تمر اليوم ذكرى قيام البابا أوربان الثانى بإلقاء خطبته الشهيرة فى فرنسا والتى على أثرها بدأت الحروب الصليبية على بلاد المسلمين، وذلك فى يوم 27 نوفمبر 1095، وهى الخطبة التى فتحت الباب للغزوات الصليبية التى وفدت على الشرق لسنوات عدة مقبلة.
وكانت الحرب الصليبية لها دوافعها الدفينة عند أوربان الذى تولى البابوية، وجلس على كرسى الفاتيكان بين عامى "1088- 1099م"، بل إن الظروف ربما لن تسعفه مرة أخرى إذا ما تأخر قليلا، فإلى جانب استعادة سلطة الكنيسة العسكرية والسياسية على كامل أوروبا، سيكون بمقدورها ضمان الأموال لها ولأوروبا الفقيرة عبر ثروات الشرق، كما أن البابا لا يريد أن تتمكن بعض الدول الإسلامية الناشئة مثل السلاجقة فى العراق والشام، والمرابطين فى المغرب فى تكوين قوى جديدة تنقض على أوروبا.
ورأى البابا، أن الفرصة سانحة لضم الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية إلى كنيسته الكاثوليكية تحت كرسيه، بالإضافة إلى أنه لن يضره شيئا إذا ما تعرضت الجيوش الأوروبية للهزيمة، وقتل الآلاف من شعبه نظير تلك الأهداف النبيلة التى سيعلنها فى خطابه.
وقد سهل استنجاد امبراطور الدولة البيزنطية الكسيوس كومنين بالبابا من هجوم السلاجقة المسلمين على القسطنطينية خاصة بعد أن أوقعوا بالدولة البيزنطية هزيمة مروعة فى موقعة "ملاذ كرد" عام 463هـ / 1071 بقيادة السلطان ألب أرسلان، كادت أن تفضى بزوال الإمبراطورية، وهنا أدرك أوربان، أن بيزنطة لم تعد قادرة على حماية المسيحية والصليب، وبالتالى لابد من تدخل الكنيسة لحماية أوروبا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة