نلقى الضوء على رسالة "شعلة نار" التى حققها وقدم لها الدكتور صابر أبا زيد، أستاذ الفلسفة الإسلامية والتصوف فى كلية الآداب، جامعة جنوب الوادى، حيث قام بتحقيق النص والتعليق عليه وإعداد فهارس الآيات القرآنية وعمل على تخريج الأحاديث النبوية، وسرد أسماء الأعلام التى وردت فى النص الأصلى.
يقول الدكتور صابر أبا يزيد، يعد هذا المخطوط أو الرسالة التى بين أيدينا أثرا هاما من آثار الإمام جلال الدين السيوطى المتعددة والمتنوعة من فنون وعلوم وحكمة ولغة وتفسير وفقه وكلام وفلسفة وتصوف إلخ.
ومن هنا تأتى أهميته رغم صغر حجمه، فهى عبارة عن رسالة صغيرة من عشر لوحات ولكنها مليئة بأفكار وآراء صوفية هامة للغاية فى ما يختص بالتصوف الإسلامى القائم على الكتاب والسنة والشرع، ويوضح لنا ما بين الحقيقة والشريعة من اتصال أحيانا واختلاف أحيانا أخرى، كما يبين ما بين الباطل والظاهر من فروق شتى يفهمها الصوفية على خلاف فهم الآخرين، كما يستخدمون الرمز والرمزية فى التعبير.
وفى هذه الرسالة الإمام السيوطى يهاجم فلاسفة الصوفية رغم أنه فى بعض مؤلفاته يدافع عن ابن عربى وابن الفارض على سبيل المثال، وهما من فلاسفة الصوفية.
وتتكون المخطوطة من عشرة لوحات ومسطرتها من عشرين إلى واحد وعشرين سطرا وبها فراغ من الجوانب الأربعة، ومكتوبة بالخط الرقعة وهى واضحة غير مستعصية القراءة إلا فيما نذر.
ويقول الدكتور صابر أبا يزيد، قد يتساءل البعض لماذا أطلق الإمام جلال الدين السيوطى على هذه المخطوطة اسم شعلة نار؟ هى شعلة تضيء الظلمات بالنور، هى شعلة نار أضاء بها الإمام السيوطى الطريق الصوفى إلى الحقيقة لكل من ضل الطريق بعد أن عرض فى أكثر من مؤلف ورسالة الفرق بين الحقيقة والشريعة والباطن والظاهر، ودافع عن الصوفية الحقيقيين وهاجم الصوفية المدعين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة