية بالاستشارة بشأن المخاطر المحتملة على الطائرات المدنية التى تحلق فوق إثيوبيا بسبب النزاع المسلح.
قال المدير العام جيلبرت كيبي لصحيفة بيزنس ديلى: "إن جميع شركات الطيران التى تسافر إلى/ خارج إثيوبيا وتحلق فوقها على دراية بنوتام (إشعار الطيران) الإرشادي، وبالتالي فهي على علم كاف لتوخي الحذر في ذلك المجال الجوي".
ووفقا للتقرير، حذرت الولايات المتحدة الطيارين مؤخرًا من أن الطائرات التي تعمل يمكن أن تتعرض بشكل مباشر أو غير مباشر لنيران الأسلحة الأرضية أو نيران أرض - جو" مع اقتراب حرب إثيوبيا من أديس أبابا.
قال كيبي: "لم تتأثر كينيا بالإشعار الاستشاري ، لكننا نظل يقظين لأي عمل محتمل من التدخل غير القانوني حول جميع حدودنا بما في ذلك إثيوبيا"، وأضاف ان هناك على الأرجح مجموعة متنوعة من الأسلحة القادرة على مقاومة الطائرات ، بما في ذلك القذائف الصاروخية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية منخفضة العيار المضادة للطائرات وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة في المنطقة، والتي يمكن أن تصل إلى 25000 قدم فوق مستوى سطح الأرض.
من جانبها اكدت الأمم المتحدة على أهمية ضمان تدفق منتظم للمساعدات الإنسانية إلى منطقة تيجراي في شمال إثيوبيا، على خلفية استمرار تدهور الوضع الإنساني في المنطقة في بيان ورد فيه: " غادرت نحو 40 شاحنة محملة بالإمدادات الإنسانية، بما في ذلك المواد الغذائية، مدينة سيميرا، عاصمة أفار، متوجهة إلى تيجراي - وهي أول قافلة تتجه إلى المنطقة منذ منتصف أكتوبر"، لافته الى انه لا تزال الشاحنات المحملة بالوقود والإمدادات الطبية تنتظر التصريح.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن هناك حاجة لحوالي 500 شاحنة محملة بالإمدادات الإنسانية أسبوعيا، حيث أدى القتال العنيف بين قوات الحكومة المركزية وجبهة تحرير تيجراى الشعبية منذ نوفمبر 2020، إلى جعل المناطق الشمالية لإثيوبيا في تيجراي وأمهرة وأفار في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية.
وعلى مدار الساعات القليلة الماضية، ومع احتدام الحرب الإثيوبية دعت كل من ألمانيا وفرنسا رعاياهما إلى مغادرة الأراضي الإثيوبية بشكل عاجل بعد تحذير مماثل أطلقته الولايات المتحدة، فضلاً عن مغادرة شبه كاملة لبعثة الأمم المتحدة المتواجدة في اثيوبيا.