"تلقائية فى الأداء" هكذا وصف النقاد الفنانة رجاء عبده فى أول أفلامها، وهى بالفعل تعد من أكثر فنانات جيلها موهبة، ولم تكن موهبتها فى التمثيل فقط لكنها مطربة تتمتع بصوت جميل ومن أشهر أغانيها "البوسطجية اشتكوا من كتر مراسليلى" التى لحنها لها محمد عبد الوهاب وكتبها أبو السعود الأبيارى.
حققت "البوسطجية اشتكوا" شهرة كبيرة جدا فى فترة الأربعينيات والخمسينيات حتى جاءت ثورة يوليو وتم منع إذاعتها بالإذاعة خشية أن يفهم الرئيس جمال عبد الناصر الذى كان والده بوسطجيا بمصلحة البريد أن هناك قصد من تداول الأغنية، وكانت الإذاعة البريطانية والإسرائيلية بعد حرب السويس تذيع الأغنية للاستهانة بالرئيس، كما أن الإذاعة العراقية فى حقبة الخلاف المصرى العراقى فى عهد الزعيم عبد الكريم قاسم كانت تبث الأغنية باستمرار كيدا فى الرئيس جمال عبد الناصر، لكن عندما علم الزعيم بالأمر ضحك ساخرا وأحبها واعتاد على سماعها بالإذاعة وأمر بأن تذاع الأغنية يوميا، كما كرمها الرئيس الراحل محمد أنور السادات ومنحها شهادة تقدير وطلب منها أثناء التكريم أن تغنى "البوسطجية اشتكوا".
البوسطجية اشتكوا
رجاء عبده يتزامن اليوم مع ذكرى ميلادها فهى من مواليد 3 نوفمبر عام 1919 ورحلت يوم 13 يناير 1999، دخلت عالم التمثيل عبر الغناء، حيث بدأت تغني وهي لم تتم سن العاشرة من عمرها في المحطات الأهلية والحكومية، وعملت مطربة في الإذاعة الأهلية، وكانت مرشحة لبطولة فيلم "الوردة البيضاء"، لكن لقائها بمحمد عبد الوهاب تأخر لفيلم ممنوع الحب، وعملت فى العديد من الأوبريتات الغنائية مثل شهرزاد، كما عملت فى مسرحية "زوبا الكلوباتيه"، وفى التليفزيون عملت فى مسلسل "مع حبى وتقديرى".
قدمت 14 فيلما أمام نجوم جيلها محمد عبد الوهاب وكمال الشناوى وفريد شوقى ويحيى شاهين وأنور وجدى وحسين صدقى، وأول أعمالها السينمائية فيلم "وراء الستار" 1937 ، وقامت بدور شهر زاد على المسرح في أوبريت "شهر زاد" لسيد درويش، وقد اعتزلت التمثيل لفترة، ثم عادت إليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة