كشف الدكتور أحمد المنظرى المدير الإقليمى لشرق المتوسط، فى بيان له عن أن ظهور المتحور الجديد المُقلِق لفيروس كورونا" أوميكرون"، يعد سببًا رئيسيًّا لقلق الشعوب في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط وشعوب العالم أجمع على حدٍّ سواء.
وقال حتى 24 نوفمبر، أبلغ الإقليم عن أكثر من 16.7 مليون إصابة مؤكَّدة بفيروس كورونا، وأكثر من 308 ألف حالة وفاة منذ بداية الجائحة. واليوم، هناك خطر أن تزيد هذه الأرقام زيادة حادة مرة أخرى، ما لم نلتزم التزامًا جماعيًّا باتخاذ الخطوات اللازمة التي نعلم أنها تحدُّ انتشار الفيروس.
وأضاف أنه مع اقتراب فصل الشتاء، تنخفض درجات الحرارة في جميع أنحاء الإقليم، وهو ما يدفع الناس إلى التجمُّع في أماكن مغلقة، أضف إلى ذلك أن معدلات الالتزام بالتدابير الوقائية، مثل استعمال الكمامات والتباعد البدني، لا تزال منخفضة، ولهذا تشعر منظمة الصحة العالمية بقلقٍ بالغٍ من احتمال الإبلاغ عن إصابات ووفيات متزايدة خلال الأسابيع المقبلة.
وقال فى بيان له، إن الأشخاص غير الملقَّحين هم الأكثر عرضة لخطر العدوى الشديدة والمصحوبة بمضاعفات، والحاجة إلى دخول المستشفى، والوفاة، مؤكدا، يُظهِر المتحور الجديد الكثير من الطفرات التي تحتاج إلى دراسة تفصيلية، غير أن البيِّنات الأولية تشير إلى احتمال زيادة خطر انتقال المرض، وإصابة الأشخاص الذين أُصيبوا بالعدوى من قبل، وقد أُبلِغ حتى الآن عن المتحور الجديد في بلدان في قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا، ولم تُعلَن رسميًّا أي حالات للإصابة بالمتحور الجديد في بلدان الإقليم الــ 22، لكننا نعلم جميعًا أنها مسألة وقت قبل أن يجري الإبلاغ عن حالة الإصابة الأولى، موضحا، إن كل هذه المؤشرات تؤكد أن جائحة كورونا لم تنتهِ بعد، وتمثل المتحورات المُقلِقة أحد أخطر التهديدات على جهودنا الجماعية للسيطرة على الفيروس والقضاء عليه، مضيفا، إنه كلما زاد انتشار كورونا، زادت فرص تحور الفيروس، وطالت مدة السيطرة عليه.
وقال، نعلم أنه يجب علينا، بلدانًا ومجتمعات، أن نعمل معًا، وحينئذ نستطيع تغيير مسار الجائحة ومنع حدوث طفرات جديدة، وهذا أمر ممكن من خلال زيادة معدلات التطعيم، والالتزام بتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية التي أثبتت فعاليتها، ومقاومة التعب الناجم عن كورونا، ومواجهة المعلومات المغلوطة التي تجعل عملنا أصعب كثيرًا.
وشدد على ضرورة أن نتعاون، وعدم الانجرار لملاحقة الفيروس باستمرار، فلدينا من الأدوات ما يمكننا من استباقه، وعلينا أن نستفيد منها بروح من التصميم والتعاون.
وأوضح، ترصد منظمة الصحة العالمية عن كثب متحور أوميكرون وسائر المتحورات المقلِقة، مضيفة، نواصل العمل باستمرار مع الدول الأعضاء وشبكتنا من الباحثين في جميع أنحاء العالم للوصول إلى فهم أفضل وأكبر لهذه الطفرات، وخاصة قدرتها على الانتشار، والآثار المترتبة على إصابة من أصيبوا بالعدوى من قبل، وشدة المرض، وتأثيرها على وسائل التشخيص والعلاجات واللقاحات المتاحة.
وأكد الدكتور أحمد المنظرى في الوقت ذاته، نحث جميع الناس على الحدِّ من خطر تعرُّضهم للفيروس وطفراته الجديدة بالحصول على اللقاح، وارتداء الكمامة، والحفاظ على التباعد البدني، وتجنُّب الأماكن المزدحمة أو ذات التهوية السيئة، وتنظيف اليدين باستمرار، وتغطية الأنف والفم بالمرفق عند العطس أو السعال، وتحث منظمة الصحة العالمية جميع البلدان على تعزيز الترصُّد وإجراء تسلسل للفيروس وتبادل بيانات الجينوم مع قواعد البيانات العامة، وإبلاغ المنظمة بالحالات، سواء حالات الإصابة الجماعية الأولية، مع مواصلة تنفيذ التدابير التي تأكدنا من نجاحها.
وقال، في إقليمنا، لا يحصل على التطعيم الكامل سوى ربع عدد السكان تقريبًا، ولا يزال معدل التطعيم أقل من 10% في 7 بلدان من بلدان الإقليم الـ22، لذا، علينا أن نستفيد من جميع الأدوات والتدابير المتاحة لنا، وكلما أسرعنا في تنفيذ هذه التدابير الوقائية، بِتْنا أقرب إلى احتواء الفيروس ومنعه من التطور.
وأضاف، إننا نمر الآن بمنعطف حاسم، ومن المفارقات أن كورونا كان دليلًا قويًّا على الحاجة إلى اتباع نهجٍ يشمل الحكومة كلها والمجتمع بأسره، وعلى جميع البلدان أن تتكاتف وتعمل معًا متجاوِزةً الاختلافات الجغرافية والثقافية والإيديولوجية واللغوية.